صفات معاذ بن جبل الجسمية والخلقية

‘);
}

الصفات الخَلقيّة لمعاذ بن جبل

كان معاذ بن جبل -رضي الله عنه- شابّاً حَسَن الخِلقَة جميلاً،[١] حيث كان طويل القامة، أبيض اللون، واسع العينين أكحلهما، أجعد الشعر قططاً،[٢][٣] كما كان -رضي الله عنه- مَهيب القَدْر والمكانة، عظيم الشأن له هيبة العلماء ووقارهم.[٤]

الصفات الأخلاقيّة لمعاذ بن جبل

هناك العديد من الصفات والمناقب التي عُرِف بها معاذ بن جبل -رضي الله عنه- منها ما يأتي:[٥]

  • العبادة: عُرِف معاذ بن جبل -رضي الله عنه- بكثرة تعبّده وتقرّبه إلى الله -تعالى- ومن صور ذلك:
    • الصلاة: كان -رضي الله عنه- شديد الحبّ والشغف بالصلاة، حيث كان يحرص على حضورها مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المسجد النبويّ، ثمّ يعود إلى بني سلمة الذين يقطنون في أطراف المدينة لِيؤم بهم، كما أنّه كان يحب الإطالة بها فقد ثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (أَقْبَلَ رَجُلٌ بنَاضِحَيْنِ وقدْ جَنَحَ اللَّيْلُ، فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي، فَتَرَكَ نَاضِحَهُ وأَقْبَلَ إلى مُعَاذٍ، فَقَرَأَ بسُورَةِ البَقَرَةِ – أَوِ النِّسَاءِ – فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وبَلَغَهُ أنَّ مُعَاذًا نَالَ منه، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَشَكَا إلَيْهِ مُعَاذًا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ – أَوْ أَفَاتِنٌ – ثَلَاثَ مِرَارٍ: فَلَوْلَا صَلَّيْتَ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ، والشَّمْسِ وضُحَاهَا، واللَّيْلِ إذَا يَغْشَى، فإنَّه يُصَلِّي ورَاءَكَ الكَبِيرُ والضَّعِيفُ وذُو الحَاجَةِ).[٦] وكان حريصا على قيام الليل، حيث كان يُقسّم ليله إلى نوم وصلاة، وقراءة للقرآن الكريم، ومنه قوله (أنَامُ أوَّلَ اللَّيْلِ، فأقُومُ وقدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ، فأقْرَأُ ما كَتَبَ اللَّهُ لِي، فأحْتَسِبُ نَوْمَتي كما أحْتَسِبُ قَوْمَتِي).[٧]
    • الصيام: كان لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- نصيباً وافراً في الصيام لا سيّما في الأيام الحارّة.
    • ذكر الله -تعالى-: كان -رضي الله عنه- مداوماً على ذكر الله -تعالى-، ومُكثراً منه؛ فهو برأيه أنجى للعبد من عذاب الله -تعالى-، وأفضل من الجهاد في سبيل الله -تعالى-، إلّا أن يُجاهد المسلم فيُضرب بسيفه حتى ينقطع؛ مستدلّاً على ذلك بقول الله -تعالى-: (وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ).[٨]
  • العلم: امتاز معاذ بن جبل -رضي الله عنه- بالعلم وفهم الحلال والحرام، والتمييز بينهما، وقد شهد له بذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من خلال أمرين: أوّلهما قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ)،[٩] وثانيهما تكليف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- بالمهمات العلمية الكبيرة، كاستخلافه في مكة بعد فتحها؛ لتعليم الناس أمور دينهم، وإرساله فيما بعد إلى اليمن لتعليم الناس كذلك،[١٠][١١] وتجدر الإشارة إلى توضيح عدّة أمور منها ما يأتي:[١٠][١٢]
    • أوّلها: أنّ معاذ بن جبل -رضي الله عنه- كان أحد الثلاثة الذين كانوا يُفتون في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الأنصار.
    • ثانيها: أنّ معاذ بن جبل -رضي الله عنه- لم يكن بارعاً في الفقه والفهم فحسب، بل كان كذلك في حفظ القرآن الكريم وإتقانه حتى كان -رضي الله عنه- أحد الأربعة الذين أوصى بهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صحابته في أخذ القرآن الكريم عنهم وذلك بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خُذُوا القُرْآنَ مِن أرْبَعَةٍ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ، وسالِمٍ، ومُعاذِ بنِ جَبَلٍ، وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ).[١٣]
    • ثالثها: أنّ المكانة العلمية التي حظيَ بها معاذ بن جبل -رضي الله عنه- في بلاد الشام، كانت بموازاة مكانته بين كبار الصحابة في المدينة المنورة، وممّا يُظهر ذلك ما أخبر به أبو مسلم الخولاني بأنّه قد دخل يوماً إلى مسجد حمص فرآى شاباً حَسَن الطّلّة، يتوسط الكهول ويُجيبهم عما أُشكِل عليهم من أمور دينهم، فسأل عنه فقيل له بأنّه معاذ بن جبل.[١٠][١١]
  • الورع: عُرف معاذ بن جبل -رضي الله عنه- بورعه وتقواه وممّا يُظهر ذلك حرصه الشديد على العدل بين زوجَتَيه، فإن جاء يوم إحداهما كان لا يشرب أو يتوضأ في بيت الأخرى، حتى أنّه حرص على العدل بينهما يوم وفاتهما بمرض قد حلّ وأصاب أهل الشام، فكان لا بدّ من دفنهما بقبرٍ واحد فأجرى قرعة وأسهم بينهما أيتهما تٌقدَّم فيه.[١٤][١٥]
  • الزهد والكرم: عُرف معاذ بن جبل -رضي الله عنه- بزهده في الدنيا ممّا جعله كريماً سخيّاً رغم نشأته في بيت زوج أمّه الذي كان يتّصفُ ببخله وشُحّه، وقد شهد له -رضي الله عنه- العديد من الصحابة بكرمه وجوده ومنهم جابر بن عبد الله ، وكعب بن مالك -رضي الله عنهما- وممّا يُظهر شدّة زُهده وكرمه أنّه عَمِد -رضي الله عنه- إلى تقسيم أربعمئة دينار كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد بعثها إليه، فقام بتوزيعها على الفقراء والمساكين حتى لم يُبقِ منها شيئاً سوى دينارين قد دفعهما إلى زوجته التي كانت قد طلبت إليه أن يُبقي شيئاً لأهل بيته.[١٦][١٤]