
ما هو حكم لبس البنطلون للنساء ؟ يعتبر هذا السؤال من أفضل الأسئلة الدينية التي احتلت مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في الآونة الأخيرة، خصوصا وأن ظاهرة التشبه بالغرب في الملبس تحديدا قد شاعت في كل الدول العربية والأمة الإسلامية.
ومن الجدير بالذكر هو أن الدين الإسلامي هو دين الكمال، فلم تترك لنا الشرعية الإسلامية أمرا إلا وقد أفتتنا فيه، فميزان الإسلام والمسلمين، هو كتاب الله تعالي، وسنة نبيه الكريم، إلا أننا نجد الكثير من نساءنا اليوم يتشبهون بالغرب، اتباعا لما يسمونه ” صيحات الموضة ” غير مباليين بما إذا كانت هذه الملابس تتناسب مع الدين الذي نعتنقه وبالشريعة التي نؤمن بها.
إلا أننا نجد أن أغلب نساءنا اليوم أصبح كل تفكيرهم منصبا علي أن يشتروا ملابسهم من الماركات العالمية، كي يتماشوا مع أخر صيحة للموضة، بغض النظر عن ما إذا كانت هذه الموضة تتناسب معنا أم لا، ولهذا فقد كثر السؤال حول حكم لبس المرأة للبنطال، وفي طيات سطورنا الأتية في مقالنا عبر موسوعة سنعمل علي سرد رأي الشريعة في هذه المسألة.
حكم لبس البنطلون للنساء
يقول الله تعالي في كتابه الكريم بسورة النور وتحديدا في الآية رقم واحد وثلاثون ” وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ .. إلى أخر الآية الكريمة ” فأمر الله تعالي النساء المؤمنات بحفظ فروجهن وألا يظهرن للرجال الغير محللين لها أي زينة، ويقول ابن كثير في تفسير وليضربن بخمرهن علي جيوبهن أن المقصود هو المقانع والتي تعمل علي إخفاء صدر المرأة، فكانت الشريعة الإسلامية أمرة للنساء بالسترة والاحتشام، وفي طيات السطور التالية سنتعرف سويا علي حكم لبس النساء للبنطلون.
- وفقا لما أورده العلماء فإن لبس المرأة للبنطال مباح، لا يوجد مانع، وهذا في حالة لو كان البنطلون ساترا للعورة لا مبيننا لها أي ألا يكون البنطلون ضيقا لدرجة أن يظهر مفاتن المرأة، علاوة علي أنه يجب علي البنطال ألا يكون فيه أي تشبه بالرجال، فالبنطلون الخاص بالمرأة لا يرتديه الرجل والعكس صحيح.
- بالإضافة إلى أنه في حالة لو كان البنطال علي شكل خاص بما يرتديه الكفار، فلا يجوز للمرأة أن ترتديه، ومن الجدير بالذكر هو أنه يجب علي كلا من الجنسين الرجل والمرأة أن يتأكدوا من ملبسهم في كون أنه لا يشبه لباس الأخر، وألا يكون مشابها للباس الكفار وغير المسلمين.
حكم لبس البنطلون مع بلوزة طويلة
- وفقا لما أوردته دار الإفتاء المصرية، فإنه طالما أن البنطال ساتر لعوراتها، لا يبين مفاتن جسدها ولا يصفه، وكانت البلوزة الطويلة لا يوجد فيها أي تشبه بملبس الكفار أو الرجال، فلا حرج في لبس البنطال الواسع الساتر علي البلوزة الطويلة.
- بينما أوضحت دار الإفتاء أن ما هو محرم، هو أن يكون بنطال المرأة فيه أي تشبه بالرجال، أو مماشيا للبس الكفرة، أو في حالة كونه ضيقا لدرجة تفصيل جسدها وتبيين مفاتنه.
- ومن الجدير بالذكر أن هذا هو السبب في أن الإسلام لم يقم بفرض زي معين أو هيئة معينة للباس المرأة، إلا أن يكون زيها ساترا لها محتشما، لا يصف أي من مفاتن جسدها أو يثير أي غرائز لدي الرجال.
- وفي نفس سياق حكم لبس المرأة للبنطال، فيمكننا أن نستنتج بأنه من المباح أن تصلي المرأة بالبنطلون طالما أنه يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي، أي انه تتواجد فيه صفات البنطلون المباح لبسه.
حكم لبس البنطال أمام النساء
- في حالة لو كان البنطلون لا يوجد به أي تشبه بلباس الكفار، وهو يتماشى مع زي مجتمعها ووطنها، ولا يوجد فيه أي تشبه بالكفرة، فيجوز لبسه.
- بالإضافة إلى أن المرأة لا يجب أن تختلف عن لباس مجتمعها، أو أن تشذ عنهم، وهذا كي لا تصيبها شهرة أو اختلاف مما يجذب الأنظار ويلفت الانتباه إليها.
حكم لبس البنطلون للنساء في العمرة
- من الجدير بالذكر هو أنه لا يوجد ملبس معين أو زي محدد لأحرام المرأة، فيمكننا القول بأنه يجوز أن تحرم المرأة بالبنطلون ولكن يجب أن تتطابق فيه شروط إباحة ارتدائه والتي قد سبق وأشارنا إليها.
- وهذا نظرا لكون أنه من المفضل أن يكون لبسها خالي من أي زينة أو شئ ملفت للانتباه، وأن يكون الرداء باللون الأسود، أو أي لون لا يكون محل أنظار الجميع وتحديدا الرجال، علاوة عن ضرورة أن يكون اللباس مستورا لا يبين أي تفصيله من جسد المرأة من شأنها أن تفتن الرجل بها.
- بالإضافة إلى أنه لا يمكن أن يكون في لباس إحرام المرأة قد مسه الطيب أي الرائحة الحسنة، أو أن تحرم المرأة وهي ترتدي للنقاب أو القفازات، وهذا بناءا علي ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه قائلا عن رسول الله ” ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ. [وفي رواية:] ولَا ورْسٌ. وكانَ يقولُ: لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ “.
حكم لبس البنطلون الضيق للنساء
- وفقا للشريعة الإسلامية، وما أكده الفقهاء، فيحرم علي المرأة ارتداء أي ملبس من شأنه أن يثير الفتنة، علاوة عن كون أنه لا يجب عليها أن ترتدي أي ملبس لا يتماشى مع لباس بلدها، وهذا نظرا لكون أن هذا الشذوذ سيكون سببا في أن تصيبها شهرة.
- بالإضافة إلى أنه لا يجوز بأن ترتدي المرأة ما فيه تشبه بالرجال، أو البناطيل الضيقة أو أي لباس ضيق في العموم من شأنه أن يقوم بإيضاح عورة المرأة ومفاتنها.
- وبناءا علي هذا فيجب علي المرأة الحرص في اختيارها لملبسها، في ألا يحتوي علي أي تشبه بالرجال، وألا يكون مخالف للباس أهلها وبلدها، وألا يكون فيه أي تشبه بلباس الكفار.
شروط ومواصفات اللباس الشرعي للمرأة المسلمة
وفقما لما أوردناه سبقا، فيمكننا أن نستنتج بانه تتواجد ضوابط للباس المرأة، وفيما سيلي ذكره في طيات السطور الأتية سنتعرف سويا علي مواصبات اللباس الشرعي للمرأة.
- يجب علي لباس النساء ألا يكون شفافا موضحا ما تحته، فيكون ساترا لها خافيا لمفاتنها.
- كما أنه يجب ألا يكون فيه تشابه مع ملابس الرجال.
- بالإضافة إلى أنه من الضروري ألا يكون تشبها بلباس الكفرة، أو شاذا عن ملابس أهل المرأة وبلدها.
ومن الجدير بالذكر هو أنه لا يوجد زي محدد أو موحد للنساء في الإسلام كما قد سبق وأوضحنا، وبناءا علي هذا فيمكن للمرأة أن ترتدي ما تشاء من اللباس طالما لا يخالف أي من هذه الضوابط.
في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال ما هو حكم لبس البنطلون للنساء فنكون قد أوردنا الإجابة في أنه لا مانع من لبس المرأة للبنطلون، إلا أنه يجب ألا يكون فيه أي تشبه بالرجال، أو أن يكون مشابها لملابس الكفار شاذا عن ملابس أهل المرأة وبلدها، علاوة عن كون أنه محرم أن يكون لباس المرأة وبنطالها يظهر مفاتن المرأة وتفاصيل جسدها، فيجب علي لباسها أن يكون ساترا لها محتشما.
