
‘);
}
رثاء بدر شاكر السياب
يُعدّ شعر الرثاء عند بدر شاكر السياب من الأغراض التي قد طرقَها خلال حياته الشعرية القصيرة، ومن قصائده في الرثاء ما يأتي:
قصيدة رثاء جدتي
يقول السياب في هذه القصيدة:
أسلمتني أيدي القضا للشحون
-
-
- إذ قضى من يردني لسكوني
-
ورمى سهمه بقية آمالي
-
-
- فخرت صريعة من عيوني
-
وودعت أذنه توالي أنغامي
-
-
- وآبت إلى الفناء لحوني
-
وهي كل ما خلف الدهر
-
-
- من الحب والمنى والظنون
-
ورجاءً بدا فألهمني الصـ
-
-
- ـفو وخفت أنواره لحنيني
-
قد فقدت الأم الحنون فأنستـ
-
-
- ـني مصاب الأم الرؤوم الحنون
-
كم تحملت في حياتك سقمًا
-
-
- ود قلبي لو أنه يعتريني
-
تتلوين في مهاد المنايا
-
-
- وتغيبين في عذاب الأنين
-
‘);
}
وتضجين بالدموع سجامًا
-
-
- وتطوفين في بحار السنين
-
ثم آب السفين بعد طواف
-
-
- خاليًا عودة الكسير المهين
-
تاركًا في البحار عذب أغا
-
-
- نيه لها بالمياه أيّ رنين
-
يا لها ليلة وقد عادت الر
-
-
- وح إلى ربها ودنيا اليقين
-
فزعت كل مهجة لأساها وار
-
-
- تمى الفكر فوق صدر الشجون
-
وانجلى الفجر حاملًا بين
-
-
- كفيه سعيرًا عذابه يصليني
-
جاء من خلفه نوى وبعادًا
-
-
- لا يرجى اللقاء فيه بحين
-
رفعوا نعشها ونحن حيارى
-
-
- والدموع الغزار ملء العيون
-
أيّها القبر كن عليها رحيمًا
-
-
- مثلما ربّت اليتامى بلين
-
أيها القلب هل تلام شمالي
-
-
- والتي تفعل الذنوب يميني
-
لا تلمني فلست قد علم الله
-
-
- أرد القضاء لو يأتيني
-
ولمَ الموت والزمان الذي
-
-
- يسلب ما ترتجيه غير ضنين
-
جدتي من أبث بعدك شكوا
-
-
- ي طواني الأسى وقل معيني
-
أنت يا من فتحت قلبك بالأمـ
-
-
- ـس لحبي أوصدت قبرك دوني
-
فقليل عليّ أن أذرف الدمـ
-
-
- ـع ويقضي عليّ طول أنيني
-
ليتني لم أكن رأيتك من قبـ
-
-
- ـل ولم ألقَ منك عطف حنون
-
آه لو لم تعوديني على العطـ
-
-
- ـف وآهٍ لو لم أكن أو تكوني[١]
-
قصيدة شهداء الحرية
يقول السياب في هذه القصيدة:
شهيد العلا لن يسمع اللوم نادبه
-
-
- وليس يرى باكيه من قد يعاتبه
-
طواه الردى فالكون للمجد مأتم
-
-
- مشارقه مسودّة ومغاربه
-
فتى قاد أبناء الجهاد إلى العلا
-
-
- وقد حطمت بأس العدو كتائبه
-
فتى همه أن يبلغ العز موطن
-
-
- غدا كل باغ دون خوف يواثبه
-
فتى يعرف الأعداء فتكة سيفه
-
-
- قد فتحت فتحًا مبينًا مضاربه
-
فتى ما جنى ذنبًا سوى أنه انتضى
-
-
- حسامًا بوجه الظلم ما لان جانبه
-
إذا ذكروا في جحفل الحرب يونُسًا
-
-
- مشى الموت للأعداء حمرًا سبائبه
-
لقد باع للعرب النفوس ثلاثة
-
-
- فقروا ودمعي لا تقر غواربه
-
وآه على نسر أهيض جناحه
-
-
- وكم ملأت أفق العراق عصائبه
-
لئن غيبوا جثمان محمود في الثرى
-
-
- فما غيبوا المجد الذي هو كاسبه
-
ولهفي على فهميّ وما كان خطبه
-
-
- يهون وإن هانت لديه مشاربه
-
شهيد رأى الطغيان يغزو بلاده
-
-
- فهب وقاد العزم جندا يحاربه
-
أيشنق من يحمي الديار بسيفه
-
-
- وتغدو على كسب المعالي ركائبه
-
رجالٌ أباةٌ عاهدوا الله أنهم
-
-
- مضحون حتى يرجع الحق غاصبه
-
أراق عبيدُ الإنجليز دماءهم
-
-
- فيا ويلهم ممن تخاف جوالبه
-
أراق عبيد الإنجليز دماءهم
-
-
- ولكنّ دون الثأر من هو طالبه
-
أراق ربيب الإنجليز دماءهم
-
-
- ولكنّ في برلين ليثًا يراقبه
-
رشيد ويا نعم الزعيم لأمة
-
-
- يعيث بها عبد الإله وصاحبه
-
لأنت الزعيم الحق نبهت نوَّمًا
-
-
- تقاذفهم دهر توالت نوائبه[٢]
-
قصيدة مرثيّة جيكور
يقول السياب في هذه القصيدة:
- يا صليب المسيح ألقاك ظلًّا
- فوق «جيكور» طائر من حديد
- يا لظلٍ كظلمة القبر في اللون، وكالقبر في ابتلاع الخدود
- والتهام العيون من كل عذراء كعذراء «بيت لحم» الولود
- مَرَّ عَجلان بالقبور العواري من صليبٍ على النصارى شهيد
- فاكتست منه بالصليب الذي ما كان إلا رمز الهلاك الأبيد:
- لا رجاءٌ لها بأن يبعث الموتى ولا مأمل لها بالخلود!
- ويل جيكور؟ أين أيامها الخضر وليلات صيفها المفقود؟
- والعشاء السخي في ليلة العرس وتقبيلة العروس الودود
- وانتظارٌ له على الباب:
- «محمود، تأخرت يا أبا محمود
- ناد محمود!»
- ثم يوفي على الجمع بمنديل عرسه المعقود
- نقطته الدماء يشهدن للخدر بعذراء، يا لها من شهود
- لا على العقم والرَّدَى، بل على الميلاد والبعث والشباب الجديد!
- أي صوت يصيح: «محمود، محمود تأخرت!» كالنواح البعيد؟
- أين محمود؟ ليس محمود في الدار ولا الحقل!
يا أبا محمود[٣]
المراجع
- ↑بدر شاكر السياب، ديوان بدر شاكر السياب، صفحة 97 – 98.
- ↑بدر شاكر السياب، ديوان بدر شاكر السياب، صفحة 99 – 100.
- ↑بدر شاكر السياب، أنشودة المطر، صفحة 67 – 72.