تحقيق بطولة العالم للقوى منصة جديدة لمواجهة التحديات قبل ثلاث سنوات على المونديال القطري

الدوحة  (د ب أ)- فيما تأتي بطولة العالم لألعاب القوى التي تنطلق بعد غد كحلقة جديدة في سلسلة تضم العديد من البطولات والأحداث الدولية التي استضافتها وتواصل قطر استضافتها ، تمثل هذه البطولة تحديا من نوع خاص للمنظمين في الدوحة قبل ثلاثة أعوام على استضافة بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم.

والبطولة ليست الحدث الرياضي الأكبر حجما الذي تستضيفه قطر حيث سبق لقطر أن استضافت فعاليات دورة الألعاب الآسيوية في 2006 بمشاركة ما يقرب من عشرة آلاف رياضي ورياضية مقابل نحو 2000 رياضي ورياضية في مونديال القوى المرتقب خلال الأيام المقبلة.

ولكن هذه البطولة ، التي تستضيفها الدوحة من 27 أيلول/سبتمبر الحالي إلى 6تشرين أول/أكتوبر المقبل ، تمثل منصة كبيرة لمواجهة العديد من التحديات وإبراز بعض الإيجابيات المهمة على طريق الإعداد لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم.

ويضاعف من أهمية البطولة أنها الحدث الرياضي الأول في الدوحة الذي يشهد مشاركة رياضيين من نحو 200 دولة.

ويأتي في مقدمة هذه التحديات تقديم بطولة قوية على مستوى التنظيم وإبراز القدرات اللازمة لتنظيم مثل هذه البطولات العالمية خاصة وأن هذه البطولة تفوق في الحجم ما كانت عليه بطولة العالم لكرة اليد في 2015 وعدد من البطولات العالمية الأخرى التي استضافتها قطر على مدار السنوات الماضية.

كما تختلف هذه البطولة في معايير التنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2006 وهو ما يحرص المنظمون في الدوحة على تنفيذه بأقصى درجة ممكنة من الدقة.

كما تشتمل النواحي التنظيمية على تدريب أعداد كبيرة للغاية من المتطوعين على التعامل مع هذه البطولات العالمية التي تشهد مشاركين من نحو 200 جنسية ومشجعين وضيوف من عشرات الدول.

وتمثل استضافة هذه البطولة فرصة ذهبية لتدريب وصقل موهبة وخبرة هؤلاء المتطوعين وكذلك كل المشاركين في الناحية التنظيمية سواء من العاملين بشكل مباشر في التنظيم أو الهيئات المتعاونة في عملية التنظيم ومنها عدة وزارات وجهات حكومية وهو ما يصب بالتأكيد في مصلحة الاستعداد لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم.

وبدرجة من الأهمية لا تقل عن الناحية التنظيمية ، تمثل بطولة العالم للقوى فرصة جديدة لتوضيح قدرة الرياضيين القطريين على المنافسة بقوة في المحافل الدولية والإقليمية وهو ما ظهر واضحا في السنوات الأخيرة في ظل ما توليه الدولة من اهتمام بالناحية الرياضية.

وكانت من أبرز ملامح النجاح على مستوى المنافسة في البطولات فوز المنتخب القطري بلقب وصيف البطل في مونديال كرة اليد الذي استضافته قطر في 2015 إضافة لفوز منتخب كرة القدم ببطولة كأس آسيا التي استضافتها الإمارات مطلع العام الحالي.

وعلى مستوى الألعاب الفردية ، لم يختلف الحال كثيرا حيث فاز سيف سعيد شاهين بالميدالية الذهبية لسباق 3000 متر موانع في بطولتي العالم لألعاب القوى في عامي 2003 و2005 كما فاز معتز برشم بفضية الوثب العالي في دورة الألعاب الأولمبية الماضية (ريو دي جانيرو 2016) وهو ما يتطلع القطريون إلى تكراره في منافسات أخرى عديدة سواء في مونديال القوى خلال الأسبوعين المقبلين أو في بطولات وفعاليات أخرى لاحقة.

ومنذ بدء افتتاح الاستادات المضيفة لبطولة كأس العالم 2022 ودخول استادي خليفة الدولي والجنوب (الوكرة سابقا) حيز الخدمة قبل سنوات على استضافة البطولة ، لم يجد المنظمون حدثا على مدار عدة أيام بنفس حجم مونديال القوى لإبراز إمكانيات هذه الملاعب.

وافتتح استاد خليفة في 2017 بمباراة نهائي كأس أمير قطر كما افتتح استاد الجنوب في وقت سابق من العام الحالي بأحدث نسخة من نفس المباراة التي تحظى باهتمام كبير لكنها لا توفر فرصة لتجربة الاستاد على مدار عدة أيام متتالية أو تجربة الاستاد في استخدامات متنوعة وهو ما توفره بطولة مثل مونديال القوى تمتد على مدار عدة أيام متتالية.

كما تمثل البطولة المرتقبة فرصة مثالية لتجربة تقنية التبريد المستخدمة في هذه الاستادات على مدار عدة أيام متتالية ومدى ترحيب الرياضيين والجماهير بدرجات الحرارة المختلفة.

وتشهد بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة بعد أيام تحديثا من نوع خاص حيث تشهد هذه النسخة من البطولة إقامة سباق الماراثون ، الذي يمثل أيقونة هذه البطولة ورياضة ألعاب القوى بشكل عام ، في فترة المساء على كورنيش الدوحة وهو ما يخدم المنظمين والرياضيين والجماهير على حد سواء.

وتوفر إقامة السباق ليلا فرصة مثالية للمنظمين لتقديم ملامح الدوحة ليلا إلى العالم في عرض مكشوف يمر بكورنيش الدوحة والعديد من معالمها يتم بثه على الهواء مباشرة وهو ما يعتبر بمثابة الدعاية لمشجعي كرة القدم الذين يزورون قطر بعد ثلاث سنوات لحضور المونديال الكروي من ناحية كما يمثل ترويجا سياحيا مهما يتماشى مع رؤية قطر 2030 التي تسعى لاستغلال مثل هذه البطولات لخدمة مجالات أخرى منها الإرث والترويج السياحي.

كما توفر إقامة الماراثون ليلا فرصة فريدة للمتسابقين لقطع المسافة الطويلة التي تزيد على 42 كيلومترا في طقس جيد بعيدا عن حرارة الشمس كما توفر للمشجعين فرصة جيدة لمتابعة السباق في أجواء متميزة.

وتتجمع العديد من هذه التحديات سويا في طريق واحد في النهاية قد يخدم تحديا أكبر وهو تقديم بطولة تقنع العالم بقدرة قطر على استضافة دورة الألعاب الأولمبية لاسيما مع فشل المحاولة سابقا في استضافة نسختي 2016 و2020 مع عدم فقدان الأمل في محاولة جديدة.

Source: Raialyoum.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *