في هذا المقال نعرض مجموعة من خصائص الناقد الجيد ، يمكن تعريف النقد بأنه النظرة الكلية إلى العمل الأدبي أو الفن أو الشعر وتحليله وتقييمه من أجل توضيح مميزاته والكشف عن عيوبه، ويتم الاستناد إلى معايير معينة في الحكم على هذا العمل، ويختلف النقد حسب الموضوع الذي يتم نقده، فهناك فرقًا بين نقد الفقهاء ونقد الأدباء، والعامل المشترك بين مختلف أنواع النقد هو الهدف منه والمتمثل في تحليل الأثر الأدبي من حيث الشكل والمضمون ثم الحكم عليه وتقييمه، وهناك العديد من المجالات التي يمكن نقد الأعمال بها مثل السياسة والأدب والفلسفة وغيرها، ويجب أن يتوفر في الناقد الجيد عدة صفات نوضحها لكم من خلال السطور التالية على موسوعة.
من خصائص الناقد الجيد
يُطلق على القائم بعملية النقد اسم الناقد، ويُعرف الناقد بأنه الشخص الذي يميز بين الأعمال الجيدة والأعمال الرديئة نتيجة للخبرة التي اكتسبها في مجال الموضوع الذي ينقده، وهو ما يؤهله من تقييم أي عمل في هذا المجال.
وللنقاد ثلاثة أنواع، الأول هو الناقد الفني والذي يحلل الأعمال الفنية ويستخرج أخطائها الدقيقة، والثاني هو الناقد الموسيقي والذي يحلل المقاطع الموسيقية لاستخراج الخلل والنشاز فيها، والثالث هو الناقد الأدبي والذي يحلل الأعمال الأدبية مثل الشعر والقصص فيميز جميع ما بها من أجزاء القصة وأوزان شعرية والأخطاء الإعرابية وغير ذلك.
وهناك عدة صفات يجب أن تتوفر في الناقد الجيد، والتي تتمثل فيما يلي:
- يجب أن يمتلك الناقد الموهبة التي تمكنه من تقدير الأعمال ونقدها بشكل صحيح، فيتمكن من التمييز بين الأعمال الجيدة والأعمال الرديئة.
- تحديد الناقد الأعمال التي ينقدها بأن تكون في مجال تخصصه.
- امتلاك الناقد ثقافة في عدة مجالات، بما يؤهله لتوضيح آراءه بثقة كاملة.
- يجب أن يبتعد الناقد عن أية ميول عند إصداره أحكام على الأعمال التي ينقدها، فتستند آراءه وأحكامه على أسس علمية وليست ميول شخصية، لتتسم تلك الآراء بالنزاهة والشفافية.
- يجب أن يكون نقد الناقد لإصدار أحكام عادلة وليس لمجاملة أحد أو التجريح في أحد.
- يجب توجيه النقد دون إساءة ودون استخدام أية ألفاظ خارجة تؤذي من يوجه إليه النقد.
- يجب أن يكون الناقد ذو ذوق سليم وأن يكون لديه فضول وتعمق في الموضوع الذي ينقده.
- من أهم الخصائص التي يجب أن تتوفر في الناقد الجيد هو قيامه بطرح الأسئلة مع الابتعاد عن إثارة الجدل.
أنواع النقد
ينقسم النقد إلى عدة أنواع وهي كالتالي:
- النقد البناء: ويُسمى أيضًا بالنقد الموضوعي أو العملي، وفيه يقدم الناقد ملاحظاته ونصائحه التي تهدف إلى إظهار العيوب ونقاط الضعف من أجل إصلاحها، فيحمس صاحب العمل لإصلاح أخطاءه، لأن النقد لم يمس بكرامته، وفي هذا النوع يتمتع الناقد باللباقة والتعاون والمرونة، ولا يهدف سوى إلى إصلاح الأمر دون أن يكون له أية مصالح شخصية.
- النقد الهدام: وهو النقد الذي يمس بكرامة صاحب العمل الذي تم نقده، فهو نقد سلبي لا يقدم منفعة ويسبب أضرار، وينقسم هذا النوع من النقد إلى:
- النقد الأعور: وفيه لا يذكر الناقد سوى عيوب العمل ولا يذكر أية ميزة فيه، ويهول من تلك العيوب لتكون أسوأ مما هي عليه.
- النقد الأحول: وهو عكس النقد الأعور، حيث لا يذكر الناقد فيه سوى المميزات، فيتناسى عيوب وأخطاء العمل من أجل تحقيق مصلحة شخصية له، وهو ما يجعله يقدم مجاملات لمن لا يستحق.
- نقد الانتقام: وفي هذا النوع من النقد لا يهدف الناقد سوى الانتقام من صاحب العمل، فيوجه له كلام جارح يقلل من شأنه، فلا يوضح مزايا ولا يبرز عيوب وكيفية إصلاحها، بل يسعى للانتقام من صاحب العمل لأي سبب.
أنواع النقد الفني
أما النقد الفني فينقسم إلى عدة أنواع تتحدد وفقًا لأسلوب النقد وذلك على النحو التالي:
- النقد الانطباعي: وفي هذا النوع يعتمد الناقد على منظوره الشخصي في النقد ومدى تأثر عواطفه ومزاجه بالعمل، فلا يستند إلى الأساليب الموضوعية في النقد.
- النقد بالقواعد: وفيه يقيس الناقد الجودة الفنية بناءً على معايير معينة للنقد لا يمكن استبدالها بمعايير أخرى أو إهمالها.
- النقد الباطني: يركز هذا النوع من النقد على ما هو موجود داخل العمل الفني وليس العوامل الخارجية.
- النقد القصدي: يعتمد الناقد في هذا النوع من النقد على هدف صاحب العمل الفني وما يسعى لتوصيله للناس.
- النقد من خلال السياق: فيكون السياق النفسي والاجتماعي والتاريخي للعمل الفني هو الأساس الذي يتم من خلاله تقييم العمل الفني.
مراحل عملية النقد
عندما يقوم الناقد المحترف بنقد أي عمل فهو يمر بعدة مراحل وهي:
القراءة أو المشاهدة
- حيث يقوم الناقد بقراءة أو مشاهدة العمل الذي هو بصدد نقده حتى يفهم الفكرة أو المعنى الذي يرغب صاحب العمل في توصيله للمتلقي.
- ومن خلال المشاهدة أو القراءة يستطيع الناقد ملاحظة عناصر العمل واستبيان عيوبه ومميزاته.
التحليل
- على ناقد أي عمل سواء فني أو أدبي أو غير ذلك أن يكون مُلمًا بعناصر العمل الذي ينقده.
- فإن كان ينقد نص أدبي فعليه تحليل موضوع هذا العمل وفكرته والحوار والشخصيات والصراع وغير ذلك من عناصر.
- وبعد تحليل تلك العناصر يقوم الناقد بربطها ببعضها البعض لمعرفة ما إذا كان الكاتب أو الفنان قد نجح في توظيف تلك العناصر في خدمة المعنى وتوصيله للمتلقي.
- وفي تلك المرحلة يشرح الناقد الأسلوب الذي اتبعه صاحب العمل من أجل التعبير عما يدور بداخله من أفكار ومشاعر.
التصنيف
- أي قيام الناقد بتصنيف العمل الذي ينقده وإلى ماذا ينتمي بالتحديد، ويستبين ما سبب اختيار الكاتب لاتجاه هذا العمل، وهل هناك توافق بين هذا الاتجاه وبين الفكرة الأساسية لهذا العمل.
التفسير
- أغلب النصوص الأدبية تحتوي على جمل أو فقرات ليست واضحة ولا مفهومة، وكذلك الأعمال الفنية التي يشوب بعضها الغموض.
- وهنا يأتي دور الناقد الذي يشرح كل ما صعب فهمه للمتلقي ويبين له معناه الحقيقي.
التقييم
- ويُعد التقييم هو المرحلة الأخيرة من مراحل عملية النقد، ومن هذا التقييم يتضح الاتجاه النقدي الذي اعتمد عليه الناقد واتخذه كمنهج في تحليل وتقييم العمل الذي قام بنقده.
- وفي تلك المرحلة يحكم الناقد على العمل الذي قام بنقده سواء بالنجاح أو بالفشل.
أهمية النقد
- ومن تلك المراحل يمكن استنتاج أهمية النقد والتي تتمثل في التقاط الناقد أهم جوانب القوة والضعف في العمل، مما يساعد على الارتقاء بمستوى تلك الأعمال سواء كانت أعمال فنية أو أدبية، وذلك عندما يدرك القائمون على العمل تلك العيوب لتفاديها في الأعمال المُقبلة.
- كما تتمثل أهمية النقد في توضيح كل ما هو غامض وغير مفهوم في العمل الفني أو في النص الأدبي، فالخبرة التي يكتسبها الناقد تساعده على إدراك معنى العمل وفكرته العامة، وبذلك يمكنه توضيح وتفسير كل ما صعب على المتلقي فهمه واستبيانه.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أوضحنا من خلاله مجموعة من خصائص الناقد الجيد، كما أوضحنا أنواع النقد ومراحله وأهميته، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.
للمزيد يمكن الإطلاع على:
- من سمات الشخصية الناقدة
- ما هو التفكير الناقد واين تكمن اهميته
- يتعامل المفكر الناقد مع الفشل انفعالياً
- معايير التفكير الناقد