السكر الأبيض، والسكر البني، والسكر الموسكوفادو: أوجه التشابه والاختلاف
يوجد العديد من أنواع السكر مثل السكر الأبيض، والبني، والموسكوفادو… من لا يحب المذاق الحلو لهذه المكونات؟
لا تخجل من اعترافك بحب السكر. فمعظم الناس يحبونه! عندما تتذوقه، يقوم دماغك بإطلاق جرعات عالية من ناقل عصبي يسمى الدوبامين، وهو ناقل عصبي يساعد على الإحساس بالمتعة والاسترخاء.
في الواقع، عندما لا يحصل جسمك على ما يكفي من هذا الناقل العصبي، يمكن أن يتسبب ذلك في حدوث الاكتئاب. ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب تتناول السكر بكميات زائدة. فكما وضح خبراء التغذية في المجلة العلمية لكلية الطب، فإن تناول الكثير من السكر ضار بالصحة.
وبالتالي، يجب عليك إدراج أنواع السكر المختلفة في نظامك الغذائي باعتدال. توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بتناول السكر بنسبة أقل من 5% من إجمالي السعرات الحرارية لدى البالغين. وهو ما يعادل ما يقرب من 25 جرامًا في اليوم.
ومع ذلك، يجب أن تتذكر أن هذا المكون موجود في الأطعمة المصنعة، مثل المربى والحلوى والمشروبات وغيرها. أيضا وبغض النظر عن الشكل الموجود به مختلف أنواع السكر إلا أنه في النهاية هو عبارة عن سكروز، وذلك بغض النظر عن اختلاف أنواع السكر المتنوعة في اللون والنكهة.
سوف نتحدث خلال هذا المقال بشكل مفصل حول هذا الموضوع.
عمليات بلورة السكروز لإنتاج مختلف أنواع السكر
لفهم الاختلافات أو أوجه التشابه بين السكر الأبيض والبني والسكر الموسكوفادو، يجب أولاً أن تفهم أصل هذه المنتجات الطبيعية المستخدمة في التحلية.
تبدأ عملية تصنيع أنواع السكر المختلفة من خلال عصير القصب أو بنجر السكر. حيث يقوم المصنعون بتصفيته وتبخيره حتى يحصلوا على شراب أو دبس السكر.
ثم تبدأ بلورات السكر في التكون. واعتمادًا على درجة معالجتها أو تكريرها، يمكن أن تحصل على أي من أنواع السكر المختلفة: البيضاء أو البنية أو الموسكوفادو.
هل توجد فروق بين أنواع السكر التي نتحدث عنها؟
ما هو السكر الأبيض؟
يُعرف السكر عمومًا باسم السكروز. وذلك لأن هذه الكربوهيدرات موجودة في حوالي 100% من المنتج. ووفقًا لقانون الغذاء الإسباني، فإن السكروز هو:
يتكون السكروز من اتحاد جزيئين بسيطين للغاية: الجلوكوز والفركتوز. وهو المُحلي الطبيعي الأكثر استخدامًا حول العالم والأكثر أهمية من الناحية الاقتصادية. وعندما نتحدث عن السكر الأبيض، فإننا نشير إلى بلورات السكروز المكررة التي تم انتاجها من دبس السكر.
بعد ذلك يقوم المصنعون بتنقية هذا المنتج الثانوي وإخضاعه للتنقية الدقيقة لإزالة جميع الشوائب. لهذا السبب، يطلق عليه لفظ “مكرر”. وفي النهاية فهو حلو الطعم، وله رائحة محايدة، وتصل نقاوة السكروز إلى 99%.
ما هو السكر البني؟
يمكن أن يكون السكر البني كاملًا أو مكررًا. ويتم الحصول على الأخير بإضافة دبس السكر إلى المنتج المكرر للحصول على لون ونكهة مختلفة. باختصار، فإن الفرق الوحيد بين السكر الأبيض والسكر البني هو اللون. يحتوي السكر البني على السكروز. وتختلف درجة لونه اعتمادًا على كمية دبس السكر المضافة إليه أثناء التصنيع.
ومع ذلك، هناك نوع آخر من السكر البني، يُعرف بالسكر البني الفاتح. وهو شبه مكرر ويحتوي على بلورات صفراء وله ملمس خشن. وينتج السكر البني من خلال الفصل الجزئي للماء من دبس السكر والشوائب، من خلال عملية تعرف باسم الطرد المركزي. يحتوي هذا النوع من السكر على 95% من السكروز.
من بين أنواع السكر المختلفة،ما هو سكر المسكوفادو؟
نشأ سكر موسكوفادو في القرن السابع عشر. في البرتغالية، تم استخدام هذا المصطلح للتعبير عن أسوأ نوع من أنواع السكر الموجودة. ومع ذلك، وبعيدًا عن هذه التسمية، يتم الحصول على هذا النوع باستخدام الطرق التقليدية، ولكن بدون الحاجة لعمليات الطرد المركزي أو عمليات الفصل لدبس السكر.
يتبلور دبس السكر ببطئ شديد. بحيث يتم تصنيعه وتسويقه على هذا النحو. يُعرف هذا السكر أيضًا باسم “السكر الخام” ويحتوي على 97% من السكروز. كما أنه يحتوي على ماء أكثر من السكر المكرر.
الاختلافات الرئيسية بين أنواع السكر المختلفة : السكر الأبيض والبني والمسكوفادو
لفهم الاختلافات بين هذه المنتجات الثلاثة بشكل أفضل، يجب أن نبدأ بأوجه التشابه. أولاً، كلها مصنوعة من نفس المادة الخام، بمعنى آخر: قصب السكر أو بنجر السكر. وبالمثل، فإن المنتج الثانوي الرئيسي في جميع الحالات الثلاث هو دبس السكر.
ستنتج عمليات التنظيف والبلورة المتنوعة والتي يتم تطبيقها على دبس السكر أنواعًا مختلفة. تقول بولينا أوباندو، أخصائية تكنولوجيا الأغذية، أن محتوى السكروز لدى أنواع السكر الثلاثة التي نتحدث عنها خلال هذا المقال متشابه. حيث تتراوح نسبة السكروز في الأنواع الثلاثة من 95% إلى 99%.
لذلك، فهي تحتوي على نفس العدد من السعرات الحرارية تقريبًا. حيث تحتوي ملعقة كبيرة من السكر على حوالي 60 سعرة حرارية. ولكن أين يكون الاختلاف بين أنواع السكر الثلاثة؟ الجواب بسيط جدًا. فهي تختلف في كيفية معالجة دبس السكر، وبالتالي يظهر الاختلاف فقط في نكهتها ولونها.
السكر الأبيض
لصنع السكر الأبيض، يقوم المصنعون بتبخير دبس السكر وبلوروته وإخضاعه لعملية الطرد المركزي قبل أن يتم تكريره. هذا النوع حلو للغاية وبلوراته تعكس الضوء.
السكر البني
لصنع السكر البني، يقوم المصنعون فقط بخلط السكر المكرر مع دبس السكر لإعطائه لونه البني المميز. ولكن عندما يتم تكرير دبس السكر وتنظيفه جزئياً من الشوائب، يتم الحصول على سكر بني مع لون أكثر كثافة قليلاً ونكهة تميل إلى طعم الكراميل (السكر البني الغامق).
وتسمح كمية الدبس الممزوجة مع السكر المكرر بتصنيفه على أنه عادي أو فاتح أو داكن. وتعتبر جميع أنواع السكر البني أكثر حلاوة من السكر الأبيض، والسكر البني الغامق له قوام لزج وحبيبي في نفس الوقت مع نكهة كراميل خفيفة.
سكر الموسكوفادو
ينتج سكر الموسكوفادو عندما لا يتم استخلاص دبس السكر من بلورات السكروز. يقوم المصنعون بتبخيره وبلوروته ببساطة قبل أن يأخذ الشكل الحبيبي. وهذا ما يجعله يحتفظ بنسبة عالية من الماء والمعادن الطبيعية الموجودة في قصب السكر، مثل الحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم.
ومع ذلك، فإن تركيزات هذه العناصر داخل هذا النوع من أنواع السكر ضئيلة. وبالتالي، فإنه من غير المجدي استهلاك أكثر من 100 جرام من سكر الموسكوفادو للوصول إلى التوصيات الغذائية اليومية لهذه العناصر. وهو له لون أغمق وله نكهة أقوى بكثير من السكر البني.
أمور هامة يجب أن تضعها في اعتبارك فيما يخص أنواع السكر التي تحدثنها عنها خلال المقال
توضح الاختلافات بين هذه الأنواع الثلاثة من السكر أنه لا يوجد بينها نوع أفضل من الآخر. حيث تحتوي جميعها على نفس الكمية من السكروز والسعرات الحرارية، مع وجود اختلافات طفيفة فيما بينها.
لا تمثل المعادن الموجودة في السكر البني أو سكر الموسكوفادو قيمة غذائية مهمة. لذلك، وإذا كنت تريد أن تعيش أسلوب حياة أكثر صحة فيجب عليك تنظيم استهلاكك من السكر، بغض النظر عن نوعه.