دعت لجنة الإنقاذ الدولية إلى الإفراج الفوري عن أكثر من 5 آلاف مهاجر ولاجئ جرى احتجازهم في مراكز احتجاز خطيرة ومكتظة في ليبيا، وذلك بعد حدوث مداهمات غير مسبوقة غربي البلاد، محذّرة من عن تعرّضهم لسوء معاملة خطير وعنف ونقص في الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وأشارت، في بيان لها، الخميس، وصل “عربي21” نسخة منه، إلى أنه “في الأيام القليلة الماضية تم إرسال أكثر من 5000 مهاجر إلى مراكز الاحتجاز فيما وصفته السلطات الليبية بأنه حملة أمنية ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات”.
وأوضحت أن تقارير متعددة أفادت بـ “استخدام القوة المفرطة في المداهمات والاعتقالات التعسفية، مما أسفر عن مقتل شخصٍ واحد على الأقل وإصابة العديد من الناس وتدمير المنازل”، لافتة إلى أن “من بين المعتقلين المئات من النساء والأطفال الضعفاء”.
كما دعت لجنة الإنقاذ الدولية السلطات الليبية إلى “اتخاذ التدابير المناسبة لحماية المهاجرين واللاجئين من المزيد من العنف والاحتجاز التّعسفي”، مرجحة أن “تدفع المداهمات المستمرة الأشخاص الأكثر ضعفا إلى أحضان شبكات التهريب حيث يحاول المهاجرون واللاجئون اليائسون الفرار من احتمال توقيفهم واحتجازهم”.
وتابعت: “تستقبل مراكز الاحتجاز أعدادا تفوق طاقتها الحقيقية، حيث أن المباني، وهو أكبر مركز احتجاز في ليبيا، يحتجز حاليا أكثر من 4,000 شخص – أربعة أضعاف طاقته الاستيعابية الرّسمية. أما مركز احتجاز شارع الزاوية المخصّص للنساء والأطفال فقط، فقد زاد عدد المحتجزين فيه من 71 شخصا فقط في بداية شهر أيلول/ سبتمبر إلى أكثر من 520 شخصا اليوم، ومن بين هؤلاء أكثر من 175 طفلا، بينهم 47 رضيعا”.
ونوهت إلى أن “موظفي لجنة الإنقاذ الدولية، الذين زاروا بعض مراكز الاحتجاز، أبلغوا عن ظروف مزرية بسبب الاكتظاظ الشديد ونقص الخدمات الأساسية بما في ذلك ضعف الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والغذاء. كما يوجد المئات حاليا في أحد المراكز محتجزين في ساحة مفتوحة دون سقف فوق رؤوسهم يحميهم”.
في حين أفاد بعض المحتجزين، الذين أُجبروا على النوم على الأرض بلا فرشات أو بطانيات كافية، بأنهم لم يتلقوا سوى وجبة واحدة في اليوم منذ احتجازهم قبل أسبوع تقريبا، بحسب بيان لجنة الإنقاذ الدولية.
“ظروف مفجعة”
من جهته، قال مدير مكتب لجنة الإنقاذ الدّولية في ليبيا، توم غاروفالو: “نشعر بقلق بالغ إزاء الظروف الحرجة والمفجعة التي يواجهها المهاجرون في مراكز الاحتجاز المكتظّة بشكل خطير الآن”، مضيفا: “لقد استمعت فرقنا إلى تقارير تفيد بأن بعض الأشخاص أُجبروا على استخدام الأرض التي ينامون عليها كمرحاض، لأنه لا يُسمح لهم بالوصول إلى المراحيض المتواجدة خارج مكان الاحتجاز”.
وأردف غاروفالو: “نحن قلقون بشكل خاص بشأن الانتشار المحتمل للأمراض المعدية في مثل هذه الظروف المقيدة وغير الصّحية. وقد حدّدت فرقنا حالات إصابة بمرض السّل بين المحتجزين تعسّفيا مؤخرا، في حين كانت هناك أيضا حالات إصابة مشتبه بها بفيروس كورونا (كوفيد-19)”.
“مع استمرار وقوع المزيد من المداهمات التي من المرجّح أن تؤدي إلى ارتفاع عدد المهاجرين الضّعفاء المحتجزين، فما هي إلا مسألة وقت قبل أن تصل مراكز الاحتجاز إلى نقطة الانهيار”.
في هذا الإطار، حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية من أن “آلاف المهاجرين واللاجئين المحتجزين مؤخرا ليسوا فقط في حاجة ماسة إلى المساعدة، بل إن مئات المهاجرين واللاجئين الذين يعيشون في منطقة طرابلس يختبئون حاليا لخوفهم من تعرضهم للاحتجاز التّعسفي. ويطلب المختبئون دعما عاجلا مثل الغذاء والماء والدواء، إلا أن الوكالات الإنسانية لا تستطيع الوصول إليهم بسبب الغارات المستمرة”.
وحثت السلطات الليبية على “الإفراج الفوري عن الفئات الأكثر ضعفا، ولا سيما النساء والأطفال؛ وريثما يتم الإفراج عن جميع المحتجزين بشكل تعسفي، نطلب ضمان الوصول الآمن من دون عوائق من قبل الجهات الفاعلة الإنسانية التي تقدم المساعدة المنقذة للحياة للسكان المحتجزين”.