‘);
}
الفلسفة في العصر الحديث
تطورت الفلسفة عبر العصور، وكان العصر الذي امتازت فيه بالتطور الهائل هو العصر الحديث، وذلك يرجع إلى العديد من الأسباب، منها:[١]
- انتهاء العصور الوسطى وهجرة العلماء والباحثين إلى إيطاليا، فبدأت النهضة فيها.
- التطور العلمي، وما ترتب عليه من إضفاء سلطة على العلم، والتخلص من أي سلطة خارجية تفرض نفسها إليه.
- الاختراعات والاكتشافات الجديدة، والتي شملت مختلف العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية.
- تطور حركة الترجمة والأخذ عن الحضارات الأخرى، منها الحضارة الإسلامية، فقد أفاد علماء أوروبا بالشروحات ابن رشد، وساهم في نهضة أوروبا.
- نشأة الدول الحديثة، وساعد ذلك على التأسيس لعلم الاجتماع السياسي والفلسفة السياسية وبرزت تيارات فلسفية مثل الليبرالية، والاشتراكية، وغيرها.
‘);
}
نماذج من التيارات الفلسفية في العصور الحديثة
تعددت التيارات الفلسفية في العصر الحديث، ومن أهم هذه التيارات:
التيار العقلاني
وهو أول التيارات الفلسفية في العصور الحديثة، اعتقد فلسفته أن العقل مصدر للمعرفة، ويعد ديكارت أول من دشنه من خلال ما يعرف بالكوجيتو، “أنا أفكر إذن أنا موجود”، والشك الديكارتي هو الأساس الذي تم التوصل من خلاله إلى الكوجيتو، وأثبت من خلاله وجود الذات الإنسانية، والتي أصبحت لاحقًا أساس الخطاب الحداثي، وظهر فلاسفة عقلانيون آخرون مثل سبينوزا وليبنتز.[٢]
التيار التجريبي
وهو التيار الذي تأثر بالاكتشافات الإنجليزية، وطبيعة البحوث الفلسفية في إنجلترا، فبحكم بداية الثورة العلمية واكتشاف الآلة البخارية، ظهر تيار فلسفي يرى أن الحواس هي المصدر الرئيس للمعرفة، وهذا تدشين للمنهج التجريبي باعتبار أن الملاحظة التي يتم تحصيلها من خلال الحواس تعد أول خطوة في المنهج التجريبي، وتتميز الفلسفة التجريبية عمومًا بابتعادها عن الميتافيزيقا؛ لذلك تعد نصوصها أسهل وأقل تعقيدًا.[٣]
وعلى الرغم من أن كلاً من التيار العقلاني والتيار التجريبي يتفقان في أن المعرفة تحتاج إلى طرفين وهما الذات العارفة وموضوع المعرفة إلا أن الخلاف كان حول طريقة الوصول إليها ومن أهم فلاسفته جون لوك، وديفيد هيوم.[٣]
التيار الماركسي
وهو من أشهر التيارات الفلسفية في العصر الحديث وامتد إلى الفلسفة المعاصرة، فالفلسفة الماركسية تقوم على عدة أسس، والتي يمكن تلخيصا فيما يأتي:[٤]
- مهمة الفلسفة بالنسبة لكارل ماركس هي تغيير العالم، وليس فهمه فقط كما كان سائدًا في القرون السابقة.
- تعد الفلسفة الماركسية فلسفةً ماديةً، أي أن للمادة أسبقيةً على الوجود الروحي، وبذلك تكون فلسفة مضادة للمثالية.
- أفادت الفلسفة الماركسية بالفلسفات السابقة، مثل الهيغلية، فالجدل الماركسي هو جدل هيغلي بالأصل، إلا أن ماركس قال بأنه جدل مقلوب، فعدله، وقوّمه، فأصبح جدلًا ذو رؤية مادية.
- امتدت أبعاد الفلسفة الماركسية إلى العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية والإنسانية، لذلك انقسمت إلى قسمين رئيسين هما؛ المادية الجدلية، والتي من خلالها تم تطبيق قوانين الجدل في الفيزياء، أما القسم الثاني فهو المادية التاريخية والتي شملت على نظرية التطور الاجتماعي التي بدأت مع المشاعية البدائية، وانتهت مع الشيوعية الثانية.
المراجع
- ↑يوسف كرم ، تاريخ الفلسفة الحديثة، صفحة 9-15. بتصرّف.
- ↑“René Descartes”, Stanford, Retrieved 7/2/2022. Edited.
- ^أبيوسف كرم ، تاريخ الفلسفة الحديثة، صفحة 145-146. بتصرّف.
- ↑جورج بوليتزر، مبادئ أولية في الفلسفة، صفحة 21-25. بتصرّف.