سيناريوهات الخروج من الازمة السودانية

محمد ابراهيم الرشيدي

احتفل السودان بذكرى ثورة أكتوبر المجيدة حيث خرجوا في مظاهرات حاشدة ولكن هذا المرة التظاهرات مختلفة تمام عن سابقاتها انهم خرجوا.

اولا: للاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر التي أسقطت نظام عبود و اول ثورة في السودان بل و الدول العربية.

ثانيا: خرج السودانيين لتثبيت ودعم فترة الحكم الانتقالي خاصة بسبب التجاذبات السياسية الحاصلة في المشهد السياسي السوداني.

السؤال الذي يطرح نفسه كيف تثبيت الحكم الانتقالي؟

الإجابة كالآتي: إذا نظرنا للمشهد السياسي نرى أن فية صراع ظاهرا على السطح بين المكونين المدني و العسكري الآن الانشقاق الذي حصل بين قوى إعلان الحرية و التغيير ربما يخلق توازن يجعل العسكر لا يسلمون السلطة في الفترة القادمة.

هذا الانشقاق أو ما يعرف بقوى الميثاق الوطني الجديدة أظهر حالة عدم التوافق بين المكون المدني نفسة الذي بدل أن يتحد المكون المدني للخروج لبر الأمان لإنجاح الفترة الإنتقالية بدأ صراع مدني مدني إذا راجعنا بنود الوثيقة الدستورية نرى أن حسب بنود الاتفاقية أن تشكل حكومة كفاءات وطنية و الآن الحكومة الحالية ليس حكومة كفاءات و ان كانت فيها كفاءات أكثر حزبية من إنها وطنية و اول اختراق لبنود الوثيقة الدستورية هو تعيين حكومة محاصصة التي بالشكل الحالي.

النقطة المهمة هل توجد ايدي خارجية في مشاكل السودان السياسية؟

نعم توجد ايدي خارجية لخلق شقاق بين المدنيين أنفسهم و ايضا بين المدنيين و العسكر خاصة إذا نظرنا لموقع السودان الجوسياسي و إطلاله على ساحل البحر الأحمر الذي يعتبر منفذ مهم حيث يمتلك السودان ساحل بطول 714كلم مربع هذا الساحل يوفر عمقا إستراتيجيا في جذب انتباه الدول للسيطرة على هذا المنفذ و خير مثال أزمة شرق السودان التي لم تأتي من فراغ ان مسار الشرق يمس بحقوق أهل الشرق كما يقولون و أعلنوا رفضة جملتا و تفصيلا و قاموا بإغلاق جميع موانئ البلاد المطلة على البحر الأحمر ناهيك عن إغلاق الطريقين القوميين الرابطين بين الخرطوم و مدينة بورتسودان فهذا الإغلاق إثر بشكل مباشر على كل النواحي خاصة السلع الإستراتيجية و الوقود و غيرها وحتى الآن لا حل قريب في الأفق وسط صراع أصحاب السلطة على من و كيف يحكمون وسط تبادل الإتهامات بين المكونين المدني و العسكري في خلق أزمة الشرق.

استعراض العضلات لا تنفع في الوقت الحاضر خاصة أننا في مرحلة مفصلية نحو التحول الديمقراطي الحقيقي لبناء دولة فيدرالية تحافظ على حقوق كل الشعب السوداني بكافة اطيافة فهذا الصراع و التظاهرات و التظاهرات المضادة كلها ضد بناء الدولة الديمقراطية التي نصت عليها الوثيقة الدستورية فأرى أن الغرض من التظاهرات و التظاهرات المضادة الحاصلة الان هي كل طرف يريد أن يستعرض قوتة.

لمن تستعرضوا قوتكم؟

للشعب السوداني الذي يعاني الأمرين.

بلد منهارة اقتصاديا وسياسيا

فلابد من التوافق الوطني لن الصراع الحاصل الآن ربما تكون عواقبة وخيمة لكل الطرفين بل و تهديد للإنتقال الديمقراطي.

الكورة الآن في ملعب كل المكونات السياسية في السودان للاتفاق على تجاوز العقاب إلى أن تأتي الانتخابات و الحشاش يملأ شبكتوا كما يقول المثل.

السيناريوهات المحتملة الآن

اولا: توافق الاطراف خاصة بعد اللجنة التي كونها دكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء التي يتم تعيين شخصين من كل مكون المدني الميثاق الوطني و الحرية و التغيير المركزي و العسكر هذا السيناريو استبعد ان يحل مشكلة لأن حتى الآن شارع الجامعة الذي يطل عليه القصر الجمهوري مغلقة و الخيم منصوبة حسب كلام المحتجين لن يتحركوا حتى تتحق المطالب و هي حل الحكومة المدنية و توسيع القاعدة السياسية للمشاركة هذا المسار يدعمه العسكر و مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور و وزير المالية جبريل ابراهيم.

السيناريو الثاني: هذا السيناريو الأهم حل الحكومة الحالية و تكوين حكومة جديدة أو توسيع المشاركة من خلال تعيين و إدخال تعديلات على بعض الوزراء و الوزارات هذا أيضا يخلق اختلال دستوري خاصة أن أجهزة الدولة لم تكتمل بعض خير مثال تكوين المجلس التشريعي الذي حسب الوثيقة الدستورية يتم تكوين المجلس التشريعي بعد ٦ أشهر من تاريخ التوقيع على الوثيقة الدستورية

السيناريو الثالث: ان يستلم المجلس العسكري الحكم الى ان تجري انتخابات حرة تحدد من قبل العسكر و هذا الأمر مستبعد نظرا للضغوط الأمريكية على الحكومة الحالية و غضب الشارع الذي يريد حل الشراكة مع العسكر.

كاتب سوداني

Source: Raialyoum.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *