ابراهيم محمد الهنقاري
كنا نحرص احيانا و كلما اتيح لنا ذلك حضور جلسات مجلس النواب في الزمن الليبي الملكي الزاهر خلال انعقادها في بنغازي ونحن طلبة في اول جامعة ليبية في عهد الاستقلال .
ثم اتيح لنا متابعة بعض جلسات مجلس النواب في مدينة طرابلس في المقاعد المخصصة للجمهور
ثم اتيح لي و لغيري من المسؤولين في حكومات المملكة الليبية حضور جلسات مجلس النواب كمسؤولين في الحكومة في مدينة البيضاء.
و استطيع ان اقول لكم ان مجالس النواب التي عرفناها ونحن طلبة و تلك التي عرفناها ونحن من الجمهور وتلك التي عرفناها ونحن مسؤولون في الدولة الليبية التي كانت، كانت تلك المجالس التي
كانت تسمى ” بالموقرة ” يعني المحترمة كانت تختلف اختلافا كاملا عن كل المجالس التي عرفناها بعد انقلاب ايلول الاسود. وهي بالمقلوب من “المؤتمرات الشعبية الاساسية” المبهمة و الفوضوية
و غير المفهومة. الى”مؤتمر الشغب العام” مؤتمر اللوحات المرفوعة و المجهولة الهوية.! الى “المجلس الانتقالي” الذي لا يعرف احد من انتخبه او من أختاره.! الى “المؤتمر الوطني العام ” الذي كان يكتب قوانينه بحبر البنادق.! الى “مجلس النواب” الذي انتهت ولايته منذ سبع سنوات ولايزال يجتمع و يلهف المرتبات والمزايا العينية والادبية دون حياء ولا خجل.! الى ما سمي بكل صحة وجه “مجلس الدولة” !! في دولة معدومة ولا وجود شرعي و دستوري لها وهو الوريث غير الشرعي لما كان يسمى “بالمؤتمر الوطني العام” الذي انتهت صلاحيته منذ انتخابات ٢٠١٢.!! ولا يزال اعضاؤه يلهفون هم الاخرون ما يمكنهم لهفة من خزينة الشعب الليبي المقهور والمغلوب على امره.
كل ذلك يحدث والشعب الليبي والعالم كله يتفرجون علينا و يقولون : ” مين دول.!؟ ” على راي الزعيم عادل امام.!
انا ايضا قلت “مين دول” !? و انا اتابع منذ يومين بعض ما كان ينقل الينا طرفا منه عبر مواقع التواصل الاجتماعي .!!
دعونا نسمي الاشياء بحقيقتها المخجلة و المبكية و غير المضحكة و ان كانت مضحكة فهو ضحك كالبكاء كما يقول بعض الحكماء.
“مجلس نواب” منتهي الصلاحية و فاقد للشرعية يجتمع في “جلسة” لمساءلة “الحكومة” المعدومة الوجود.! و يبدو انهم يقصدون “الحكومة” التي شكلتها “الحاجة ستيفاني” الامريكية التي هربت من ليبيا و عادت الى بلادها. وبلغة اقل سخرية نقول انهم يقصدون “الحكومة” التي شكلتها “بعثة الامم المتحدة الى ليبيا” دون علم الليبيين والليبيات و دون مشورتهم و دون موافقتهم أيضا فقد سمعوا بها و عرفوا اسماء اعضائها عبر وسائل الاعلام وبطريقة ترانزيستورية ان صح التعبير.!!
وهي “حكومة” ليست بحكومة فهي لا تحكم ولكنها محكومة.!! وهي لا تصلح حتى لتكون شبيهة بالحكومات الاخرى المنصوبة او التي انتصبت و نصبت نفسها على اجزاء مختلفة من الوطن المخطوف. مثل “حكومة الكرامة” في الرجمة في الشرق الليبي و “حكومات المليشيات و العصابات ” ذات الأسماء العجيبة و العطيبة في الغرب الليبي وفي الجنوب الليبي التي تعرفونها كلكم. !! وهي التي لا تملك “حكومة الحاجة ستيفاني” اية سلطة عليها.!
فليبيا اليوم اصبحت مثل مسرحية غوار الطوشة ” حارة كل من إيدو إيلو “!! غير ان “حارات” ليبيا عددها يزيد كثيرا عن الحارة اليتيمة للسيد غوار مساه الله بالخير.
مسرحية غوار اسعدت كثيرا من الليبيين الذين شاهدوها. أما المسرحية التي نشاهد فصولها الدامية و المؤلمة منذ اكثر من عشر سنوات فقد أدمت قلوب الملايين منا و قام الممثلون فيها بقتل الليبيين و الليبيات و سرقة أموالهم العامة و الخاصة و حرمتهم من الماء و الدواء و الكهرباء و تركتهم ضحايا سهلة لوباء الكورونا المميت و شردتهم في أصقاع الأرض و فرضت عليهم الذل و المسكنة بقوة السلاح المنهوب من مخازن الجيش و الشرطة حتى اصبحوا تحت رحمة حكومة ليست بحكومة و مجلس نواب ليس بمجلس نواب. !!
فمن يحاسب من .!؟. و من يسال من. !؟
لا ندري قد تنتهي القصة بان تسحب “حكومة الحاجة ستيفاني” المدعومة من المجتمع الدولي كما يقال الثقة من “مجلس النواب .” غير المدعوم من أحد. !! و تقرر حله !!.
فتستريح ” الحكومة” و نستريح نحن الشعب الغلبان و المقهور..!!
اذا كان الشعب الليبي قد سحب الثقة من ما يسمى “بمجلس النواب” منذ سبع سنوات فكيف يمكن لهذا المجلس المعدوم ان يسحب الثقة من حكومة معدومة الوجود و الصلاحيات في دولة معدومة الوجود حاليا كان اسمها الشرعي و الدستوري و الحقيقي هو “المملكة الليبية”.!!
افيقوا ايها الليبيون و الليبيات. و ثوروا لكرامتكم و لوطنكم و لوحدتكم و استعيدوا كيانكم و مملكتكم و دستوركم العتيد و الوحيد قبل ان نفيق على الحقيقه المرة :
في ليبيا لا ليبيا ولا ليبيون. !!
في ليبيا لا مجلس نواب ولا حكومة.
والله المستعان على ما يفعل بنا السفهاء منا.
و بعضنا قد يهتف : يا حسرة على ايام …..!
لم استطع ان اكتب الهتاف كاملًا لانه مخجل لنا جميعا ظالمين و مظلومين. !!
هذا. ولله الامر من قبل ومن بعد ولكن أكثر الناس لا يعلمون
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
كاتب ليبي
Source: Raialyoum.com