حـزب الفسـاد..

حـزب الفسـاد بعد أن سقطت أو ضعفت كثير الأحزاب العقائدية التي وجدت لها سوقا رائجة في الخسمينات والستينات في القرن الماضي هذه الأحزاب التي كانت تناوئ الإسلام وتريد فرض فكرتها على الشعوب العربية كالشيوعية والاشتراكية بأشكالها وألوانها المتعددة والقومية بمعناها العنصري الضيق بعد هذا الانحسار الذي أصابها..

بعد أن سقطت أو ضعفت كثير الأحزاب العقائدية التي وجدت لها سوقا رائجة في الخسمينات والستينات في القرن الماضي، هذه الأحزاب التي كانت تناوئ الإسلام وتريد فرض فكرتها على الشعوب العربية كالشيوعية والاشتراكية (بأشكالها وألوانها المتعددة) والقومية بمعناها العنصري الضيق. بعد هذا الانحسار الذي أصابها لم يعد أمام مخططي سياسة محاربة الإسلام إلا أن يلجأوا إلى وسيلة أخرى تقف أمام موجة الرجوع إلى الدين ، وسيلة رخيصة سهلة وهي نشر الفساد الخلقي بين صفوف الناس وبين الشباب والشابات خاصة. وهذا له وسائل كثيرة منها : تشجيع الغناء والمغنين والرقص والراقصين ،وإقامة الحفلات على المدرجات الكبيرة، وإنشاء المهرجانات التي تفتح وتبرر باسم الثقافة وتشجيع الفنون، واللهو (البريء) فهذه الأمور تشغل الشباب والشابات عن تفكير في القضايا الجادة ، سواء كانت ثقافية أو سياسية.

ثم جاءت بعض القنوات الفضائية لتزيد الطين بله أو لتزيد في الطنبور نغما كما يقال. والذي يشاهد بعض هذه القنوات لا يستطيع إلا أن يجزم بأنها تسير ضمن مخطط واضح لإفساد الناس وإنشغالهم بالتوافه، إن خطورة هذه القنوات ليس في إشاعة الفساد وحسب ولكن هناك مخدرا آخر يؤثر على المشاهدين سواء علمت هذه القناة أم لم تعلم، وهو تشجيع أحلام اليقظة فمن خلال المسلسلات أو الأخبار غير الدقيقة والتحليلات التي كثرت في هذه الأيام من أصحاب الخبرات الاستراتيجية!! يعيش المشاهد أحلاما وهمية ، فيظن أن الواقع كما يشاهد على الشاشة.

أصحاب (الأيدلوجيات) المنحسرة يشجعون هذا الفساد فليس عندهم شيء يقدمونه للناس. والحقيقة أنهم لو كانوا أصحاب مبادئ لاحترموا الفكر الآخر، واعترفوا بالهزيمة وراجعوا أنفسهم، وفكروا مليا بالتحولات الواقعة ، ونظروا للإسلام نظرة مجردة عن الهوى ، فالإسلام دين يحرر الإنسان من قيود العبودية لغير الله، والإسلام لا يقيد حرية الإنسان التي يحتاجها في بحثه عن المعاني الصحيحة، والاجتهاد فيما ينفع الإنسان ، إن استرقاق الإنسان لا يكتب له الدوام، ولابد أن ينتبه يوما للوسائل التي تحاول إخضاعه وتسخيره لشهوات فئة محدودة.

بعض الدول كانت تستعين بأصحاب هذه المذاهب لمواجهة التيار الإسلامي، ولكن بعد ضمور هذه الأفكار وانكماش هذه المذاهب لم يبق لها إلا أن تشجع الفساد الخلقي والمالي، فعندما يقبل الموظف أو أي فرد في مؤسسة الرشوة فهذا دليل على انحطاط أخلاقه وانهيار شخصيته بحيث يصبح لا قيمة له. هل نقول إن حزب الفساد هو الحزب الكبير الآن في الوطن العربي، وهو الحزب الوحيد المصرح له بقوة أن يمارس هوايته ، ربما يكون ذلك ، ولكنه حزب ضعيف (إن كيد الشيطان كان ضعيفا).

لا شك أن الاستقامة تحتاج إلى نضال طويل كي تفرض نفسها في هذا الوسط ، تحتاج إلى إرادة قوية وتضحية معنوية ومادية ، أما المهاونة السلبية التي تردد: (إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون) فلا تنفع في هذا المقام.

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *