ابوظبي ـ (أ ف ب) – فجرت قطر مفاجأة من العيار الثقيل بفوزها على كوريا الجنوبية ونجمها سون هيونغ مين 1-صفر، فبلغت نصف نهائي كأس آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها، الجمعة في مدينة زايد الرياضية في أبو ظبي.
وسجل لاعب الوسط عبد العزيز حاتم هدف الفوز من تسديدة قوية من خارج المنطقة (78). وتلعب قطر التي لم تهتز شباكها بعد وحققت فوزا خامسا على التوالي مع الفائز من مواجهة الإمارات المضيفة وأستراليا التي تقام لاحقا في مدينة العين.
وتشارك قطر في النهائيات من دون جماهيرها في ظل أزمة دبلوماسية خليجية على خلفية قطع الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة، علاقاتها مع الدوحة في حزيران/يونيو 2017 بسبب اتهام تنفيه قطر بدعم التنظيمات المتطرفة.
وتغيب جماهيرها عن البطولة برغم تأكيد السلطات الإماراتية السماح بقدومها بالتنسيق مع الاتحاد القاري. وكانت أفضل نتيجة لقطر بلوغها ربع النهائي في عامي 2000 في لبنان و2011 على أرضها.
من جهتها، فشلت كوريا الجنوبية، حاملة اللقب في 1956 و1960 ووصيفة النسخة الأخيرة في 2015، في بلوغ نصف النهائي للمرة الرابعة تواليا، ومنيت بخسارتها الثانية في 21 مباراة ضمن كأس آسيا.
وخرج نجمها سون هيونغ مين بخفي حنين من البطولة، بعد عودته من فريقه توتنهام الإنكليزي للمشاركة بدءا من الجولة الثالثة الاخيرة في دور المجموعات.
ولعب سون (26 عاما) الذي خاض 12 مباراة في أكثر من شهر، 209 دقائق في مباراتين بعد غيابه عن أول جولتين بحسب اتفاق بين توتنهام والاتحاد الكوري الجنوبي، إذ شارك في دورة الالعاب الآسيوية الأخيرة لاعفائه من الخدمة العسكرية.
وقال حسن هيدوس قائد قطر بعد المباراة “لعبنا بخطة مغايرة عن مباراة العراق الاخيرة، خمسة في الدفاع وثلاثة في المنتصف”.
وعن عدم اجراء المدرب الاسباني فليكس سانشيز اي تبديل حتى الدقيقة 90 تابع “المدرب شاهد الكل متألقا ولم يحب تغيير طريقة لعب الفريق”.
– “يوم تاريخي” –
وعن شعور الفوز قال سانشيز “اشعر باني اسعد مدرب في العالم . كان يوما كبيرا وحققنا انجازا تاريخيا. بلوغنا نصف النهائي ليس معجزة نستحق الوصول الى هنا”. وتابع “وجدنا صعوبة في الحفاظ على الكرة في اول 20 دقيقة إذ كان الخصم منظما، لكن في الشوط الثاني كنا افضل وكان بمقدورنا التسجيل. بعدها بدأت كوريا باللعب بطريقة مباشرة”.
وعن تغيير طريقة لعبه قال لفرانس برس “ليست المرة الاولى يلعب فيها خوخي مدافعا، حاولنا التأقلم مع طريقة لعب الخصم وعرفنا ان لاعبيهم سيعتمدون العرضيات ويمررون الكرات وراء خط الوسط”.
وقال بوعلام خوخي لوكالة فرانس برس “عرف المدرب كيف يوظفني في الملعب، وهذا المركز ليس غريبا علي”، فيما قال المدافع بسام الراوي الذي سيغيب عن نصف النهائي لايقافه “لم نرتكب اخطاء دفاعية”.
وعلق المدرب سانشيز على تناول اللعبين المعز علي والراوي دجاج كنتاكي بعد المباراة الاخيرة، قال مازحا “يمكنهما الذهاب اليوم أيضا لكن لساعة”، فيما قال الراوي “اعتدنا أنا والمعز على تناول الدجاج وسنكرر هذا الأمر الليلة”.
بدوره، رأى البرتغالي باولو بنتو مدرب كوريا “كانت مباراة متوازنة حاولنا السيطرة عليها امام فريق يملك تنظيما جيدا. لعبت قطر بخمسة مدافعين، لكن اعتقد انه خلال الدقائق التسعين لم نصنع فرصا كافية”. وتابع “الخصم كان أكثر فاعلية من فريقنا. كنا دوما مسيطرين على الخصوم في هذه البطولة لكن لم نكن فاعلين لذلك لن نغير طريقة لعبنا”.
واردف المدرب الذي تمنى فوز إيران باللقب “لأنها تملك مدربا برتغاليا هو كارلوس كيروش”: “احدى استراتيجياتنا كانت نقل الكرة الى الاطراف واللعب بسرعة ولو ان الخصم يلعب بخمسة لاعبين. احتجنا الى الوقت لنقل الكرة من جهة الى اخرى. لم نكن فاعلين في هذه النقطة”.
– حاتم يصنع الفارق –
أمام 13700 متفرج في العاصمة الإماراتية، وفي ظل غياب الظهير الأيسر وأفضل لاعب في آسيا عبد الكريم حسن ولاعب الوسط الدفاعي عاصم مادبو بداعي الإيقاف، أجرى المدرب الإسباني فليكس سانشيز تغييرات عدة على طريقة لعبه.
أعاد سانشيز القادم إلى قطر عام 2006 من أكاديمية برشلونة الإسباني، لاعب الوسط بوعلام خوخي الى مركز قلب الدفاع لمساعدة الثنائي بسام الراوي وطارق سلمان، فيما لعب سالم الهاجري بدلا من مادبو وعبد الكريم العلي بدلا من حسن.
واستحوذت كوريا الجنوبية على الكرة بنسبة عالية من دون فرص خطيرة، وكانت أول تسديداتها على المرمى في الدقيقة 35 عبر لاعب لاعب الوسط هوانغ إينبيوم.
ونجحت قطر بالخروج متعادلة في الشوط الاول من دون نجاح الثنائي الهجومي أكرم عفيف والمعز علي متصدر ترتيب هدافي البطولة (7) بالوصول الى المرمى ، ومع انذارين لعبد العزيز حاتم والمدافع الراوي الذي سيغيب عن نصف النهائي.
وبعد الانكماش الدفاعي في الشوط الاول، بدأت قطر الثاني بنفس هجومي، لكن من مرتدة لهوانغ أويجو وتسديدة قوية من الخارج ابعدها الحارس سعد الشيب، كادت كوريا تفتتح التسجيل (48)، قبل أن يهدرالكوري تسديدة خطيرة على مقربة من مرمى الشيب (57).
ومن دخول نادر لسون داخل المنطقة، سدد كرة ارضية كانت ضعيفة لحسن حظ الشيب (72)، بعدها فرصة خطيرة جدا من ضربة حرة للظهير الايسر كيم جينسو ارتدت من الطرف الخارجي للقائم الأيسر (77).
لكن لاعب الوسط عبد العزيز حاتم كان له رأي آخر عندما أطلق تسديدة رائعة من أكثر من 25 مترا سكنت الزاوية اليسرى لمرمى الحارس كيم سيونغ غيو (79).
بعدها بثوان هزت كوريا الجنوبية الشباك عبر أويجو، لكن الحكم الأوزبكستاني رافشان إيرماتوف ألغى الهدف بداعي التسلل وبمساعدة من تقنية الفيديو.
كاد خوخي بوعلام يضاعف الأرقام من داخل المنطقة بأكروباتية صدها الحارس (83)، ثم حاول الدفاع القطري الصمود في ظل هجوم كوري كاسح اثر تبديلات هجومية من المدرب البرتغالي باولو بينتو لكن النتيجة بقيت على حالها في ظل فرحة جنونية من اللاعبين القطريين على أرض الملعب.
Source: Raialyoum.com