مع تفاقم كورونا.. الاتحاد الأوروبي يعزز إجراءاته الوقائية

أنقرة/ ديلارا حميد / الأناضول

مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا مرة أخرى في أنحاء دول الاتحاد الأوروبي، تفرض البلدان تدابير احترازية جديدة، وتشدد القيود الحالية؛ لوقف تفشي الجائحة.

وتزداد أعداد الإصابات في القارة الأوروبية، رغم حملات التطعيم المكثفة، ما أجبر دول عديدة من الاتحاد على اتخاذ تدابير جديدة لمنع انتشار متحور كورونا “دلتا”، سريع الانتشار.

** ألمانيا تحذر

في 14 يوليو/تموز الجاري، سجلت ألمانيا 1548 إصابة كورونا خلال 24 ساعة، وبعد أيام قليلة، قفزت أعداد الإصابات إلى 2203 حالات في 21 من الشهر ذاته، لتصل إلى أعلى مستوى خلال الشهر.

وأرجعت السلطات الزيادة في أعداد المصابين إلى انتشار متغير “دلتا”، الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند.

وذكر معهد “روبرت كوخ” الألماني، المسؤول عن رصد الانتشار الوبائي، أن السلالة الهندية من كورونا مسؤولة عن نحو 84 بالمئة من الحالات الجديدة في البلاد.

وحذر وزير الصحة الألماني، ينس سبان، من احتمالية ارتفاع أعداد الإصابات بشكل خطير، خلال الأشهر المقبلة.

وتلقى حوالي 50.4 مليون شخص في ألمانيا (60.6 بالمئة من السكان) جرعتهم الأولى من التطعيم المضاد لفيروس كورونا، بينما تلقى 40.36 مليون شخص (48.5 بالمئة من السكان) جرعتهم الثانية.

** ارتفاع الإصابات في بلجيكا

مع تخفيف بلجيكا التدابير الرامية لمنع تفشي كورونا في مايو/أيار ويونيو/ حزيران، بدأت أعداد الإصابات في الزيادة خلال الشهر الجاري.

وأعلن المعهد الوطني للصحة العامة في بلجيكا، أن عدد الحالات الجديدة ارتفع بنسبة 19 بالمئة في أسبوع؛ بين 15 وحتى 21 يوليو الجاري، حيث تم تسجيل 1407 حالات.

واعتبارا من 13 أغسطس/آب القادم، ستبدأ الحكومة في إصدار بطاقات معلومات تتعلق بفيروس كورونا؛ لتوضيح ما إذا كان الشخص قد تم تطعيمه بالكامل، أو أنه قد تعافى من المرض، أو أنه خضع مؤخرا لاختبار الكشف عن الفيروس وجاءت النتيجة سلبية.

وسيتمكن البلجيكيون من حضور الأحداث الاجتماعية بهذه البطاقة.

ووفقا لبيانات اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷوروﺑﻲ ﻟﻠﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض وﻣﻜﺎﻓﺤﺘﮭﺎ (ECDC)، تلقى 82.7 بالمئة من السكان البالغين جرعتهم الأولى من اللقاح في بلجيكا، وتلقى حوالي 62.7 بالمئة من السكان تطعيمهم بالكامل.

** اليونان تفرض المزيد من القيود

جراء الارتفاع الأخير في عدد الإصابات بفيروس كورونا، بدأت اليونان في فرض العديد من الإجراءات الجديدة، بينها إلزامية التطعيم.

ومع افتتاح موسم السياحة في البلاد، تم تشديد القيود في بعض المناطق بسبب ارتفاع الحالات في جزر بحر إيجه.

كما تم فرض حظر تجول ليلي في جزيرة “ميكونوس” التي تقع ضمن جزر بحر إيجة، جنوب وسط اليونان، وهي أحد أهم المنتجعات في البلاد.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة اليونانية، تم تسجيل 2854 إصابة بكورونا، و7 وفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما تلقى حوالي 44 بالمئة من سكان البلاد اللقاح المضاد لكورونا كاملا.

** المملكة المتحدة ترفع القيود

رغم الزيادة الأخيرة في الإصابات بكورونا في المملكة المتحدة، إلا أن السلطات رفعت آخر القيود الاحترازية المتعلقة بالفيروس في 19 يوليو الجاري.

وألغى رئيس الوزراء بوريس جونسون، قيود التباعد الاجتماعي، واشتراط ارتداء الكمامات، لكن لا يزال يوصى بارتداء الكمامات، لاسيما في المناطق المزدحمة مثل وسائل النقل العام.

كما تم أيضا رفع القيود المفروضة على عدد الأشخاص المسموح لهم بالتجمع في الأماكن المغلقة والمفتوحة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية ودور السينما والمسارح.

ويشعر الخبراء بالقلق البالغ من أن متغير “دلتا” يمكن أن يتسبب في موجة وبائية ثالثة، تزامنا مع رفع القيود، حيث أنه المسؤول عن 99 بالمئة من الإصابات الحالية.

وخلال الـ24 ساعة الماضية، سجلت بريطانيا 31 ألفا و795 إصابة جديدة بكورونا، حسبما أعلنت وزارة الصحة عبر حسابها بتويتر.

ومنذ أن بدأ برنامج التطعيم في البلاد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2020، تلقى 46.5 مليون شخص الجرعة الأولى من اللقاح، فيما تلقى 36.9 مليون شخص جرعتهم الثانية.

** فرنسا تشهد تصاعدا في الإصابات

مع ارتفاع أعداد الإصابات بسبب انتشار متحور “دلتا”، قررت الحكومة الفرنسية فرض تلقي التطعيم على العاملين في المستشفيات ودور رعاية المسنين، وتوسيع نطاق تطبيق التراخيص الصحية الحالية.

واحتج الآلاف على إلزامية التطعيم والتراخيص الصحية المتعلقة بالجائحة، حيث خرجت المظاهرات في عدة مدن.

وبحسب وكالة الصحة العامة الفرنسية، أصيب 21 ألفا و493 شخص بكورونا، وتوفي 26 جراء الفيروس، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وخلال الأسبوع الماضي، ارتفع معدل إصابات كورونا إلى 3.7 بالمئة.

ووفقا لبيانات وزارة الصحة الفرنسية، بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح كورونا منذ 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، 39 مليون شخص، وتلقى 32 مليونا الجرعة الثانية أو الثالثة من اللقاح.

** “يورو 2020” يفاقم الإصابات في إيطاليا

قال المعهد الوطني للصحة بإيطاليا، إن متغير “دلتا” مستمرا في الانتشار في البلاد، ويؤثر على الشباب أيضا.

وساهمت الاحتفالات المزدحمة بعد فوز إيطاليا في بطولة أمم أوروبا “يورو 2020” في 11 يوليو الجاري، في ارتفاع عدد الإصابات.

واعتبارا من 6 أغسطس المقبل، ستبدأ الحكومة، بقيادة رئيس الوزراء ماريو دراجي، بفرض “وثيقة الانتقال الخضراء” في البلاد، والتي تهدف إلى اشتراط التطعيم للقيام ببعض الأنشطة، لا سيما في الأنشطة الاجتماعي، في محاولة لمنع الأنشطة الاقتصادية من التوقف مرة أخرى. .

ومنذ بدء برنامج التطعيم في 27 ديسمبر 2020، تم إعطاء 64 مليون جرعة من لقاح كورونا.