رفع الدعم عن المحروقات في لبنان..تحالف الأضداد للاجهاز على أخر نفس في لبنان

فاطمة عواد الجبوري

بعد مرور أكثر من عام على تفجير بيروت، وبعد أن عانى الناس الويلات خلال هذا العام، يظهر حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة ويعلن عن “الانقلاب رقم 1” وهو رفع الدعم عن المحروقات بشكل كامل.

جاء هذا الإعلان دون توفير بدائل عملية للنتائج المرعبة التي تقف خلف أبواب هذا القرار والنتائج التي ستنعكس على حياة المواطن اللبناني بشكل مباشر. لا بطاقات نقدية تحل محل الدعم الحكومي للمحروقات، لا زيادة في الرواتب، لا جهود لتأمين النفط والمحروقات من مصادر أخرى، ولا أي تحرك لمواجهة الانهيار القادم.

انعكست نتائج القرار بشكل مباشر على الحياة العامة، فلا محروقات تباع في محطات الوقود، ولا أفران تعمل، ولا مولدات كهرباء تزوّد البيوت بالكهرباء. غرقت بيروت مرة أخرى في أزمة شبيهة بأزمة انفجار المرفأ، فالجميع متحيّر مصدوم من هذا القرار، حتى الرئيس ميشال عون نفسه.

يبقى السؤال المعلق هو على ماذا يعول من قطع الدعم عن المحروقات؟ تُرى هل هو قرار اعتباطي من رياض سلامة؟

الإجابة هي لا، ليس قراراً اعتباطيا أبداً. فالقرار جاء من تحالف متعدد الأطراف انخرط فيه كل من وليد جنبلاط، ونجيب ميقاتي وسعد الحريري. وحتى مع رفض حسان دياب والرئيس عون وتياره لهذا القرار، فيبدو بأنّ هذا الفريق الأول يعوّل كما يقول الكاتب اللبناني “إبراهيم الأمين”، على قوى تحن إلى أيام الجنون الدموي بقيادة سمير جعجع والقوات اللبنانية.

يأتي القرار ضمن أجندة سياسية للإطاحة بميشال عون قبل حلول الانتخابات اللبنانية من خلال تهييج الشارع وضخ إعلامي مدعوم من تحالف (سعودي-إماراتي-إسرائيلي-أمريكي). كما لا يهم مخالفة حسان دياب لهذا القرار، إذ أنّ القوى السياسية التي أشرنا إليها أعلاه تمارس ابتزازاً سياسياً ضد حسان دياب في ملف تحقيقات انفجار بيروت وتهدد الرجل بالسجن في كل مرة يحاول الاعتراض على قرارات جنونية يمارسها تحالف الغرب والعرب مع منظومة الداخل. نعم لقد تحولت تحقيقات المرفأ إلى وسيلة ضغط يتم توجيهها أينما تريد السفيرة الأمريكية الوقحة!! فهذه التحقيقات تهمل ما تم الحديث عنه عن إمكانية إهمال الجيش بوضع مولداّت كهرباء قديمة في المرفأ والسعي لتفجيرها عن بعد!!

قد يكون إهمالاً صحيح، ولكن محاولات توجيه الاتهامات نحو رئيس الجمهورية أو إلى حسان دياب وحدهما دون التحرك نحو منظومة حكمت لبنان بالدعم والفساد خلال ثلاثين عاما، فيه شيء من الغرابة!!

ما يقوم به تحالف الغرب والعرب اليوم هو محاولة نشر الفوضى في البلاد، يعوّل هذا الفريق على تهييج المد الشعبي للإطاحة بميشال عون من جهة، ونشر الفوضى والدخول في حرب أهلية يستعد لها الفرقاء اللبنانيون منذ سنوات. فاتورة التطبيل الإعلامي الذي يمارسه سمير جعجع للسعودية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تعني المزيد من الأموال والتحضير إما لمرحلة سياسية في الانتخابات البرلمانية والحصول على مقعد الرئاسة بعد الإطاحة بعون، أو مرحلة عسكرية تقوم على أركان الفتنة يتحضر لها هذا الفريق عبر التدريب والتسلح.

على الشعب اللبناني إدارك أن الحلول التي قدمها حزب الله للخروج من الأزمة هي حلول واقعية ومفيدة ويجب تنفيذها. استيراد النفط من الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الخيار الوحيد أمام هذه الممارسات. كما على الشعب اللبناني أن يدرك كذلك بأنّ من يخرب هذه المساعي هو الفريق الآخر في الداخل اللبناني بدعم من (إسرائيل، السعودية والولايات المتحدة) حيث تسعى هذه القوى لقصف حاملات النفط الإيرانية لمنعها من الوصول إلى لبنان أو سوريا.

ما يمكن التعويل عليه لدرء هذه الفتنة، هو وعي سياسي رافض للفتنة في صفوف حزب الله والرئيس عون، ووعي شعبي بخطورة الأوضاع في لبنان وضرورة إدانة هذه القرارات التي تسعى لتدمير ما بقي من كرامة وعزة نفس المواطن اللبناني.

كاتبة وباحثة عراقية

@fatimaaljubour تويتر

Source: Raialyoum.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *