حق غير المسلم على المسلم

‘);
}

حق غير المسلم على المسلم

عاش غير المسلمين في كنف الدَّولة المسلمة قروناً من الزَّمن، متمتِّعين بجملةٍ من الحقوق التي تضمن لهم حياةً كريمةً، يطبِّقون فيها دينهم ويعيشون في جوٍّ آمنٍ مستقرٍ، وهذه الضَّمانة مصدرها شرعنا الحنيف الذي أوصى بالأخلاق الحسنة والدَّعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ونشر مبادئ العدل والتَّسامح ورفع الظُّلم عن المظلومين، وإحقاق الحقوق ومحاربة الإفساد والطُّغيان بكلِّ أشكاله، وأن ينعم أفراد المجتمع بكامل حقوقهم على اختلاف أعراقهم وأديانهم.

حقوق غير المسلم على المسلم

الحقُّ هو: ما استحقَّه الإنسان على وجه يقرُّه الشَّرع ويحميه، فيمكِّنه منه، ويدفعه عنه،[١] وفي هذا المقال سنعرض ما استحقَّه غير المسلم الذي يعيش داخل الدَّولة المسلمة، وكيف ضمن له الإسلام أن يعيش في المجتمع المسلم دون المساس بحريَّته ومعتقده:

حرية الاعتقاد

بيّنت الآية الكريمة: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)،[٢] المبدأ العام الذي سار عليه المسلمون منذ الصَّدر الأوَّل للإسلام، فقد ترك الإسلام لرعاياه داخل الدَّولة المسلمة الحريَّة في الدُّخول إلى الإسلام، ولم يجبروا أحداً رغماً عنه على الدُّخول في الإسلام، وقد اجتهد المسلمون في دعوة غير المسلمين ونصحهم وإرشادهم، فانتشرالإسلام بقوَّة الحجَّة والبرهان، وبالأخلاق القويمة.[٣]