مدريد ـ (د ب أ)- في مباراة شهدت الكثير من الجدل التحكيمي، واصل ريال مدريد ابتعاده عن سباق الصدارة في بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم، بعدما تلقى هزيمته السادسة في البطولة هذا الموسم، إثر خسارته صفر / 2 أمام ضيفه ريال سوسييداد اليوم الأحد في المرحلة الثامنة عشر للمسابقة.
وتجمد رصيد الريال، الذي عجز عن تحقيق انتصاره الأول في عام 2019 خلال ثاني مبارياته بالعام الجديد بعد تعادله 2 / 2 مع مضيفه فياريال يوم الخميس الماضي، عند 30 نقطة، ليظل في المركز الخامس بترتيب المسابقة.
ويبتعد الريال، الذي تلقى خسارته الثانية في ملعبه بالبطولة هذا الموسم، بفارق سبع نقاط كاملة خلف غريمه التقليدي برشلونة (المتصدر)، الذي مازال بإمكانه توسيع الفارق، حال فوزه على مضيفه خيتافي في وقت لاحق اليوم بالمرحلة ذاتها.
في المقابل، ارتفع رصيد سوسييداد، الذي وضع حدا لسلسلة هزائمه التي عانى منها في مبارياته الأربع الأخيرة بالبطولة، إلى 22 نقطة ليرتقي إلى المركز الحادي عشر.
وتقدم سوسييداد بهدف مبكر حمل توقيع ويليان خوسيه في الدقيقة الثالثة من ركلة جزاء، قبل أن يطلق روبن باردو رصاصة الرحمة على آمال الفريق الملكي في التعادل، بعدما أضاف الهدف الثاني للضيوف في الدقيقة 83، مستغلا النقص العددي في صفوف الريال، الذي لعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 61 بعد طرد لاعبه لوكاس فاسكيز لحصوله على الإنذار الثاني.
وأثار حكم المباراة خوسيه لويس مونتيرو الجدل في الكثير من القرارات، بعدما رفض احتساب أكثر من ركلة جزاء للريال، بالإضافة لرفضه اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد.
ويعد هذا هو الانتصار الأول لسوسييداد على الريال بملعب (سانتياجو برنابيو) معقل الفريق الأبيض منذ 14 عاما، حيث يرجع آخر انتصار للفريق الباسكي على نظيره الملكي إلى الخامس من كانون ثان/يناير عام 2005، عندما تغلب 1 / صفر على الريال.
وتأتي تلك الخسارة لتضاعف معاناة الأرجنتيني سانتياجو سولاري مدرب الريال، في ظل مطالبة الكثيرين بضرورة التعاقد مع مدرب آخر خلفا له.
لم تمر المباراة بمرحلة جس النبض، فمن أول هجمة منظمة لسوسييداد، حصل الفريق الباسكي على ركلة جزاء في الدقيقة الثانية، عقب تعرض ميكيل مورينو للإعاقة داخل منطقة جزاء الريال من قبل كاسيميرو.
ونفذ ويليان خوسيه الركلة بنجاح، بعدما وضع الكرة بقوة في منتصف المرمى، فيما ارتمى البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى الريال على الناحية اليسرى، مسجلا الهدف الأول لسوسييداد في الدقيقة الثالثة.
حاول الريال إدراك التعادل سريعا وسنحت له فرصة مؤكدة في الدقيقة العاشرة، حينما تابع فينيسيوس جونيور تمريرة عرضية من الناحية اليسرى، ليحاول ترويض الكرة لنفسه لكنها طالت منه لتصل إلى كريم بنزيمه، الخالي تماما من الرقابة، الذي سدد مباشرة، ولكن الكرة مرت بغرابة شديدة بجوار القائم الأيسر.
وأضاع جونيور فرصة أخرى للريال في الدقيقة 15، حينما تلقى تمريرة أمامية، ليتوغل بالكرة حتى وصل بها إلى منطقة الجزاء، قبل أن يسدد على يسار جيرونيمو رولي، حارس سوسييداد، لتتهادى الكرة نحو المرمى لكن ايهين مونوز مدافع سوسييداد أبعد الكرة في الوقت المناسب.
وسدد بنزيمه من داخل المنطقة في الدقيقة 21 لكنها اصطدمت في الدفاع لتخرج إلى ركلة ركنية كادت أن تسفر عن هدف التعادل، حيث تابع لوكا مودريتش الركلة، ليسدد قذيفة من خارج المنطقة، لكن رولي أبعدها بصعوبة بالغة.
بمرور الوقت، فرض الريال سيطرته المطلقة على المباراة، وحاصر سوسييداد في منتصف ملعبه، وطالب لاعبو الفريق الملكي بالحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 34 عقب تعرض سيرخيو راموس للإعاقة داخل منطقة جزاء الضيوف من قبل آسيير أيارامندي لكن حكم المباراة أشار باستمرار اللعب.
تعددت الركلات الركنية للريال، التي كادت أن تسفر إحداها عن هدف التعادل عن طريق كاسيميرو، الذي سدد ضربة رأس في الدقيقة 38، لكن علت العارضة بقليل.
وكاد الريال أن يحرز التعادل في الدقيقة 45، عندما سدد لوكاس فاسكيز تصويبة ساقطة (لوب) خلف رولي، الذي تقدم من مرماه دون داع، لكن الكرة اصطدمت في القائم الأيمن وينتهي الشوط بتقدم سوسييداد بهدف وحيد.
بدأ الشوط الثاني بهجوم كاسح من الريال، الذي صادفه سوء حظ بالغة في الدقيقة 47، حينما نفذ توني كروس ركلة ركنية، قابلها رافاييل فاران، الذي سدد من داخل المنطقة، لكن الكرة اصطدمت في ويليان خوسيه، لتتهيأ أمام فينيسيوس جونيور، الذي سدد وهو على بعد خطوات قليلة للغاية من المرمى، غير أن رولي أبعد الكرة بقدمه، لتصل من جديد لفاران، الذي سدد مباشرة في الدفاع لتخرج إلى ركلة ركنية لم تسفر عن شيء.
ورد سوسييداد بهجمة سريعة في الدقيقة 49، حيث تلقى ميكيل أويارزابال كرة عرضية زاحفة من الناحية اليمنى مرت من الجميع، لتصل في النهاية إليه ويسدد من داخل المنطقة، لكن الكرة اصطدمت في دانييل كارفخال، لتتهيأ له من جديد لكنه وضع الكرة فوق العارضة.
وقاد جونيور هجمة عنترية للريال في الدقيقة 51، حيث توغل بالكرة مراوغا أكثر من لاعب، قبل أن يسدد من داخل المنطقة، لكن الكرة ابتعدت عن القائم الأيمن بسنتيمترات.
في المقابل، أضاع عدنان يانوزاي فرصة محققة لسوسييداد في الدقيقة 53، حيث انطلق من الناحية اليمنى حتى وصل بالكرة لحدود المنطقة، ثم سدد في حراسة الدفاع الملكي، غير أن الكرة مرت بجوار القائم الأيمن مباشرة.
أجرى الريال تبديله الأول في الدقيقة 56 بنزول إيسكو بدلا من كاسيميرو لبعث المزيد من النشاط والحيوية في هجوم الفريق.
وشهدت الدقيقة 61 منعرجا آخر في المباراة، بعدما اضطر الريال للعب بعشرة لاعبين عقب طرد لوكاس فاسكيز لحصوله على الإنذار الثاني، بسبب التحامه العنيف مع ميكيل مورينو خلال إحدى الكرات المشتركة في منتصف الملعب.
حاول سوسييداد استغلال المساحات الخالية في دفاع الريال، الذي اندفع لاعبوه للهجوم بعشوائية، وكاد ويليان خوسيه أن يعزز النتيجة في الدقيقة 64، عندما تلقى سدد من على حدود المنطقة دون مضايقة من أحد، ولكنه وضع الكرة ضعيفة في أحضان كورتوا.
وأثار حكم المباراة الجدل بعدما تغاضى عن احتساب ركلة جزاء للريال في الدقيقة 64، إثر تعرض جونيور، المنفرد بالمرمى، للعرقلة من رولي داخل المنطقة، ورفض الحكم اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد لمعاونته في احتساب الركلة.
وواصل سوء الحظ ملاحقته للريال في الدقيقة 65، حيث سدد جونيور وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى، لكن رولي أبعدها بصعوبة لترتد إلى راموس، الخالي من الرقابة، الذي سدد مباشرة لكن الأرض انشقت عن ديفيد زوروتوزا، الذي أبعد الكرة من على خط المرمى.
وكاد راموس أن يدرك التعادل في الدقيقة 66 عندما سدد ضربة رأس من متابعة لتمريرة عرضية من اليسار عن طريق جونيور، لكن حارس سوسييداد أمسك الكرة على مرتين.
وأضاع يانوزاي فرصة مؤكدة لمضاعفة النتيجة في الدقيقة 67، حينما وجد نفسه منفردا بالمرمى، لكنه وضع الكرة برعونة في قدم كورتوا، الذي خرج من مرماه لملاقاته.
أجرى سوسييداد تبديلين بنزول جوسيبا زالدو وروبن باردو بدلا من ارتيز ايلوستوندو وميكيل مورينو في الدقيقتين 69 و73، فيما رد الريال بتبديل آخر بنزول سيرخيو ريجيون بدلا من مارسيللو في الدقيقة .78
واصل جونيور تحركاته المزعجة لدفاع سوسييداد، حيث سدد من داخل المنطقة في الدقيقة 79، لكنه وضع الكرة بجوار القائم الأيسر
دفع سانتياجو سولاري مدرب الريال بتبديله الثالث في الدقيقة 80 بنزول داني سيبايوس بدلا من توني كروس.
وجاءت الدقيقة 83 لتشهد الهدف الثاني لسوسييداد عن طريق باردو، الذي تابع تمريرة عرضية من الناحية اليمنى عن طريق ويليان خوسيه، ليسدد ضربة رأس متقنة، دون مضايقة من أحد، على يسار كورتوا، وتسكن الكرة الشباك.
وأهدر خوسيه فرصة أخرى لسوسييداد في الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع، بعدما سدد بكل أريحية وهو خال من الرقابة من داخل المنطقة، ولكن أطاح بالكرة بعيدا تماما عن المرمى، ليطلق بعدها حكم المباراة صافرة النهاية معلنا فوز سوسييداد بثنائية نظيفة.
Source: Raialyoum.com