‘);
}
أشهر شعراء المدح في العصر الجاهلي
ظهر العديد الشعراء في هذا العصر ممن اشهروا بقصائد المدح، ومنهم زهيرُ بن أبي سلمى، وامرؤ القيس، و الأعشى، وحسان بن ثابت ، ولكن من أبرز الشعراء في هذا العصر هوالنَّابغة الذبياني الذي اختص بمدح ملوكِ الغساسنةِ. [١]
وقد ظهر شعرالمديح في شعر المعلقات، تبدأ المعلقة عادة بوصف الأطلال والبكاء على الديار، ثم وصف الرحلة، وفي نهاية المطاف ينقل الشاعر إلى الغرض الرئيسي كالمدح.
لقد نظم الشعراء قصائد المديح في مدح مآثر القبائل البطولية في الحروب، والثناءعلى شجاياهم الحميدة، من حسن كرمٍ وضيافةٍ وإغاثةِ ملهوفٍ، ، في حين نظم شعراءَآخرون قصائد في مدح الملوك والسادة وغايتهم نيل المال[١]
‘);
}
ثم تطوّر شعر المديح وأصبح تجارة يتاجربه الشاعر، حيث يسافرإلى بلاط الملوك يمدحهم فيغدقون عليه بالمال والعطايا.[١]
زهير بن أبي سلمى
هو ربيعة بن رياح المُزَني، عاش زهير في قبيلة أخواله بني غطفان، وعاصر حرب داحس والغبراء بين قبيلتي داحس والغبراء[٢].
لزهير بن أبي سلمى مدائح في معلقته، يمدح فيها(هرمُ بن سِنان) و(الحارثُ بن عَوْف)، لنجاحِ مساعيهما في فض النزاع بين قبيلتي (عبس وذبيان) في حرب داحس والغبراءو ودفعهما ديّة القتلى للطرفين[٣] يقول:
تداركتما عبْساً وُذبيانَ بعدما
-
-
- تفانوا ودقُّوا بينهم عِطرمَنْشِمِ
-
وقد قلتما إنْ تُدرِك السِّلمَ واسعاً
بمالٍ ومعروفٍ من الأمرِ نَسْلم
-
-
- فأصبحتما منهما على خَيْرِموطنٍ
-
بعيدَيْن فيهما من عُقوقٍ ومَأثَمِ[٤]
وله قصيدة أخرى يمدح فيها شجاعتهما، وسرعتهما في نجدة من يغيثهم بخيول كالجِنَّة ، يقول:
إذا فَزِعوا طارواإلى مُسْتغيثم
-
-
- طِوال الرِّماحِ لاضِعافٌ ولاعُزْلُ
-
بِخَيْلٍ عليها جِنَّةٌ عَبْقَريَّةٌ
-
-
- جديرون يوماً أنْ ينالوا فَيَسْتَعْلوا
-
همُ خيرُحيٍّ من مَعَدٍ علمتُهم
-
-
- لهم نائلٌ من قومهم ولهم فَضْلُ[٥]
-
الأعشى
هو ميمون الأعشى،، يعود نسبه إلى أكبر قبيلة عربية ممتدة الفروع في أنحاء الجزيرة العربية، و الأعشى ينتمي إلى فرع (سعد بن ضبيعة التي شارت في حرب البسوس،كان ضريراً، لذلك كان يكنى بأبي بصير، ولقب ب(صَنَّاجة العرب)، فكان الجميع يغني شعره، ومن يستمع لشعره الملك كسرى[٦]].
اتخذ الأعشى الشعرَمهنة ليتكسبَ بها، فجاب أرجاء الجزيرة، ليمدح ساداتها، طمعاً بمكاسب ماديّة، حيث اتصف شعره بالمبالغة
لقصد طلب العطاء، ومن ذلك قوله في مدح( هوذَة بن علي) سيدبن حنيفة[٧]
إلى هَوْذَةَ الوهَّاب أهديتُ مِدْحتي
-
-
- أُرِجِّي نوالاً فاضلاً من عطائكا
-
سمعتُ برَحْبِ الباعِ والجود والنَّدى
-
-
- فأدْلَيْتُ دَلْوي فاستقتْ برِشائكا
-
وأنت الذي عوَّدتني أن تَرِيشني
-
-
- وأنتَ الذي آويتَني في ظِلالكا[٨]
-
النّابغة الذبياني
هو زياد بن معاوية بن ضاب بن يربوع، من قبيلة ذبيان، له ابنتان، ويكنى بإسمهما، فيكنى ( بأبي كنانه، وأبي ثمامة)،من أسياد بني ذبيان، وسمي بالنابغة لنبوغه في الشعر، وقيل لأنه طالعمره ولم يذهب عقله [٩]
تحوَّل شعر المديح عند النابغة وسيلة لكسب العطايا، إذكان يزوربلاط الغساسنة،مادحًا ساداتهم، وتعد قصيدته البائية من خير مدائحه، حيث مدح فيها (عمر بن الحارث الغساني وانتصارات جيشه في(يوم حليمة) ضد أعدائهم يقول[١٠]:
إذا ماغزوا بالجيش حلَّق فوقهم
-
-
- عصائب طيرٍتهتدى بِعصائِبِ
-
لاعيبَ فيهم غَيْرَ أنَّ سيوفهم
-
-
- بهنَّ فُلولٌ من قُراعِ الكتائبِ
-
تُوُرّثْنَ من أزمان يومِ حليمةٍ
-
-
- إلى يومٍ قد جرَّبن كلَّ التجارِبِ[١١]
-
وهكذا نجدُ أنّ المدح كان من أبرز الأغراض الشعرية في الشعر الجاهلي، بدأ بمدح القبيلة وشجاعتها وشجاياها،ثم تطورشعرالمدح لغاية كسب المال والعَطايا.
المراجع
- ^أبتسراج الدين محمد، المديح في الشعر العربي، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑شوقي ضيف (1960)، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي (الطبعة 7)، مصر:دار المعارف، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑أحمد راتب النّفاخ (1980)، مختارات من الشعر الجاهلي، دمشق:دار الفتح، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑زهير بن أبي سلمى، “شعر زهير ابن أبي سلمى، االنعلقة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2022. بتصرّف.
- ↑زهير بن أبي سلمى، “العصر الجاهلي، قصيدة صحا القلب عن سلمى وقد كاد يسلو”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2022. بتصرّف.
- ↑شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، العصر الجاهلي، صفحة 3-1. بتصرّف.
- ↑شوقي ضيف (1960)، تاريخ الأدب العربي (الطبعة 7)، مصر:دار المعارف، صفحة 349، جزء 1. بتصرّف.
- ↑الأعشى، “قصيدة :أتشفيك تيا أم تكت بدائكا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2022. بتصرّف.
- ↑شوقي ضيف (1960)، تاريخ الأدب العربي، العصر الجاهلي (الطبعة 7)، مصر:دار المعارف، صفحة 268، جزء 1. بتصرّف.
- ↑مصطفى السقا، مختارات من الشعر الجاهلي، صفحة 159. بتصرّف.
- ↑النابغة الذبياني، “العصر الجاهلي، النابغة الذبياني، قصيدة كليني لهم يا أميمة ناصب”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2022. بتصرّف.