‘);
}

التعريف بالفلسفة الوضعية

الفلسفة الوضعية “positivism” هي فرع من فروع الإبستمولوجيا (نظرية المعرفة) التي نشأت في القرن الثامن عشر، وكانت تيارًا نقيضًا لعلوم اللاهوت والميتافيزيقا اللذين يعتمدان على المعارف الإيمانية والاعتقادية غير التجريبية، لذلك كان المنهج التجريبي الاستقرائي هو المنهج الذي اتبعه الفلاسفة الوضعيون، لذلك رأت الفلسفة الوضعية أن البحث الفلسفي لا يجوز أن يتعدى ما هو محسوس ومادي، وكان لهذه الأفكار جذور في الفلسفة اليونانية.[١]

لكن فرنسيس بيكون وهو فيلسوف حديث نادى بالأورغانون الجديد، وكانت له إرهاصات فلسفية وضعية، فقد كان هذا التطور في التيارات الفلسفية نتيجة لتقدم العلوم الطبيعة، وانفصالها عن الفلسفة، فلا يجوز ان تتقدم العلوم الطبيعية والتجريبية في حين تظل الفلسفة تدرس الميتافيزيقا والأنطولوجيا (علم الوجود).[١]

لذلك نادوا بالتطور الحتمي للفلسفة، كما أن الكنيسة الأوروبية كانت مسيطرة بأفكارها اللاهوتية على الفلسفة، واختلط الأوروبيون بالحضارة العربية وأفادوا من العلوم العربية، وإنجازاتهم، وهذه الأسباب دفعت الفلاسفة إلى إعادة النظر في البحوث الفلسفية.[١]