أعرب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن أمله في أن تفضي الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي في منطقة القرن الأفريقي أولوسيغون أوباسانجو إلى نتيجة لوقف الحرب في إثيوبيا، بينما اتهمت منظمات حقوقية دولية الأطراف المتحاربة بارتكاب جرائم اغتصاب.
وقال بلينكن -في مؤتمر صحفي الأربعاء- “أعتقد أن كل الأطراف ترى مخاطر استمرار النزاع”.
وأضاف “في ضوء العمل المهمّ الذي ينخرط فيه أوباسانجو -الجهود التي نشارك فيها نحن وآخرون- نأمل أن تكون لا تزال هناك فرصة للتراجع والانتقال إلى وضع أفضل”.
وأمل في إجراء مفاوضات لوضع حدّ للعنف و”أخيرا استخدام وقف إطلاق النار لإيصال المساعدات الإنسانية، ومع مرور الوقت: التفاوض على حل سياسي أكثر استدامةً”.
وقال بلينكن للصحفيين “هناك فرصة يحدوني الأمل في أن يغتنمها الجميع، بالجلوس ووقف ما يجري على الأرض، وفي نهاية المطاف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإتاحة الوصول إلى المساعدات الإنسانية، ومع الوقت التفاوض على حل سياسي أكثر استدامة”.
كما أعرب بلينكن خلال اتصال مع نظيره الإثيوبي عن قلقه إزاء الصراع في إثيوبيا، وجدد دعوته لجميع الأطراف بإثيوبيا للدخول في مفاوضات لوقف الأعمال العدائية، وشدد خلال الاتصال على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق السلام بإثيوبيا.
يأتي ذلك بينما يكثف المبعوثون الأجانب الجهود الرامية لحلّ النزاع في إثيوبيا، حيث أكدت الولايات المتحدة وجود “نافذة صغيرة” للتوصل إلى اتفاق.
بينما أكد المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا -في تغريدة على تويتر الأربعاء- أن كافة هذه المبادرات تبدو “بالدرجة الأولى مخصصة لإنقاذ آبي أحمد”.
منع مساعدات
وقالت الأمم المتحدة الأربعاء إن إثيوبيا تحتجز 72 سائقا يعملون لصالح برنامج الأغذية العالمي في مدينة بشمال البلاد، على الطريق الوحيد المؤدي إلى منطقة تيغراي المهددة بالمجاعة.
وأكد ناطق باسم الأمم المتحدة “أن 72 سائقا تعاقد معهم برنامج الأغذية العالمي محتجزون في سيميرا. نحن على اتصال مع الحكومة الإثيوبية لفهم أسباب احتجازهم”.
وأضاف “ندعو الحكومة إلى ضمان سلامتهم والحماية الكاملة لحقوقهم القانونية والإنسانية”.
وجاء الإعلان عن احتجاز السائقين بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة قيام السلطات الإثيوبية باعتقال 22 من موظفي الأمم المتحدة في العاصمة أديس أبابا، خلال مداهمات استهدفت منحدرين من إقليم تيغراي بموجب حالة الطوارئ.
وتم الإفراج عن 6 من الموظفين، بينما بقي 16 منهم قيد الاعتقال بعدما أوقفتهم السلطات، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نيويورك.
وبحسب تقديرات للأمم المتحدة، فإن 15% فقط من المساعدات الضرورية دخلت من سيميرا إلى تيغراي منذ منتصف يوليو/تموز الماضي، بينما يعيش مئات آلاف الأشخاص في ظروف شبيهة بالمجاعة هناك.
وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنه لم تدخل أي شاحنة تحمل مساعدات إلى شمال إثيوبيا منذ 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما منعت تحركات عمال الإغاثة داخل وخارج المنطقة برا منذ 28 من الشهر الماضي.
عمليات اغتصاب
وذكرت هيومن رايتس ووتش الأسبوع الماضي أن إجراءات حالة الطوارئ تشكل خطرا، ليس فقط على المتحدرين من تيغراي بل على وسائل الإعلام ومنظمات الإغاثة وغيرها.
واعتبرت الأربعاء أن “الحصار الفعلي” الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية على إقليم تيغراي يمنع ضحايا الاغتصاب من الحصول على الرعاية الصحية الملائمة.
واتهمت هيومن رايتس ووتش الأطراف المتحاربة بارتكاب أعمال عنف جنسي واستهداف منشآت الرعاية الصحية بشكل متعمد، وقامت بتوثيق الصدمات النفسية والجسدية التي عانى منها ضحايا الاغتصاب الذين تراوحت أعمارهم بين 6 سنوات و80 سنة.
كما أكدت منظمة العفو الدولية الأربعاء أن مقاتلين من إقليم تيغراي الإثيوبي ارتكبوا جرائم اغتصاب جماعي، وتحرشوا بالنساء في إقليم أمهرة المجاور.
وأكد التقرير أن الصراع المستمر منذ عام بين الحكومة المركزية وقوات تيغراي شابته مزاعم بارتكاب انتهاكات من جميع الأطراف.
وأكد غيتاشيو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أنه لم يطّلع بعد على تقرير منظمة العفو، لكنه قال لرويترز “ننظر لهذه المزاعم بجدية بالغة ومستعدون لإجراء تحقيق مستقل”.
معارك
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه المعارك في الشمال، إذ قال وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية رضوان حسين إن قرار عدم التفاوض مع المجموعات التي صنفت إرهابية ما زال قائما.
وأضاف الوزير أن أديس أبابا لن ترضخ للضغوط التي تمارس عليها، وأنها تتمسك باستقلالية قرارها.
وتعهد 12 حزبا سياسيا في إقليم أوروميا (أكبر أقاليم إثيوبيا) بتقديم الدعم الكامل لجهود الحكومة في القضاء على من وصفوها بالجماعات الإرهابية.
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قائد جيش تحرير أورومو في إثيوبيا جال مورو قوله إن قواته اقتربت من العاصمة أديس أبابا وتستعد لشن هجوم آخر، وتوقع أن تنتهي الحرب في وقت قريب جدا.
ودعا رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر أورومو العالمي -في حديث مع الجزيرة- لتحقيق مستقل بشأن إقليم تيغراي.
وطالبت الحكومة الألمانية -الأربعاء- رعاياها بمغادرة إثيوبيا، وقالت وزارة الخارجية الألمانية -في بيان على موقعها الإلكتروني- إنه ينبغي على الألمان استخدام الرحلات الجوية التجارية الحالية لمغادرة البلاد.
كما حذرت الخارجية مواطنيها من السفر إلى جميع أنحاء إثيوبيا، بعد أن كانت حذرتهم من السفر إلى المناطق التي تنتشر فيها أعمال العنف.
بينما أعلن وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف -الأربعاء- أن حكومة بلاده ملتزمة بعلاقات حسن الجوار مع إثيوبيا، وتتابع الوضع فيها.
وقال يوسف على تويتر إن الأمر متروك للحكومة الإثيوبية وشعبها لحل شؤونهم الداخلية، مضيفا “لطالما تجنبت حكومة جيبوتي التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ولا سيما دول الجوار والدول الشقيقة”.
وأرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش إلى تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 لطرد السلطات الإقليمية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي التي اتّهمها بمهاجمة قواعد عسكرية.
وأعلن انتصاره في 28 فبراير/شباط، لكن في يونيو/حزيران استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي، وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
