
‘);
}
الغزل عند امرئ القيس
لقد تعددت الأغراض الشعرية التي اتّبعها الشاعر امرئ القيس في شعره، فقد تنوّع شعره ما بين المدح، والهجاء، والوصف وغيره، إلا أن الغزل كان له نصيب كبير في شعره، ولذلك فإننا في هذه المقال سنتطرق إلى بواعث وسمات الغزل في شعر امرئ القيس.[١]
بواعث الغزل عند امرئ القيس
لقد تعددت بواعث الغزل في شعر امرئ القيس، وفيما يلي أبرز هذه البواعث:
الباعث النفسي
كان امرؤ القيس مولعاً بمغازلة النساء ويقول فيهن الشعر باستمرار، الأمر الذي أدى لطرد أبيه له،[٢] فلذلك ولبعده عن أبيه، كان له أثرٌ كبير على نفسيته أدى به إلى تفرغه لمغازلة النساء بشكل أكبر، حيث أنه وفي بعض أبياته الشعرية، تمادى ولجأ إلى الذكر الصريح لاسم محبوبته، وفيما يلي أبيات شعرية ذكر بها اسم محبوبته (عنيزة):[٣][٤]
‘);
}
وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا
عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ
وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ
الباعث الاجتماعي
إن من أهم الدوافع الاجتماعية التي جعلت هذا الشاعر يلجأ إلى اتباع أسلوب الغزل في شعره، هي انحداره من عائلة مالكة غنية، حيث توفّرت له أسباب الرفاهية بشكل كبير، الأمر الذي جعله يتجرأ بمغازلة النساء في قصائده الشعرية، مُتخطياً في ذلك حدود مجتمعه دون اكتراث.[٥]
سمات الغزل في شعر امرئ القيس
تعددت سمات الغزل في شعر امرئ القيس، وفيما يلي أبرز هذه السمات:
الغزل الفاضح (الماجن)
من سمات شعر امرئ القيس اتباعه أسلوب الغزل الفاضح مُتخطياً عادات وتقاليد قومه آنذاك دون اكتراث، وفيما يلي أبرز قصائد الغزل الفاضح لامرئ القيس:[٦]
- وصف امرئ القيس في إحدى قصائده الشعرية كيفية انسيابه إلى محبوبته خلسة، وفيما يلي هذه الأبيات الشعرية:[٤]
وَبَيْضَةِِ خِدْرٍٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ
تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا وَأَهْوَالَ مَعْشَرٍاً
عَلَيَّ حِرَاصٍ لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
إذا ما الثُّرَيَّا في السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ
تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَتْ لنَوْمٍ ثِيَابَهَا
لَدَى السِّتْرِ إِلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ
فَقَالَتْ يَمُيْنَ اللهَ ما لَكَ حِيْلَةٌ
وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ العَمَايَةَ تَنْجَلِي
خَرَجْتُ بِهَا تَمْشِيْ تَجُرُّ وَرَاءَنَا
عَلَى أثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَى
بِنَا بَطْنُ حِقْفٍ ذِيْ رُكَامٍ عَقَنْقَلِ
إِذَا التَفَتَتْ نَحْوِيْ تَضَوَّعَ رِيْحُهَا
نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
إِذَا قُلْتُ هَاتِيْ نَوِّلِيْنِيْ تَمَايَلَتْ
عَلَيَّ هَضِيْمَ الكَشَحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفاضَةٍ
تَرَائِبُهَا مَصْقُوْلَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
- وصف امرؤ القيس في إحدى قصائده عمّا فعله مع محبوبته (عُنيزة) في هودجها، واصفاً تقبيله وعناقه لها، وفيما يلي هذه الأبيات الشعرية:[٤]
وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا
عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ
وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ
الغزل بالمتزوجات والمرضعات
من سمات شعر امرئ القيس اتباعه أسلوب الغزل بالمتزوجات، وفيما يلي أبرز هذه الأبيات الشعرية:[٧]
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا
فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِيْ تَمَائِمَ مُغْيَلِ
الغزل بالطبيعة وعناصرها
لم يقتصر شعر امرئ القيس على الغزل بالمرأة، بل تعدّى ذلك غزله ووصفه للجبال، والفرس، وعناصر الطبيعة الأخرى، وفيما يلي أبرز هذه الأبيات الشعرية التي وصف فيها الليل:[٨]
وليل كموج البحر أرخى سدولهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بجوزه
وأردف أعجازا وناء بكلكل
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي
بصُبْحٍ وما الإصْباحَ فيك بأمثَلِ
المراجع
- ↑“امرؤ القيس”، هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022.
- ↑حسن السندوبي، أسامة صلاح الدين منيمنه، شرح ديوان امرئ القيس، صفحة 12.
- ↑ محمد عبد الرضا جاسم، الغزل في شعر امرئ القيس، صفحة 148-149.
- ^أبت“قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022.
- ↑ محمد عبد الرضا جاسم، الغزل في شعر امرئ القيس، صفحة 147.
- ↑ محمد عبد الرضا جاسم، الغزل في شعر امرئ القيس، صفحة 152.
- ↑ محمد عبد الرضا جاسم، الغزل في شعر امرئ القيس، صفحة 153.
- ↑ محمد عبد الرضا جاسم، الغزل في شعر امرئ القيس، صفحة 156.