ولقد بات ضرس العقل أكثر الأسنان تمييزا، كونه يظهر في سن متأخرة من العمر، وكذلك اعتباره مصدرا للإزعاج لكثير من الناس لما يسببه من مشاكل عديدة.
ضرس العقل، هو آخر الطواحن، والذي يؤدي دورا جيدا في مضغ الطعام، وكذلك يسهل عملية بلعه، وهو آخر الأسنان ظهورا في فم الإنسان، إذ جعله الله لحكمة عظيمة جدا ألا وهي ضم جميع الأسنان جنبا إلى جنب، وإغلاق الفراغات الموجودة بين الأضراس، وذلك لمنع تراكم الطعام بين الفتحات المؤدي إلى تكون الجير المسبب لتسوس الأسنان، وعدد ضروس العقل أربعة، اثنان منها موجودان في الفك العلوي، واثنان في الفك السفلي.
ونظرا لأنها آخر الأسنان ظهورا، ففي الغالب لا تجد لنفسها مكانا في عظام الفكين؛ فنجدها إما أنها لا تظهر كليا، وإما أنها تظهر جزئيا، أي جزء ظاهر في الفم والجزء الآخر ضامر داخل عظم الفكين، وهذا مما لا شك فيه يسبب العديد من الانزعاجات لدى الشخص، مسببا كثيرا من الآلام والمتاعب التي لا حصر لها.
والأعراض التي تنتاب الشخص عند بداية ظهور ضروس العقل، تغير رائحة الفم إلى رائحة كريهة بعض الشيء، كذلك ملاحظة تغير في مذاق الفم، والشعور بعدم الراحة، والعض على الخدين من الداخل، مما يسبب التورم في اللثة، وأيضا الشعور بانتقال الألم إلى مفصل الفك، وإلى الأذن والعين، وأحيانا يستمر الألم غالبا لعدة أيام ثم يختفي، وما يلبث أن يعود بعد عدة أسابيع أو أشهر.
وعدم ظهور ضرس العقل له أسباب متعددة من أبرزها، صغر حجم الفك، بحيث لا يكون له متسع للظهور كليا، وفي بعض الحالات يسبب عدم ظهور برعم السن كليا منذ البداية؛ فلا تظهر السن نهائيا، وأيضا قد تنمو السن بشكل عرضي أو مائل؛ مما لا تسمح له الأسنان المجاورة بالخروج.
المشاكل المصاحبة لظهور ضرس العقل، قد يحدث التهاب في اللثة التي تحيط المنطقة عند محاولة الضرس الظهور، والأخطر من ذلك أن هذا الالتهاب والتورم قد يحتجز تحته إفرازات صديدية تزيد من الألم، فلا يستطيع الشخص أن يفتح فمه بسهولة، وقد لا يستطيع في بعض الأحيان بلع الطعام مع ارتفاع في درجة الحرارة، والشعور بالتعب والإعياء، وقد يكون ضرس العقل موقعا للآلام بين الحين والآخر نتيجة لضغطه على عصب الفك السفلي.