‘);
}
عيوب المنهج البنيوي
يُعدّ المنهج البنيوي من أوائل المناهج اللسانية الحديثة التي ظهرت على يد دي سوسير،[١] لكنّ هذا المنهج حوى عدداً من العُيوب ولاقى اعتراضاً شديداً في الوسط الأدبي والفكري ولعلّ أبرز هذه الانتقادات ما يأتي:
- إهمال الموضوع في النص وتهميش الإبداع في النص ودوافعه
إنّ المنهج البنيوي اعتنى بالنية وعلاقة الألفاظ فيما بينها، ويُمكن القول أنّ النقد البنيوي يُوجَّه للألفاظ ويُهمل المعاني، ولا ينظر إلى إبداع النص ودرجة الإبداع فيه، كما لا يبحث في الأسباب التي دفعت المُبدع لتشكيل إبداعه.[٢]
- إهمال العالم الثقافي الذي يدور فيه النص
‘);
}
البنيوية بتعامُلها مع النص على أنّه بُنية مُتكاملة كاملة لا تحتاج إلى ما يُفسرها من خارجها أهملت العالم الثقافي الذي يجري حول النص.[٢]
- تجاهل التاريخ والزمان
يتجاهل المذهب البنيوي التاريخ ولا يُعيره أيّ اهتمام، بل إنّه يرفض أي تدخُّل للتاريخ في النص.[٢]
- تهميش الشعور
البنيوية تتعامل مع النص بأسلوبٍ عقلانيٍّ بحت فتستخدم الرموز والرسوم البيانية المُعقّدة، وتُهمّش الشعور الذي يعتري الإنسان عند سماعه النص الأدبي، وهي بذلك تُلغي ركيزةً أساسيّة في الأدب ألا وهي الشعور والانفعال مع النص.[٢]
- مُعارضة النظرية التأويلية
بإهمال البنيوية للمعنى فهي تُعارض النظرية التأويلية ومعلومٌ أنّ المعنى أصل التأويل.[٢]
- إلغاء الحد بين لغة الأدب ولغة التواصل
فالنظر إلى الأدب على أنّه جمل مُترابطة، لا يُميّزه ذلك عن لغة التواصل، فهي بدورها تتألّف من جمل مُترابطة.[٢]
- إلغاء تطور اللغات
البنيوية تنظر للتاريخ نظرة سكونية ثابتة لا يستطيع الإنسان تغيير مُجريات الأحداث فيه، فاللغة عندهم تسير وفق نظام مُحدّد لا يُمكن تغييره.[٢]
- عدم التفريق بين النصوص الجيدة والرديئة
مع إلغاء عناصر الإبداع في النص ومع إلغاء دورالمُبدع فيه، وفَقْد اللغة الأدبية بريقها في البنيوية، تفقد البنيوية القدرة على التمييز بين النصوص، بل تفقد القدرة على التمييز بين النص الأدبي والنص غير الأدبي فهو نقد وصفي صوري لا يُفرّق بين النصوص.[٣]
- إعلاء قيمة نصوص لا قيمة لها
عندما يتناول المنهج البنيوي نصاً ليس له أيّ قيمة جمالية أو معنوية ويأخذ بتحليله، ثمّ يُقدّمه للمُتلقي على أنّه نص تجاوز مرحلة الاختبار النقدي فهو بذلك يُقدّم تزييفاً لقيمة النصوص الأدبية.[٤]
- القضاء على عناصر التشويق في النص
البنيوية باعتبارها منهجاً تتبع خطوات مُعيّنة لا تخرج عنها تقضي على روح التشويق لدى الناقد حيث سيصل لنتيجةٍ معلومةٍ أو مُتوقعةٍ لن يخرج عنها.[٣]
- زيادة الفجوة بين النص والمتلقي
المنهج البنيوي باستخدام الرموز والرسوم البيانية المُعقدة يزيد الفجوة بين النص والمُتلقي.[٣]
- قيامه على أصول بعيدة عن النقد
فالمنهج البنيوي قام على نظريات فلسفية لعلّ أهمها نظرية ماركس التي كان من أفكارها حتميّة التاريخ وتأثُّره بالنزعة العلميّة التي رافقت سيطرة المنهج التجريبي آنذاك، وانشغال العقل الأوروبي بما سمّاه سيطرة العلم، ومن هنا بدأت العلوم الإنسانية تسعى لعلمنة الإنسانيات (جعلها علوم لها قواعد وضوابط تسير عليها).[٣]
نبذة عن المنهج البنيوي
ظهر المنهج البنيوي في الساحة الأدبيّة والنقديّة في مُنتصف القرن العشرين، وذلك عندما قام تودوروف بترجمة أعمال الشكلانيين في كتاب بعنوان ” نظريّة الأدب، نصوص الشكلانيين الروس”، وقد نشأ المنهج البنيوي مواكبةً لمُتطلبّات العصر وثقافته وما توصّل إليه العلم آنذاك.[١]
أهم أعلام المنهج البنيوي
من أعلام المنهج البنيوي كل من الآتي:[١]
- رولان بارت.
- تزفيتان تودوروف.
- جيرار جينيت.
- بليخانوف.
المراجع
- ^أبت“المنهج البنيوي في النقد الأدبي”، البوابة. اطلع عليه بتاريخ 19/1/2022. بتصرّف.
- ^أبتثجحخثامر إبراهيم محمد المصاروة، البنيوية بين النشأة والتأسيس دراسة نظرية، صفحة 51. بتصرّف.
- ^أبتثمنيرة المبدل، “المنــتج الحداثـــي النقــدي ــ البنـيويـةأنموذجا ــ”، ستار تايمز، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ↑الطيبي عبد الرحمن، “نقد المنهج البنيوي”، الألوكة الأدبية واللغوية، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.