اهم الامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب

يشغل بال كثير من الناس الامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب، إذ تنتشر الكثير من الشائعات حول هذا الموضوع، كذلك تختلف قانونية هذا الزواج من بلد إلى آخر، فعلى الرغم من حظره ومنعه في عدد من البلدان أو المدن، مثل كوريا الشمالية، والصين، وعدد من ولايات الولايات الأمريكية، خوفاً من الامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب، إلا أن مدناً ودولاً أخرى تشجع على هذا الزواج بهدف تقوية الروابط الأسرية، أو الحفاظ على الميراث مثلاً، لكن ما هي حقاً اضرار زواج الاقارب؟ وما هي الأمراض الوراثية؟ 

نجاوب عن تلك التساؤلات وغيرها الكثير في السطور التالية، لكن ينبغي أن نعرف ما المقصود بزواج الأقارب أولاً.

ما هو الزواج من الاقارب؟

المقصود به هو الزواج بين اثنين تجمعهم صلة قرابة أو رابط أسري، أو هو الزواج من أبناء العم أو أبناء الخالة من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة، كما هو موضح تالياً:

• أبناء العم من الدرجة الأولى: هم أبناء شقيق الأب أو الأم، أو أبناء عم الأب.
• أبناء العم من الدرجة الثانية: هم أبناء أبناء شقيق الأب أو الأم.

إذاً ما هي أضرار زواج أولاد الخالة أو العم من هذه الدرجات؟

اضرار زواج الاقارب

على الرغم من كون تلك المخاطر مبالغ فيها في خطابات زواج الأقارب، وبالرغم أيضاً من ازدياد معدلات الزواج من الاقارب خاصة بين المهاجرين، إذ يولد 10 % من سكان العالم لأبوين بينهما رابط عائلي، خاصة في دول آسيا وشرق أفريقيا، إلا إن بعض الدراسات والأبحاث أثبتت زيادة معدل خطر الإصابة ببعض الأمراض وزيادة معدلات الوفيات بنسبة 3 إلى 4 % في حالات الزواج تلك، كذلك هناك عدد من  الامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب، إذ تزداد احتمالية إصابة الأطفال بأمراض مزاجية مثل القلق والاكتئاب وتفوق احتمالية الإصابة بهذه الأمراض عن الأطفال من آباء ليسوا بأقارب بثلاثة أضعاف.

وتزداد أيضاً احتمالية ظهور الأمراض النادرة لدى الأطفال من آباء أقارب، كذلك تختلف خطورة الإصابة بالأمراض باختلاف درجة القرابة، فاحتمالية الإصابة بالامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب من الدرجة الأولى أكثر من الدرجة الثانية، لارتفاع الجينات المشتركة ونسبة الحمض النووي.

تعد احتمالية ولادة طفل بعيب خلقي 2 إلى 3 في المئة في الحالات الطبيعية، بينما تزداد تلك النسبة لتصل إلى 4 إلى 6 في المئة للأطفال عندما يكون آباؤهم من الأقارب، لكن تقل النسبة عن ذلك عندما يكون الآباء من أبناء العمومة من الدرجة الثانية مقارنة بالدرجة الأولى.

لذلك ينصح دائما الأقارب الذين ينوون الزواج الذهاب للطبيب المختص وإجراء بعض الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامتهم واحتمالية إنجاب أطفال بهذه الأمراض، مثل تحليل زواج الأقارب، وهي تحاليل تجرى قبل الزواج، وغيرها من التحاليل التي قد يطلبها الطبيب.

امراض يسببها زواج الاقارب

هي الأمراض الناتجة عن خلل في التركيب الجيني للفرد، وقد يكون خلل في جين واحد أو خلل في كروموسوم كامل، ومن أمثلة هذه الأمراض ما يلي:

• اضطراب نقص المناعة (بالإنجليزية: Immunodeficiency Disorder)، هي حالة من ضعف مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الغزو البكتيري أو الفيروسي، مما يسبب كثرة الإصابة بالأمراض، والعدوى الفيروسية أو البكتيرية.
• ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.
• متلازمة داون (بالإنجليزية: Down Syndrome)، هو تأخر في النمو الجسدي والعقلي للشخص، ويكون له صفات شكلية مميزة، ويحدث بسبب وجود نسخة إضافية من الكروموسوم الحادي والعشرين.
• نقص البروتين سي و إس (بالإنجليزية: Protein-C and Protein-S Deficiency)، وهي بروتينات سكرية تعتمد على فيتامين ك، وهي موجودة في الدم ومسؤولة عن التجلط.
• أنيميا البحر المتوسط أو الثلاسيميا (بالإنجليزية: Beta-Thalassemia)، هو اضطراب في الدم، يسبب انخفاض مستويات الهيموجلوبين، وهو البروتين الناقل للأكسجين إلى جميع خلايا الجسم، ويحمل الحديد في الدم، وبالتالي عند انخفاض الهيموجلوبين ينخفض الأكسجين المنقول إلى أجزاء الجسم المختلفة.
• انخفاض وزن المولود.

وغيرها من الامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب.

ختاماً، يمكن الإصابة بالامراض الوراثية الناتجة عن زواج الاقارب، لكنها تحدث بنسبة أقل بكثير مما يشاع عنها، لذلك ينصح دائماً باستشارة الأطباء والاختصاصيين للتأكد من المعلومات الطبية، وإجراء الفحوصات اللازمة قبل الإقدام على الزواج من أحد الأقارب تحسباً لما قد يحدث من تشوهات جنينية أو أمراض وراثية أخرى.