الفنانان المصريان رامي مالك و سام اسماعيل… قصة نجاح عربية في هوليوود

لوس انجلوس – «القدس العربي» : عندما انتقلت إلى هوليوود عام 2008 لم ألتق بأي من صناع الأفلام العرب هناك ما عدا المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، مرة واحدة، قبل أن يغادرها آنذاك ويعود إلى بلده الناصرة. وعندما انتخبتُ لعضوية جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية عام 2010 التي تمنح جوائز الغولدن غلوب وتُجري مقابلات مع أبرز […]

الفنانان المصريان رامي مالك و سام اسماعيل… قصة نجاح عربية في هوليوود

[wpcc-script type=”c6b67965e874be40c89882be-text/javascript”]

لوس انجلوس – «القدس العربي» : عندما انتقلت إلى هوليوود عام 2008 لم ألتق بأي من صناع الأفلام العرب هناك ما عدا المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، مرة واحدة، قبل أن يغادرها آنذاك ويعود إلى بلده الناصرة.
وعندما انتخبتُ لعضوية جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية عام 2010 التي تمنح جوائز الغولدن غلوب وتُجري مقابلات مع أبرز المواهب الهوليوودية والعالمية في السينما والتلفزيون، أخبرني أعضاؤها أنهم لم يقابلوا الا عربييَن: عمر الشريف وهاني أبو أسعد، وهما العربيان الوحيدان اللذان كُرما بجوائز الغولدن غلوب. فاز الشريف بالجائزة مرتين؛ الأولى في فئة أفضل ممثل مساعد عن دوره في «لورنس العرب» والثانية في فئة أفضل ممثل مساعد عن بطولة «دكتور جيفاغو» بينما فاز فيلم أبو أسعد، الجنة الآن، بجائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2007 ليصبح أول فيلم عربي يحقق ذلك.

السيد روبوت

لهذا تحمست كثيراً عام 2015 عندما سمعت عن المسلسل التلفزيوني، السيد روبوت، من تأليف وبطولة شابين مصريين وهما سام اسماعيل ورامي مالك على التوالي. لكن لم يكن سهلاً إقناع أعضاء الجمعية بإجراء مؤتمرات صحافية معهما إذ لم يكونا معروفين آنذاك، ولم يكن هناك اهتمام بهما من قبل قراء مجلاتهم. ولحسن الحظ، وافقوا في النهاية على إجراء مؤتمر لرامي مالك، الذي لم يخيب ظنهم. فقد كان مرحاً ولطيفاً، ومع ذلك لم يعيروه الكثير من الاهتمام. سام، الذي حضر المؤتمر، أيضا لم يحظ باهتمام زملائي. لكن بالنسبة لي، ذلك المؤتمر كان لحظة تاريخية لأنه أول مؤتمر مع موهبة عربية. وشعرت أنهما تحمسا للقائي مثلما كنت متحمسا للقائهم. وعرضت عليهما إجراء مقابلات تلفزيونية معهما للترويج لمسلسلهما في العالم العربي.
لكن مثل الإعلام الأجنبي، الإعلام العربي أيضا لم يعرهما أي اهتمام. بداية حاولت مع برنامج بي بي سي سينما بديلة، الذي كنت أزوّده بمقابلات مع نجوم هوليووديين، لكن دون جدوى. كما أن محاولاتي مع محطات عربية اخرى باءت بالفشل.
لم أكشف لرامي وسام عن إخفاقي في إيجاد بيت لمقابلتهما، واستمريت في تحضيرهما لها ونصحتهما بإجرائها بالعربية. رامي حذرني أن لغته العربية كانت ضعيفة فطمأنته أنني أعاني من الأمر نفسه، فوافق. أما سام فطلب أن أبعث له الأسئلة لكي يحضّر الاجابات. وطلبنا من وكلاء ترويج شركة شبكة يو إس أي، منتجة مستر روبوت، أن يرتبوا لنا غرفة للتصوير في فندق هيلتون بيفرلي هيلز في أول حزيران/يونيو.
وفي يوم المقابلة، توجهت إلى فندق هيلتون مع مصور وزميلة تطوعت لمساعدته حيث كان رامي وسام ينتظران. فتحدثنا وسخرنا من لغتهما العربية، بينما قام المصور بتجهيز الكاميرا والأضواء. واحتج رامي عندما عرف أنني بعثت الأسئلة لسام. فقلت له إنني أفضل أن يكون حديثه ارتجاليا، لكنه لم يقتنع. فقررنا أن نبدأ مع سام.
أنا أيضاً لم أكن اتقن اللغة العربية الفصحى، فجميع مقابلاتي الآنفة كانت بالانكليزية. وبدا ذلك واضحاً لسام عندما كررت السؤال الأول ست مرات. فأصبحت أنا مصدر السخرية وليس هو ورامي الذي استرجع ثقته بنفسه. وبعد المرة السادسة قال لي سام: لم أفهم شيئا، أرجو أن تعيد السؤال بالانكليزية.
وعندما سمع السؤال تنهد وقال: هذا صعب جداً لا يمكنني أن أجيبك بالعربية. فأجرينا المقابلة بأكملها بالانكليزية، حيث قمت بطرح الأسئلة باللغة العربية أولا ثم إعادتها بالانكليزية. لكن رامي كان أكثر شجاعة ووافق أن يحاول إجابتي بالعربية. الأمر لم يكن سهلاً مع رامي، إذ كان علي أن أسأل السؤال بالعربية ثم أترجمه إلى الإنجليزية لكي يكون واضحاً. وكان عليه أن يعيد الجواب عدة مرات وكثيراً ما كانت أجوبته مزيجاً من اللغتين. وبدا الأمر كفيلم كوميدي استمر لأكثر من ساعة. وبعد إجراء المقابلتين، أرسلتهما إلى برنامج بي بي سي اكسترا، واصفاً سام كأول مخرج عربي يقتحم هوليوود ورامي كأول نجم هوليوودي بعد عمر الشريف. فقبلوها مني وبثوا حلقة عن مسلسل السيد روبوت مع مقاطع من المقابلتين في شهر تشرين أول/ أكتوبر، أي بعد أربعة أشهر من إجرائهما. وشاركت في الحلقة حيث تحدثت عن أهمية وجود سام ورامي في تغيير نظرة هوليوود تجاه العرب. سام ورامي كانا فخورين جداً بالحلقة، وأخبراني أن أمهاتهما، اللتين لا تتقنا الانكليزية، كانتا سعيدتين جداً بمشاهدتهما على شاشة عربية وقاما بالترويج لها على مواقعهم الالكترونية. لكن الحلقة لم تلق اهتماما في الإعلام العربي أو المصري. فقلت لهما، إن عليهما أن يفوزا بجائزة مهمة من أجل إثارة اهتمام الجماهير بهما، وبات الهدف الجديد هو نيل ترشيح لجائزة الغولدن غلوب أو الفوز بها.
كان سام يعيش في جيرسي، حيث ولد وترعرع، بينما كان رامي يسكن في شقة في مسقط رأسه في لوس انجليس مع أخيه التوأم، سامي. وعندما اقترب موعد التصويت للغولدن غلوب، زارني في بيتي، ليعبر عن قلقه من حملة يقودها بعض أعضاء الجمعية ضد التصويت له. فرسمنا خطة للتصدي لتلك الحملة، وقام بتنفيذها.

أفضل ممثل

وبعد أسبوع، تم الإعلان عن ترشيحه في فئة أفضل ممثل في مسلسل درامي وترشيح مستر روبوت في فئة أفضل مسلسل. ومرة أخرى، أخبرني رامي أنه سمع من الاستوديو عن حملة ضد التصويت له. فالتقينا مرة أخرى في بيتي يوم عيد الميلاد ورسمنا خطة أخرى للتصدي للحملة.
رامي لم يفز بجائزة أفضل ممثل في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب عام 2016 لكن سام فاز بها عن انتاج مسلسل مستر روبوت. وصعدا كلاهما على المنصة، حيث شكر سام أبناء عائلته في مصر بالعربية. واحتفلنا بذلك الفوز طوال الليل.
ومع ذلك لم أجد من يأخذ المقابلتين إلا بعد فوز رامي بجائزة الإيمي ثم جائزة الغولدن غلوب عن دوره في مستر روبوت عام 2017. قناة الجزيرة قبلوا المقابلة ولكنهم غيروا رأيهم بعد أن أنهيت المونتاج بحجة أنني عرضت مقاطع منها على برنامج بي بي سي اكسترا. فحملتها على قناتي على اليوتوب. وبعد فوز رامي بــــجائزة الأوسكار عام 2019 ارتفع عدد المشاهدات لفيديو مقابلتي معه وهو يتحدث بلغة عربية ركيكة إلى أكثر من أربعة ملايين مشاهدة وألهمت بعض معجبيه الأجانب لدراسة العربية، مع أن رامي لا يعرف إلا بعض الجمل منها.

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *