
ما هو اقل عدد لصلاة الجمعة وما هي شروط صلاة الجمعة؟ قد اشتق يوم الجمعة من اجتماع الناس لإقامة الصلاة فيه وتعد صلاة الجمعة من الصلوات الهامة والتي ذكرت في القرآن الكريم بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)، لذلك يجب الإسراع إلى أداء الصلاة وهو أمر وجوبي، وقد قال الرسول صل الله عليه وسلم (لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ).
ما هو اقل عدد لصلاة الجمعة
قد اختلف العديد من الفقهاء والأئمة حول اقل عدد لصلاة الجمعة من المصلين وقد جاءت أوجب الاختلاف على النحو التالي:
- الحنفية: قد قال الإمام أبو حنيفة أن أقل عدد لصلاة الجمعة هو ثلاثة مصلين دون الإمام، وقد قال ابو يوسف اثنان دون الإمام، وقد روي وقد رُوي أن مصعب بن عمير -رضي الله عنه- أقام الجمعة في المدينة المنورة باثني عشر رجلاً، ولأن الثلاثة تساوي ما بعدها في كونها جمعاً.
- المالكية: قد ذهب المالكية إلى أن اقل عدد من المصلين يجوز انعقاد صلاة الجمعة بهم هو اثنا عشر رجلاً احرارًا غير الإمام، ويبقون مع الإمام بداية من الخطبة إلى النهاية.
- الشافعية والحنابلة: قد ذهب المذهب الشافعي والحنبلي إلى أن أقل عدد تقام به صلاة الجمعة هو 40 رجل بخلاف الأمام وذلك لقول كعب بن مالك”(أوَّلُ من جمَّعَ بنا في هزمِ النَّبيتِ من حرَّةِ بني بياضةَ في نقيعٍ يقالُ لَهُ نقيعُ الخضمات قلتُ: كم أنتم يومئذٍ قالَ أربعون).
ما هي شروط صلاة الجمعة
قد تم تقسيم شروط صلاة الجمعة إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي:
اولاً شروط الصحة والوجوب معًا وهي الشروط التي يلزم من فقدانها بطلان الصلاة وهي كالآتي:
البلدة الجامعة
قد اشترط الحنفية أن يكون المكان الذي تقام به الصلاة مصرًا من الأمصار، وهي بلدة عين فيها قاض ترفع إليه الدعاوى والخصومات، والمالكية قد اشترطوا أن تقام الصلاة في مكان صالح للاستيطان ويصح اقامتها في مكان به ابنية لكن لا تصح في الخيام.
أما المذهب الشافعي فقد جاء القول إلى أن إقامة الصلاة في خطة أبنية سواء كانت بلدة أو قرية وقد جاء الحنابلة وقال أنه يجوز إقامتها قبما قارب البنيان من الصحراء.
إذن السلطان
قد ذهب المذهب الحنفي إلى اشتراط الحصول على أذن السلطان لإقامة صلاة الجمعة أو حضوره أو من ينوب عنه، حيث كان شأنها كذلك في عهد الرسول صل الله عليه وسلم، لكن المالكية والشافعية والحنابلة جاءوا إلى عدم اشتراط الحصول على إذن السلطان.
دخول الوقت: قد ذهب الحنابلة والمالكية والشافعية إلى أن وقت صلاة الجمعة هو وقت الظهر ولا يجوز إقامتها قبل ذلك ويستمر الوقت إلى قبل صلاة العصر. لكن ذهب الحنابلة إلى أن أول وقت لأداء صلاة الجمعة هو وقت صلاة العيد.
شروط الوجوب فقط: هي عبارة عن الشروط التي يلزم من فقدها عدم المطالبة بالفعل فقد وتنحصر في خمسة من الأمور وهي:
- الإقامة في البلد: لا تجب صلاة الجمعة على المسافر ولا فرق في اٌلإقامة أن تكون على سبيل الاستيطان أو دونها، أما إذا اقام الفرد في بلد مدة تتجاوز المدة التي حددت لقصر الصلاة وجب عليه أداء صلاة الجمعة.
- الذكورية: أي لا تجب الصلاة على النساء.
- الصحة: يشترط لحضور الشخص الصحة والخلو من الأمراض التي تمنعه من الحضور إلى المسجد.
- الحرية: لا تجب صلاة الجمعة على العبد المملوك وذلك لانشغاله بخدمة سيده.
- السلامة: يقصد بها سلامة المصلي من العاهات المقعدة والأمراض التي تتعبه عند الخروج.
شروط الصحة فقط
هي الشروط التي يلزم من فقدها بطلان الصلاة مع استمرار المطالبة بأدائها وهي أربعة شروط:
- الخطبة: هي من شروط الصلاة في المذهب الحنفي سواء كانت خطبة واحدة أو خطبتين، أما المالكية والشافعية والحنابلة قد اشترطوا خطبتين واعتبر الشافعية للخطبة خمسة أركان، ثلاثٌ منها في الخطبتين، وهي: حمد الله، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، والوصية بتقوى الله، وقراءة آية من القرآن في إحدى الخطبتين، والدعاء للمؤمنين في الخطبة الثانية، واشترط الحنابلة قراءة آية من القرآن.
- الجماعة: من شروط صلاة الجمعة أن تؤدي في جماعة.
- إقامة الصلاة في مكان بارز ومعلوم: قد اشترط الحنفية وجود أداء الصلاة في مكان مشهور لكافة فئات الناس مع فتح الأبواب للقادمين للصلاة.
- عدم تعدد الجمعة: أي أنه لا يجوز أن تتعدد الجمعة في البلدة الواحدة مطلقًا.
ما هي الأعذار التي تبيح التخلف عن صلاة الجمعة
يمكن للمسلم أن يتخلف عن صلاة الجمعة في الحالات التالية:
- حالات البرد والمطر الشديد الذي يعيق الخروج.
- حضور الطعام مع الحاجة الشديدة إليه.
- الرياح القوية أو الحر الشديد.
- المرض الذي يعيق صاحبه من الذهاب للمسجد.
- تناول الطعام الذي له رائحة كريهة مثل البصل والثوم.
- الخوف على المال أو النفس.
- غلبه النعاس فلا يدري ماذا يقول في صلاته.
كم ركعة صلاة الجمعة
إن عدد ركعات صلاة الجمعة هما ركعتان فقط وذلك بالإجماع ما بين الفقهاء ذلك نقلًا عن ابن المنذر وابن حزم والكاشاني وابن رشد والنووي وابن قدامة وابن جزي وغيرهم من العلماء والفقهاء، وقبل الركعتين يخطب الإمام خطبتان، ثم يصلي بالناس ركعتي الجمعة على أن تكون جهرًا.
