الصداقة هي أحد العلاقات الاجتماعية المميزة التي تنشأ بين شخصين ، وغالبًا ما تنشأ الصداقة بين الأشخاص الذين توجد بينهم عدد من الصفات والاهتمامات المشتركة ، وهي من أكثر العلاقات الإنسانية سموًا ، حيث أن الصداقة تؤثر في شخصية الإنسان بشكل كبير ، فنجد مع الوقت أن الأصدقاء أصبح كل منهم يحمل صفات مشابهة لصديقة .
الصديقات
والصداقة بين الفتيات قد تحمل طابع مختلف قليلًا عن الصداقة بين الفتيان ، فالفتيات في واقع الأمر لا يملن للتعرف على الكثير من الأشخاص مثل الفتيان ، ولذلك نجد أن معظم الفتيات لهن صديقة وحيدة تكون مقربة لهن أكثر من غيرها ، أما الأولاد فيمكنهم إنشاء علاقة صداقة مع الكثيرين بسهولة .
وربما يكون هذا هو السبب في أن الفتاة حين تتخذ لنفسها صديقة ، تصبح تلك الصديقة أقرب إليها ربما حتى أكثر من والدتها ، فتكون رفيقتها في جميع أحداثها اليومية وتكون كاتمة أسرارها ومساعدتها وصيفتها عند الحاجة .
الصديق وطن صغير
وقد قيل في الصداقة كلمات مأثورة كثيرة منها ” إن الصديق هو الشخص الذي تخبره عن أخطائك قبل أن تخبر بها نفسك ” ، و” الصداقة بئرًا يزداد عمقًا كلما أخذت منه ” وهذه العبارات تشرح بإيجاز أهمية الأصدقاء في الحياة ، فكل إنسان يحتاج إلى شخص يسر إليه بمكنونات نفسه وهو مطمئن أن هذا الشخص لن يفشي أسراره أو يسبب له أذى .
المرء على دين خليله
ومن أهم ما قيل عن الصداقة هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم ” مثل الرفيق الصالح والرفيق السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك منها وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة خبيثة ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذان الحديثان الشريفان يحملان معنى وهدي نبوي عظيم ، حيث يحسنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على اختيار الصديق الصالح لأن الصديق السوء قد يدفعنا معه باتجاه طريق الشيطان ، أما الصديق الصالح فقد يأخذ بأيدينا نحو طريق الصلاح .
ومن المقولات التي تدل على أهمية اختيار الصديق ، مقولة عدو عاقل خير من صديق جاهل ، فالعدو العاقل حتى لو أذاك فستكون خصومته بعيدة عن التطرف ، وفي النهاية فأنت سوف تحتاط منه لأنه عدوك ، أما صديقك الجاهل الأحمق ، فقد يدفعك إلى طريق التهلكة بحسن نية وأنت قد تتبعه دون وعي لأنه صديقك .
المشاركة الوجدانية
ويقال عن الصديق أيضًا أن الصديق هو الشخص الذي إذا صمت لسانك ، فإن قلبه لا يمتنع عن الإصغاء إليك ، وهذه العبارة تعني أن الصديق الحقيقي هو الذي يشعر بمشاعر وهموم صديقة حتى لو لم يتكلم ، والصديق الحقيقي هو الذي يحزن إذا حزنت ويسعد إذا فرحت ، ولذلك فإن الصداقة ربما تكون أسمى علاقة إنسانية بعد الأمومة .