فرانك غاردنر الصحفي المتخصص في الشؤون الأمنية بهيئة الإذاعة البريطاني “بي بي سي”، رصد هذا التحول في موقف إدارة بايدن في تقرير نُشر على الموقع الإلكتروني لـ “بي بي سي”.
وأشار غاردنر إلى أن بايدن، سمح بنشر تقرير للاستخبارات الأمريكية في فبراير/ شباط الماضي، يشير بإصبع الاتهام لولي العهد السعودي في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لكن ولي العهد نفى أي دور له في الجريمة.
وردت السعودية على التقرير الأمريكي، بالقول إنها ترفضه “رفضا قاطعا”، واعتبرت أن التقرير “تضمن استنتاجات غير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها”، مؤكدة استنكار السعودية لجريمة مقتل جمال خاشقجي.
أما الآن وبعد أقل 6 أشهر على تولي بايدن منصبه، بحسب غاردنر، فقد فرشت واشنطن السجادة الحمراء لشقيق ولي العهد الأصغر، نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان.
قام الأمير خالد بن سلمان قبل نحو أسبوع بزيارة للولايات المتحدة استمرت يومين عقد خلالها اجتماعات مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس ووزير الدفاع لويد أوستن ورئيس الأركان المشتركة الجنرال مارك مايلي.
وتعد هذه هي زيارة الأعلى مستوى لمسؤول سعودي إلى الولايات منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/ تشرين الأول 2018.
وعن هذا التحول في العلاقات، قال مايكل ستيفنز، الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن إنه نتيجة لجهود متضافرة قامت بها الدائرة المحيطة بمحمد بن سلمان في القصر الملكي.
ورأى ستيفنز أن السعودية ركزت بشكل كبير في جهودها لتحسين العلاقات على الفرص الاقتصادية، وخففت من نبرة الخطاب النارية السابقة المتعلقة بالأمن الإقليمي.
وفي أبريل/ نيسان، علق وزير الخارجية السعودي بن فرحان، على امتناع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن فرض عقوبات على ولي عهد المملكة، بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقال بن فرحان في مقابلة مع “CNN”، ردا على سؤال حول ما إذا كانت السعودية تشعر بـ”ارتياح” تجاه عدم فرض عقوبات على ولي العهد: “أعتقد أن إدارة بايدن ترى أن المملكة العربية السعودية هي مفتاح أساسي لمصالح الولايات المتحدة وأولوياتها في المنطقة وخارجها”.
وأضاف: “هم يفهمون أن العمل مع المملكة يتطلب العمل معنا ومع قيادتنا… سنواصل الحوار حول أفضل السبل لتحقيق مصالح بلدينا، والتأكد من خدمة مصالحنا وأن نقدم الفوائد التي نملكها على مدى عقود”.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن، في فبراير/ شباط الماضي، أنه أبلغ العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أن واشنطن ستعلن عن تغييرات مهمة في السياسة تجاه السعودية.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة “يونيفيجن”: “تحدثت مع الملك أمس وليس مع ولي العهد، وأخبرته بوضوح أن القواعد تتغير، وأن واشنطن ستعلن عن تغييرات كبيرة في العلاقات الأمريكية – السعودية”.