الرباط- أول مرة يشارك الشاب المغربي أيوب أوسلي (18 سنة) في الانتخابات؛ قدِم في الساعات الأولى، اليوم الأربعاء، إلى مركز التصويت في مدرسة خالد بن الوليد بمدينة تمارة في ضواحي العاصمة الرباط، ليدلي بصوته في الانتخابات النيابية والبلدية والجهوية التي تُنظّم في يوم واحد.
يقول الطالب الجامعي أوسلي، للجزيرة نت، إنه قرر خوض التجربة والمشاركة في العملية الانتخابية بمجرد بلوغه سن التصويت، مدفوعا برغبته في التعبير عن اختياراته وإسماع صوته.
وفتحت مكاتب الاقتراع بالمغرب أبوابها صباح اليوم الأربعاء، ابتداء من الساعة الثامنة وتستمر إلى السابعة مساء. وبلغت نسبة المشاركة على الصعيد الوطني 12% حتى الساعة 12 ظهرا، حسب وزارة الداخلية المغربية.
ودُعي نحو 18 مليون مواطن مغربي للمشاركة في هذه الانتخابات، منهم 3 ملايين ناخب جديد حسب بيانات المندوبية السامية للتخطيط (هيئة حكومية)، وتشمل هذه الفئة الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و 22 سنة.
أمل بالتغيير
وبعد خروجها من مكتب التصويت بمدرسة المعطي عزمي في حي الحرفيين بتمارة، تأمل المغربية مليكة المحمودي أن يؤثّر صوتها في تغيير الأوضاع.
تقول هذه المرأة الخمسينية للجزيرة نت إنها تنتظر أن تتحسن الأوضاع في البلاد بخاصة في قطاعات التعليم والصحة، وأن تصبح الخدمات الصحية في المستوصفات والمستشفيات تليق بكرامة المواطن، وأن يتضاعف الاهتمام بالفئات الهشة.
وتضيف أن حيّها يحتاج إلى الاهتمام ببنيته التحتية ونظافته، آملة أن يكون صوتها مسهما في التغيير، وتقول إن “بلادنا جميلة تحتاج فقط إلى من يخدمها بضمير”.
أما جواد أوصالح (42 سنة) فأمله أن تمضي البلاد في طريق التقدم، وقال للجزيرة نت مباشرة بعد خروجه من مكتب التصويت إنه يتمنى أن تمنح البرامج الحكومية والمحلية للأحزاب الفائزة بالانتخابات الأولوية للشباب.
ويضيف “نريد أن تعطى الفرصة للشباب لأنه كله طموح، لا نريد أن تسيّر البلاد شخصيات بعقليات قديمة”.
تدابير احترازية
ويتواصل الإقبال على صناديق الاقتراع في مختلف مراكز التصويت بالمغرب منذ الساعات الأولى لفتحها، في ظل مراعاة الإجراءات والتدابير الاحترازية.
وكانت وزارة الداخلية قد أكدت في وقت سابق ضرورة احترام هذه التدابير في مراكز التصويت من قياس درجة حرارة الناخبين، واحترام التباعد، وارتداء الكمامة.
وأشعرت الأحزاب المشاركة في الانتخابات باعتماد مندوب واحد عنها في مكاتب التصويت يقوم بالمهام للاقتراعات الثلاثة.
واعتمد المغرب 44 منظمة غير حكومية وطنية يمثلها أكثر من 4600 مراقب للانتخابات، و19 منظمة دولية يمثلها أكثر من 100 مراقب. وتمثل الهيئات الدولية مختلف البلدان الأفريقية والأوروبية والآسيوية والعربية.
رقابة وتسهيلات
وبدأ الملاحظون (المراقبون) الوطنيون والدوليون مهامهم منذ الساعات الأولى لفتح مكاتب التصويت، لمراقبة سير العملية الانتخابية وظروفها.
وحسب المنسق الوطني للنسيج الجمعوي لرصد الانتخابات، كمال لحبيب، فإن المراقبين التابعين للنسيج -وعددهم 2600- توزّعوا على مختلف الأقاليم لمتابعة مدى احترام القوانين المنظمة للانتخابات.
وقال لحبيب للجزيرة نت إن النسيج يجمع المعلومات من مختلف الأقاليم والجهات التي ستمكنهم من الوصول إلى نتائج وتوصيات بشأن سير العملية الانتخابية.
وعلى العموم، يؤكد لحبيب أن سير العملية عادي والمواطنون ذهبوا إلى مكاتب التصويت مع فتحها في الساعة الثامنة قبل ذهابهم إلى العمل، ويتوقع أن يرتفع الإقبال في الفترة المسائية بعد انتهاء أشغالهم.
وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني قد دعا في منشور إلى منح تسهيلات للأطر والموظفين والأعوان بمناسبة إجراء الانتخابات المقبلة المقررة.
كما سمح المنشور بالتغيب طوال يوم الاقتراع للموظفين والأعوان المنتدبين من طرف وكلاء اللوائح الانتخابية، أو المرشحين لتمثيلهم بمكاتب التصويت، بقصد مراقبة عملية الاقتراع والفرز، وإحصاء الأصوات، وإعلان النتائج.