
نتحدث اليوم عن المقولة أو المثل الشائع الذي يقول” من عاشر القوم أربعين يوم صار منهم ” ذلك المثل الذي حاز على شهرة واسعة وأصبح متداولا بشكل هائل في الأوساط الشعبية والعامية وفى الأوساط الراقية والمجتمعات الغنية أيضا، نتحدث عن أصل هذا المثل ومن أين جاء، هل هو حديث كما يزعم البعض؟!، أم أنه مجرد مقولة يتم تناقلها بين الناس؟.
من الجميل أن نعرف حقيقة ما نتداوله ونقوله كل يوم، حتى نكون واعين بكل شيء ونكون على دراية بأقوالنا وأفعالنا، وننقل هذه المعرفة إلى أبناؤنا الصغار حتى يكونوا هم أيضا على دراية بما يقولون فلا ينخدعون بما يقول الآخرون من كذب وافتراء وإليكم أهم التفاصيل على الموسوعة .
مثل من عاشر القوم :
- يقال أن هذه المقولة منسوبة في الأساس إلى القاضي عزيز بن عبد الملك منصور أبو المعالي الجيلي الذي كان في عهده شافعيا ( تابعة للمذهب الشافعي) في الفروع، ولكنه في ذات الوقت كان أشعريا في الأصول.
- وكان ذلك القاضي آنذاك هو أيضا حاكما لمدينة تسمى باب الازج، وكان بينه وبين أهل هذه البلدة وخاصة الذين يتبعون المذهب الحنبلي جدال و شنآن كبير وخلاف دائم، ومن هذه النقطة حاول القاضي تطبيع أهل المدينة بطباعة ولكنه فشل واخرج إلينا هذا المثل مبررا موقفه، من عاشر قوما أربعين يوما فهو منهم.
من عاشر قوما إسلام ويب :
يشير الكثير من الناس إلى مقولة من عاشر قوما أربعين يوما..” ألي أنها حديث مأخوذ عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن الفقهاء يشيرون إلى أنه ليس هناك حديثا عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام بهذا اللفظ، ولكن الحقيقي والمشهور أنه مثل من الأمثال السائرة التي يتداولها الناس دون معرفة أصلها ومنشأها في كثير من الأحيان.
من جالس قوم أربعين يوما صار منهم :
- في سنة 494 هـ في “البداية والنهاية” الذي حاز على انتشار واسع بسبب ما يحويه من أصول الأشياء نقلها ونتداولها في حياتنا اليومية، وقد جاء في هذا الكتاب أن هذه المقولة ترجع إلى القاضي عزيز بن عبد الملك منصور ، وكما ذكرنا من قبل.
- وقد اختلط الأمر على الكثير من الناس، في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله”، ذلك الحديث الذي أخرجه أبو داود في حديثة عن الجهاد، وفي لفظ آخر “لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم، أو جامعهم فليس منا”أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
- فقد اختلط على بعض الناس هذا الأمر ، وشبهوا هذا الحديث بالمثال ( من عاشر القوم أربعين يوم صار منهم ) وقالوا إنه حديث، وذلك الأمر قد تم إثبات عدم صحته ولذلك فيجب علينا عدم قول انه حديث حتى نتحقق من الأمر جيداً لان من يفترى على الرسول صل الله عليه وسلم له عقاب شديد عند الله عز وجل.
- ولا زال هذا المثل يتداول في حياتنا بشكل يومي بصورة كبيرة في الحالات المتعددة والمختلفة، فمثلاً نجده يقال عندما يصادق شخص ما شخص آخر مختلف عنه في الطباع، ونجد أن الشخصان قد أصبحا متشابهان في الطباع والسلوك وفى كل شيء بعد فترة من الزمن، لا تقل عن 40 يوم، فنقول هذا المثل. كما يمكن أن نضرب هذا المثل للإشارة بين التشابه بين الأزواج ، التشابه في المظهر الداخلي والخارجي أيضا، فهنا نقول إن العشرة جعلتهم متشابهين في كل شيء حتى أن مظهرها الخارجي أيضا اصبح متشابه كثيراً.
