‘);
}
معركة مرج دابق
هي معركة وقعت بين العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول والمماليك بقيادة السلطان قانصوه الغوري في عام (922ه/1516م)، ووقعت هذه الحرب بالقرب من مدينة حلب في الجمهورية العربية السورية.[١]
كان عدد الجيش الذي جمعه السلطان المملوكي (الغوري) ما بين (40 إلى 60) ألفًا، وتشكّل الجيش المملوكي من قوّات دمشق، وكانت أسلحتهم مٌتعدّدة الأنواع منها:السيوف، والرماح، والجنبية، والطبر.[١]
أمّا عن الجيش العُثماني قُدّر عدده (40) ألفًا، وتشكّل الجيش العثماني من عنصريين رئيسين هما:
- قوات القابوقولي
مُؤلفة من المُشاة والسواري، وهي النواة الأساسية للجيش العثماني.[١]
‘);
}
- قوات الولايات
كانت قوّات الولايات مٌتنوعة، ومن أبرز قواتها: “فرق العزب (المشاة)، وفرق أقنجي (المُهاجمون)، وفرق التيمار (قوّات داعمة)”.[١]
علاقة العثمانيين بالمماليك قبل المعركة
إنّ العلاقة بين الدولة العثمانية ودولة المماليك قد مرّت بمرحلتين مُختلفتين، فالمرحلة الأولى امتازت علاقتهم بالمُجاملات والمُؤازرة وذلك لأسباب كثيرة منها:[١]
- المُجاورة والدين، حيث كانت الدولتان مُسلمتان.
- العدو واحد ومُشترك للدولتين وتَمثَّل العدو: (بالدولة الصفوية، والعدو الصليبي، والعدو المغولي).
- المصالح الاقتصاديّة، حيث كان هناك تبادُل تجاري بين الدولتين.
- تبادُل السفارات والمُراسلات التي تحمل التهنئة.
أمّا المرحلة الثانية فتحوّلت فيها العلاقة إلى عداء ونزاع، ويرجع السبب إلى سيطرة العثمانيين على البلقان وتطلُّعهم لآسيا الصغرى التي تكون فيها الدولة المملوكية، وهذا لغرض ضمّها للدولة العثمانية.[١]
أسباب معركة مرج دابق
من الأسباب التي ساعدت في قيام هذه المعركة ما يأتي:[٢]
رغبة العثمانيين بالتوسع ومتابعة الفتوحات الجديدة
حيث قام السلطان سليم بترتيب الأوضاع في دولته، وإعداد جيشه من أجل التوسُّع والسيطرة على المنطقة العربيّة، وامتلاك خيراتها، وإسقاط الخلافة، وإقامة خلافة عثمانية ذات إمبراطورية بيدّها القوى الكُبرى في ظلّ تعاظُم القُوى الأخرى.[٢]
إعطاء الأمان للهاربين والفارين من كلتا الدولتين
إنّ هذا السبب كان من الأسباب التي سرّعت لقيام المعركة، وكان له أثر كبير في سوء العلاقات، وذلك بعد أن قام السلطان الغوري باستقبال وإيواء المُعارضين للسلطان العثماني (سليم) في القاهرة والمُتمثلين بأبناء شقيق السلطان سليم، ممّا أثار انزعاج وغضب السلطان سليم واعتبر هذه خطوة عدائيّة من قِبَل المماليك، وذُكر بأنّ السلطان العثماني أرسل برسالة للسلطان الغوري طالبًا أن يُسلم قورقود، فردّ ذلك بالرفض.[٢]
قام السلطان العثماني (سليم) أيضاً بإيواء خوشقدم شاد الشون الذي فرّ من السلطان الغوري، فكان هذا شخصًا ثمينًا بالنسبة للسلطان سليم، فأعطاه الأمان والاستفادة من معلوماته حول دولة المماليك، وعن جيش المماليك وما يخصّ موانئهم البحرية، وبهذا نجد بأنّ الدولتين تحوّلتا إلى دار لجوءٍ سياسي للمُعارضين.[٢]
سعي العثمانيين للسيطرة على العالم الإسلامي
إنّ السلطان العثماني سليم كان أوّل حاكم اتخذ لقب (السلطان) على نفسه، حيث عمل العثمانيّون على اتخاذ اللقب السلطاني كنوعٍ من التحوُّل السياسي لدولتهم، وكان ذلك نوعًا من سعي العثمانيين للجَمْع بين التقاليد الإسلاميّة والتركيّة في الزعامة وجَعْل إسطنبول عاصمة جديدة للسلطة.[١]
يُذكر أنّ العُثمانيين أيضاً عملوا على نشر شائعة تُفيد بنسب آل عثمان من أصل عربي من قبيلة تسكن الحجاز، وهذا أدّى إلى زيادة محبّة العثمانيين على نطاقٍ واسعٍ.[١]
الاستبداد والظلم الاجتماعي من قبل المماليك
وصلت دولة المماليك بآخر عهدها للانهيار، بسبب سياستهم الظالمة للشعب في مصر والشام، فبدأ الشعب يرى العُثمانيين المُخلص الوحيد،حيث قام السلطان الغوري باتباع سياسة ظالمة لإشباع خزانة الدولة بالمال، فكثر فرض الضرائب على الأراضي والعقارات، وقام بفرضها على الطواحين، والمُعدات، والسفن حتّى أنّه فرضها على الأوقاف الخيرية.[١]
كما أنّه وصل الحدّ إلى التلاعُب في العملة، كي تستفيد من فارق العملة، وقام بمُضاعفة الرسوم الجمركية، ممّا ألحق الضرر بالتجار وتجارتهم، فأدّى ذلك إلى إثارة المُنازعات والفتن بين الأمراء في دولته، وبناءً على هذا قام الشعب بالتطلُّع للخلاص من المماليك بطلب من السلطان العثماني ليُخلصهم ممّا هم فيه.[١]
صراع العثمانيين والصفويين
عندما ظهر الخطر الصفوي في الشرق، عمل السلطان سليم على هزم الصفويين في معركة جالديران عام (1514م)، فوقف السلطان المملوكي موقف الحياد ورفض التدخُّل والوقوف بجانب الدولة العثمانية السنية ضدّ الصفوية الشيعية، فاعتبر السلطان العُثماني موقف الغوري عدوانيًا، ممّا زاد من احتدام الأمور بين الطرفين وعجّل في قيام معركة مرج دابق.[١]
نتائج معركة مرج دابق
ترتّب هلى هزيمة المماليك في معركة مرج دابق النتائج الآتية:[٣]
- سيطرة العُثمانيين على مُختلف نيابات بلاد الشام (المملوكية) ابتداءً من حلب، ومن ثمّ حمص، وحماة، ودمشق، وغزة، حتّى بات من السهل الدخول على مصر.
- يُمكن تقدير حجم الغنائم التي غنمها السلطان سليم من السلطان الغوري (مئتي قنطار من الفضة ومئة قنطار من الذهب).
- حصول السلطان العثماني على لقب (خادم الحرمين الشريفين) وهو اللقب الذي كان يحلم به.
- قيام السلطان بقَتْل العديد من الأسرى الذين تمّ أسرهم.
- سيطرة العثمانيين على جميع القلاع التي كانت ضمن حدود المماليك، مثل: ملاطية، ودرندة، وديار بكر، وعيناب، وغيرها.
- كانت معركة مرج دابق الفَيْصل الأخير الذي أزال دولة المماليك.
- كانت هذه المعركة نهاية مرحلة تاريخية، وبداية مرحلة تاريخيّة أُخرى.
المراجع
- ^أبتثجحخدذرزحسام الدين الحزوري، معركة مرج دابق، بين الروايات العربية والروايات العثمانية: دراسة مقارنة، صفحة 309. بتصرّف.
- ^أبتث“معركة مرج دابق”، قصة الإسلام. اطلع عليه بتاريخ 19/1/2022. بتصرّف.
- ↑“معركة مرج دابق ونهاية دولة المماليك”، رائج. اطلع عليه بتاريخ 19/1/2022. بتصرّف.