يردد المسلم في كل ضيق حسبي الله ونعم الوكيل، وهذه الجملة لها معاني ودلالات قوية وعميقة في ديننا الإسلامي الحنيف، وفي هذا المقال في موقع موسوعة سنشير إلى معجزات حسبي الله ونعم الوكيل وأسرار هذه الجملة، وما هو فضل وثواب تكرارها، ولماذا دائمًا ما يكرر المسلم هذا الدعاء رغبة في أخذ حقه من الظالم.
معجزات حسبي الله ونعم الوكيل
في البلاء وفي الرخاء تجد المسلم دائمًا يكرر قول حسبي الله ونعم الوكيل، وهذا الدعاء وقعه وفضله كبير للغاية، فأنت تجعل الله عز وجل وكيلك، وتجعل أمورك كلها بمعيته.
قال الله تعالى في سورة آل عمران “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (172) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (173)”.
- فقد ذُكر هذا الدعاء بالقرآن الكريم على لسان المؤمنين بالله وبدعوه رسوله الكريم.
- وقالوا هذا الدعاء بعد أن تعرضوا إلى ظلم شديد من الكفار، وجزاء لقولهم هذا أكرمهم الله وأنعم عليهم، وفرج همهم.
- ومعجزة قول حسبي الله ونعم الوكيل ظهرت بصورة واضحة في الآية الكريمة.
- فبهذه الدعوة انقلب الأمر تمامًا، وأنعم الله بفضله عليهم، وأصبحوا في معيته وفي حفظه.
- ونجاهم الله عز وجل من مكر الكافرين ومن ظلمهم وبطشهم، ولم يمسس المسلمين أي سوء.
- وقد حدثت المعجزة بالفعل، وذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم، فمن يلجأ إلى الله عز وجل في حالات ضعفه الشديدة ينعم الله عليه بفضله.
- فالله نصير المستضعفين، معهم أينما كانوا هو خير وكيل وخير ملجأ وخير ملاذ.
- وقد وعد الله عز وجل عباده المؤمنين أن يرزقهم الخير والرزق والرضا الوفير إن شاء الله، إذا اتبعوا طريق الفلاح والهداية.
- فمن يجعل الله وكيله وحسيبه، أنعم الله عليه من فضله، وبالدعاء يفتح الله الأبواب المغلقة، ويحقق المعجزات.
- كل ما عليك فعله هو التوكل على الله عز وجل، وتترك أمورك كلها، وسيدبر صاحب الملك.
اسرار حسبنا الله ونعم الوكيل في تدمير السحرة والظالمين
حين تضيق الدنيا على المسلم وحين تزيد همومه وتصبح الحياة مظلمة أمامه، لا يجد سوى الله عز وجل ملجأ ونصير له، فالله هو المعين وهو الوكيل، وهو الرحيم بنا.
- وكانت كلمة حسبي الله ونعم الوكيل هي سلاح المسلمين الأوائل، حين قام الكُفار والمنافقين بظلمهم، وحين أثقلوا عليهم وحاربوهم.
- وهذه الكلمة فضلها عظيم، فقد ذُكرت أيضًا على لسان أولي العزم من الرسل.
- فقد ذُكر في أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان أول من قالها، حين وقع في محنة ومأزق شديد للغاية مع الكفار.
- ويقول المؤرخون أن سيدنا إبراهيم قالها حين قام الكُفار بإلقائه في النار، وخرج منها بعد ذلك سليمًا.
- وهذا سر ومعجزة من معجزات هذا الدعاء، فقد توكل النبي على ربه، وكان ربه خير وكيل وملجأ له.
- فالمؤمن عليه أن يكن على يقين تام بأن الله قادر على كل شيء، فهو من يقل للشيء كن فيكون.
- وهو صاحب الجلالة قادر على فك الكرب، وعلى إزالة الهم والحزن والضيق.
- فالله كافينا ووكيلنا، ومن يكن على يقين تمامًا بهذا الأمر، يجد أن الله يذلل له الصعوبات بإذن الله.
- ويكرمه ويصلح أموره مصالحه، ومن هنا يشعر المؤمن أن الله يحيطه بالمعجزات.
- وكيف لعبد أن يلجأ لعبد مثله والله وكيله، فإذا وجد الظلمة يحيطون بك، ويريدون بك السوء، توكل على الحي الذي لا يموت.
- على القوي العزيز، وستجد أن الله نعم المولى ونعم النصير، فهو يعلم ما نسر وما نعلن.
- وحين نقول حسبي الله ونعم الوكيل فأنت ترمي همومك وأحزانك كلها على نصيرنا، والقادر على تحقيق المعجزات.
قال الله تعالى في سورة غافر “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)”.
أسرار حسبي الله ونعم الوكيل للرزق
إذا كنت تبحث عن الرزق وعن الفرج وصلاح الحال، فعليك أن تلجأ إلى من بيده الأمر كله، فكيف تلجأ إلى العباد ورب العباد يفتح أبوابه لك.
- ودعاء حسبي الله ونعم الوكيل يعد من أصدق الأدعية، وأعلاها فضل ورتبة بإذن الله.
- فأنت بكلمات قليلة إذا كانت نيتك صادقة، فأنت تقم بترك الأمور كلها على الله عز وجل.
- فإذا كنت في مأزق ما، وتبحث عن السعة في الدنيا والآخرة، ردد هذا الدعاء كثيرًا، وستجد خير وفرج كبير، فالله قادر على كل شيء.
قال الله تعالى في سورة النمل “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62)”.
- العبد المؤمن عليه ألا يجعل روحه دائمًا ثقيلة ومرهقة بهموم الدنيا، فهو يعلم أن ربه معه أينما كان، يسمع دعاءه.
- والله يكشف السوء برحمته وقدرته، وبتقربك من الله وإعلان فقرك التام له، فأنت خير العبد وستجد كيف يغدقك الله بالنعم والفضل.
- وإذا شعر المؤمن أن الدنيا تضيق به، والرزق قليل، فبهذا الدعاء يفرج الله همه بإذن الله.
- كل ما على العبد فعله أن يردد حسبي الله ونعم الوكيل كثيرًا، وهو على يقين تام باستجابة الدعاء، فيقينه بالله جزاءه وثوابه كبير للغاية.
- وعلى الرغم أن السيرة النبوية الشريفة تخلو من حديث صريح ذكر فيه رسولنا فضل هذا الدعاء.
- ولكن ذكر الدعاء في القرآن الكريم في أكثر من موضع خير دليل.
فضل قول حسبي الله ونعم الوكيل 1000 مرة
يحب الله العبد اللحوح، الذي يكثر في الدعاء ويعبر عن فقره التام لله عز وجل، وكلما أكثر العبد من الدعاء، كلما عجل الله عز وجل بالإجابة، رحمة ورأفة به، فالله لا يرد قط عباده، وإذا رددت كثيرًا حسبي الله ونعم الوكيل وكنت تقولها بصدق تام وبنية خالصة له، يفتح الله له أبواب الخير الوفير.
قال الله تعالى في سورة الطلاق “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)”.
- أهناك وكيل للعبد خير من ربه !
- فضل هذا الدعاء عميق وكبير للغاية، فبه كل معاني اللجوء للحي الذي لا يموت، للقوي للعزيز لمن بيده مصائرنا وأمورنا كلها.
- فنحن نكتفي بالله، وندعو الله في كل وقت ألا يخرجنا الله من معيته ومن رحمته، فليس لنا رب سواء نلجأ ونتضرع إليه.
- ويردد المسلم هذا الدعاء إذا كانوا بهم شديد، أو كثرت همومهم ومصائب الدنيا.
- ومن خير المواضع الملائمة لهذا الدعاء، وقت الخوف والفزع الشديد، حين لا تجد الأمان سوى مع الله عز وجل.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).
- فقد أمرنا رسولنا الكريم حين نصل لدرجة العجز أن نكثر من هذا الدعاء، لما فيه من فضل كبير بإذن الله.
- ويكثر قول هذا الدعاء حين تواجه أحد الظلمة الجبارين، فعندما لا تكفي قوتك، ارفع الأمر لمن بيده القوة والسلطان.
- فمن يظلم عباده الله ينتقم الله منه، ومن يتعدى على المسلمين بأي صورة من الصور يجد عقاب الله في الدنيا وفي الآخرة.
- ومن يشق على المسلمين ويظلمهم، يعاني من عدم الفلاح وعدم التوفيق في كل شيء.
- فالله يستمع إلى دعوة المظلوم، وليس بينها وبينه حجاب.
- فهمها اشتدت قسوة الظالم وزاد سلطانه، سيقف في النهاية أمام الله ذليلًا ينتظر العفو والمغفرة.
- ولذلك على المسلم أن يكن موقنًا تمامًا بأن الله لا يقبل إطلاقًا ظلم عباده.
وهكذا نكن قد عرضنا لكم أسرار و معجزات حسبي الله ونعم الوكيل ، كما أوضحنا فضل تكرار هذا القول لرزق واسع ولخير كثير بإذن الله.