إنقلاب أم تقلبات سياسية وصراعات بين عسكر البرهان وحكومة حمدوك؟

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي

تابعنا ما جرى في السودان الشقيق قبل عدة أيام بما سمي وحسب ما صرح المسؤولين السودانيين بالإنقلاب العسكري من قبل أتباع النظام السابق بالرغم من أن الكثير من أبناء الشعب السوداني قد شكك بتلك التصريحات وذلك الإنقلاب،

وكما يعلم الجميع بعد سقوط حكم البشير إستلم البرهان كمرحلة إنتقالية لحين تشكيل حكومة وبعدها عمل إنتخابات برلمانية ورئاسية وهذا ما كان متفق عليه حتى مع الدول التي شاركت في ذلك الإتفاق…

وبدأت مرحلة المجلس العسكري الإنتقالي بقيادة البرهان وتم تشكيل حكومة برئاسة حمدوك إلا أن الشعب السوداني لم يجد أي تغيير داخليا وخارجيا وإكتشف بأن هناك الكثير من الخلافات والتقلبات السياسية بين البرهان وحمدوك فأصبح هناك عدم ثقة بهما نهائيا وبالذات بعد عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني وبقرار أمريكي فرض على السودان بوعود مزخرفة وحجج مفتعلة أصلا من التحالف الصهيوأمريكي لشطبهم من قائمة الإرهاب…

وبالرغم من رفض معظم الشعب السوداني الشرفاء للتطبيع إلا أن عملية الإستسلام والتطبيع تمت وفرضت على ذلك الشعب المعروف تاريخه النضالي والمقاوم لكل محتل على الأراضي العربية وبالذات فلسطين، إلا أن البرهان تم تهيئته من قبل الصهيوأمريكيين والسعوديين كديكتاتور جديد على الشعب السوداني يأمر وهم يطيعون مستغلين حالة الفقر والبطالة والإنهيار الإقتصادي والمالي والضعف السياسي والفتن والحروب العسكرية والتقسيم  الذي يعد للسودان وشعبه والحلف الشيطاني هو من كان سبب بكل ما ذكر سابقا بعد أن كان في سنوات مضت سلة الغذاء العربي وحتى الإسلامي….

وفي الأشهر الماضية تم شطبهم من قائمة الإرهاب، فتفاجئ الشعب السوداني الذي كان أحد مطالبه  بإنتفاضته السابقة هو عودة أبنائه من الحدود السعودية اليمنية ومن جبهات القتال التي وقعوا بها من قيادة البشير السابقة وطالبوا بخروج السودان من التحالف السعودي، تفاجئ الشعب السوداني بقرار البرهان وحمدوك بإرسال جنود آخرين كما يدعون لحماية الحدود السعودية وبأن الأمر قد إتخذ للأسف الشديد، والشعب السوداني بشرفاء أحزابه وحركاته ومستقليه وحتى الناس العاديين يعلمون بأن ذلك المجلس الإنتقالي بقيادة البرهان ورئاسة الحكومة بقيادة حمدوك لا يحق لهم إتخاذ أي قرار داخلي وخارجي يمس الأمن القومي السوداني وحياة أبناء شعبه من عسكريين ومدنيين وعلاقاتهم الخارجية لأنهم في مرحلة إنتقالية ستنتهي فورا بعد إتباع الدستور وبنوده الخاصة بالمرحلة الإنتقالية لحين إيصاله إلى بر الأمان…

وقرارات البرهان التي إتخذها منذ تسلمه رئاسة المجلس الإنتقالي والخارجة عن الدستور السوداني وعن رأي الأحزاب السودانية والشعب السوداني سيتم إسقاطها من قبل الشعب السوداني الحر والمقاوم والذي يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني ويرفض البقاء مع الحلف الصهيوسعودي ضد اليمن ويطالب بإعادة أبنائه من جبهات القتال المفتعلة، والذي يعتبر فلسطين قضيته الأولى وعبر تاريخه ولن يقبل بأن يصل السودان إلى الإنحطاط الذي وصل إليه من التبعية الكاملة لمحور الشر الصهيوسعودي الإماراتي، وسيعمل على إسقاط البرهان وحمدوك وكل المتآمرين على الشعب السوداني لوعود صهيوأمريكية سعودية إماراتية لبقائهم على الحكم إلى يوم القيامة، أما البرهان والذي إدعي بأنه إستخار الله في قراراته فخيره ونصب نفسه كإله او كولي من أولياء الله الصالحين على الشعب السوداني فلن يبقى طويلا وسيثور عليه الشعب السوداني ثورة حقيقية نابعة من الداخل السوداني المقاوم، والله سبحانه وتعالى بريئ منه ومن أمثاله الذين يضعون أيديهم بأيدي أعداء الله والأمة والإنسانية جمعاء…قال تعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم…

وقال تعالى ( ولا تحسبن الله بغافل عما يفعل الظالمون ولكن يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) صدق الله العظيم …

واليوم يكشف الشعب السوداني وشعوب الأمة حقيقة هؤلاء وحجم وشدة الخلافات والتقلبات السيادية والصراع السياسي الدائر بينهم على المناصب، لذلك سينهض الشعب السوداني من كبواته وسيثورة ثورة حقيقية وسينتصر على الباطل مهما زينه البرهان أو حمدوك ليجعله حق وسيرفض كل الأموال الموعوده والإستثمارات الصهيونية الملغومة لأنه يعلم جيدا حقيقة ذلك العدو الصهيوني الغاشم والقاتل للبشرية جمعاء…

ولو أن البرهان وحمدوك تعلموا مما جرى لمن قبلهم من الرؤساء لما إرتكبوا أية حماقة ولما فبركوا أية إدعاءات أو أية مغامرة بحق الشعب السوداني والأحزاب السودانية وبحق الجيش السوداني، ولولا الوعود الخارجية الصهيوأمريكية التي أعطيت لهم ولولا الدعم الصهيوسعودي الإماراتي -للبرهان من جهة ولحمدوك من جهة أخرى- الذي منح لهم لما تجرأ أي منهم على إتخاذ أي قرار سياسي أوسيادي أو عسكري يمس الأمن القومي السوداني وهم بالمرحلة الإنتقالية المؤقته، وهم يعلمون جيدا أنهم مخالفون لكل القوانين والشرائع السماوية والأرضية السودانية لكنهم رغم ذلك لم يكترثوا لرفض الجيش والشعب السوداني والأحزاب السودانية لكل قراراتهم ولم يصونوا كرامة شعبا حرا أبيا  كما وعدوهم ولم يحموا الحدود وسيادة السودان وقراره المستقل ولم يحافظوا على ثروات البلاد والعباد ومنها المائية وما جرى من تعنت أثيوبي بسد النهضة ليس ببعيد للأسف الشديد….

والأيام والأسابيع والأشهر القادمة ستكون مليئة بالأحداث السودانية وبثورة شعب مقاوم تكون ثورة حقيقية وسينتصرون بعون الله لهم وسيعود السودان إلى مقاومته الحرة والشريفة والمناهضة لكل المخططات والمشاريع الصهيوأمريكية السعودية الإماراتية داخل السودان وخارجه وسيعود أبنائهم إلى وطنهم وسيعتذرون لإخوانهم اليمنيين عما إرتكبوه بحقهم  بعد أن تم إجبارهم للدخول بتلك الحرب الظالمة مقابل صفقات تجارية سياسية بين قادة تلك الدول لتنفيذ مخططات أسيادهم الصهيوغربيين والمستعربيين…

ومع أننا لا نؤيد أية إنقلابات عسكرية أو حكومية في أية دولة عربية وإسلامية لكن معظم شعوب وسياسي ومثقفي الأمة تمنوا لو أن الإنقلاب كان حقيقيا وليس مفتعلا لأن البرهان وحمدوك يحاولون تغيير إتجاه بوصلة الشعب السوداني إتجاه قضايا وطنه وأمته والقضية الفلسطينية بالذات، والسودان ورغم كل ما جرى له في الماضي والحاضر من لعبة الأمم ومشاريع الصهيونية العالمية والتي أرجعته إلى العصر الحجري إلا أنه سيبقى شامخا بشرفاء جيشه وأبنائه وأحزابه ومستقليه، وسيثبت للأمة والعالم بأنه لم ولن يرضخ أبدا لكل المؤامرات الداخلية والخارجية على السودان وعلى فلسطين وعلى الأمة والإنسانية كاملة، والله على نصرهم لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير…

الكاتب والباحث السياسي…

Source: Raialyoum.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *