‘);
}
مقارنة بين نظريات العقد الاجتماعي
إن أساس نظرية العقد الاجتماعي هو تحديد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتندرج هذه النظرية ضمن مبحث الفلسفة السياسية، ويلاحظ أن جذور هذه النظرية ترجع إلى فلسفة أفلاطون وأرسطو، اللذين أسسا للفلسفة السياسية من خلال النظر في الطبعة البشرية، والنظام الأنسب لحكم الإنسان، أما في العصر الحديث، فصيغت ضمن أطر جديدة، تناسب ظهور نظم اقتصادية وسياسية، بما فيها الدولة الحديثة، ويمكن عقد مقارنة بين فلاسفة العقد الاجتماعي من أكثر من حيثية وتظهر في الجدول التالي، وسيتم التفصيل فيها لاحقًا:[١]
الفيلسوف
|
نظريته في الطبيعة البشرية وحالة ما قبل العقد
|
العقد الاجتماعي
|
توماس هوبز
|
الطبيعة البشرية أنانية، والإنسان يكون في حالة صراع الكل ضد الكل.
|
العقد ملكي مُطلق، لا يجوز الثورة على الحاكم، ووصف الدولة بالتنين لقوتها.
|
جون لوك
|
الطبيعة البشرية بسيطة، وطيبة بطبعها ونتيجة للعمل والتنمية يتشكل لدى الإنسان الحق في التملك.
|
العقد ديمقراطي ليبرالي، أساسه الحرية، وصون حقوق الأفراد بما فيها الحقوق السياسية والاقتصادية، ولا يجوز التعدي على هذه الحقوق.
|
جان جاك روسو
|
الطبيعة البشرية بسيطة، وتسعى إلى التملك، الحاجة إلى العقد سببها تنظيم العلاقات.
|
الحرية من أهم أسس العقد، وسبب العقد هو الحاجة إلى التنظيم، وصون حريات الأفراد.
|
‘);
}
أهم فلاسفة نظرية العقد الاجتماعي
توماس هوبز
يعد من أول المنظرين للعقد الاجتماعي، وهو فيلسوف إنجليزي، شهد الحرب الأهلية، وكنتيجة للأحداث التي عاصرها توصل إلى حقيقة الطبيعة البشرية على أنها طبيعة أنانية، والبقاء يكون في مرحلة ما قبل العقد للأقوى، ولا وجود لأي نسق أو نظام ينظم هذه الحالة، وتجدر الإشارة إلى أن مفهوم الطبيعة البشرية هو مفهوم افتراضي متخيل، وهذه الحالة ليست واقعية.[٢]
إلا أن الفلاسفة وضعوها لمعرفة النظام اللازم وطبيعة العقد، وكنتيجة لحالة الصراعات في مرحلة الطبيعة، يتفق الناس على ضرورة وجود جهة معينة، تفصل بينهم، وتصون حقوق الأفراد وتحميهم من تغولهم على بعضهم البعض، لذلك فهذه الجهة يجب أن تكون سلطة قوية، وتتمتع بصلاحيات واسعة حتى تضبط سلوك الأفراد فلا يرجعون إلى حالة ما قبل العقد، ورأى هوبز أن هذه السلطة يجب أن تكون ذات نظام ملكي مطلق، ومن الضرورة التأكيد على أن هذه السلطة معينة بسبب النزاعات، وهي ليست بالأساس جزء من العقد، وسمى هوبز كتابه الليفيثان “Leviathan” أو التنين، كناية عن قوة الدولة.[٢]
جون لوك
ثاني فلاسفة العقد الاجتماعي، وله عدة كتب في الفلسفة السياسية، أهها الحكم المدني، ورسالة في التسامح، ويعد من أهم الفلاسفة الذين نادوا بضرورة فصل الدين عن الدولة، فالدين يقع ضمن المجال الشخصي، ولا يجوز أن يحكم في السياسة، وبذلك يمكن القول إنه كان من الممهدين لنهاية العصور الوسطى، وإعلان بدايات نشأة الدولة الحديثة المبنية على أسس جديدة، خلافًا للنظرية الأبوية في السياسة، أما فلسفة جون لوك في السياسة فتقوم على أساس أن الإنسان بحاجة لمن يصون له حقوقه وحرياته، ومن أهم حقوق الإنسان الحق في التملك، فحماية الممتلكات كانت منطلقاً أساسياً عند لوك، ولذلك في حال لم تلتزم السلطة بالمهام الموكلة لها ينتهي العقد الاجتماعي، ويعد لوك من منظري الليبرالية، ولقب لاحقًا بأبي الليبرالية.[١]
جان جاك روسو
فيلسوف فرنسي لقب بعراب الثورة الفرنسية، أكد على الحرية كقيمة أساسية وحق طبيعي يتمتع به الإنسان، وقال في هذه الصدد: “يولد الإنسان حرًا، إلا أنه يكون مقيدًا في كل الأماكن، ويحسب نفسه سيدًا إلا أنه عبدًا، وعبوديته قد تزيد على عبودية الآخرين”، وروسو يهتم بالبحث في التحولات هذه، وصاغ إشكالية البحث في كتاب العقد الاجتماعي على شكل تساؤل عن سبب التحول، وبداية العقد هو ضمان حرية الأفراد وحقوقهم السياسية والاقتصادية، فعلى الرغم من حسن تعامل الناس إلا أن الحالة الطبيعية لا تخلو من وجود أفراد يتصرفون بحقد تجاه من يمتلك الثروة، ولو كانت هذه قلة إلا أنه يجب ضبط سلوكها، ولكن روسو طوّر من أفكار لاحقًا، وتوصل إلى ضرورة الأخذ بالصالح العام، أو الخير العام الذي يشمل الحقوق السياسية والاقتصادية.[٣]
المراجع
- ^أب“رسائل في العقد الاجتماعي “، مركز دراسات وأبحاث مينا ، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2022. بتصرّف.
- ^أببرتراند رسل ، تاريخ الفلسفة الحديثة الجزء الثالث، صفحة 87-100. بتصرّف.
- ↑“العقد الاجتماعي”، مؤسسة هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2022. بتصرّف.