ونتيجة انسحاب فرنسا من شمال مالي وانشغال العالم بالحرب على أوكرانيا، واصل تنظيم “داعش” ارتكاب جرائم القتل والتهجير بحق سكان إقليم أزواد، مستغلا عدم امتلاك الجيش المالي قدرات كبيرة في مواجهة حرب العصابات وافتقاده قدرات الرصد والدعم الجوي التي كانت تقدمها باريس.
ووفق ما ذكرته مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإنه بعد أن تسبب “داعش” في تهجير سكان قرى كاملة غرب الإقليم في منطقة تاجلات، المثلث الحدودي بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر، تركزت هجمات التنظيم على منطقة أفلام جنوبي إقليم أزواد، بعد فتوى قاضي التنظيم بقتل سكانها، التي دفعت الكثير من أعضاء “داعش” من دول غرب إفريقيا والساحل للقدوم إلى مالي.
وفي حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، قال أيوب أغ شمد عضو منظمة إيموهاغ الدولية، إن بلدية تيجريرت وحدها، وبحسب إحصائية للجنة تابعة للبلدية، استقبلت 250 نازحا والعدد في تزايد، مشيرا إلى “إحصاء غير رسمي قال إن هناك نحو 691 شخصا قتلوا خلال شهر مايو الماضي، وأعداد غير معروفة فقدوا خلال فرارهم من جحيم داعش في الصحراء”.
ثروات طائلة
وبسبب مصادرة مواشي البدو وبيعها، أصبح تنظيم “داعش” يمتلك ثروات كبيرة وفق المتحدث الذي لفت كذلك لمصالح قبلية في وجود التنظيم، ومنها أن قبائل “الفولان” التي وجدت نفسها بلا أرض لرعي أبقارها، سعت لإخلاء أزواد من سكانها لتكون لها وحدها، فاشتكت إلى قادة في داعش أن “الطوارق ومن معهم” يرفضون الانضمام للتنظيم، مما دفع مفتي “داعش” يوسف بن شعيب لإصدار فتوى بكفر أهل المنطقة ووجوب قتلهم.
ووفق ما ذكرت منظمات أهلية في إقليم أزواد، فقد تسببت هجمات “داعش” في غرب إفريقيا في تهجير آلاف اللاجئين الطوارق في الحدود المالية مع بوركينا فاسو، التي شهدت عشرات الهجمات والمواجهات بين التنظيم الإرهابي والقوات الأمنية خلال الأشهر الماضية.
كما فر آلاف اللاجئين من بوركينا فاسو صوب قرى شمالي مالي من جراء أعمال العنف التي يمارسها التنظيم من جهة، وبسبب ضغط من السلطات الأمنية في بوركينا فاسو بدعوى حماية الحدود المضطربة من جهة أخرى، مما أسفر عن تفاقم أوضاع اللاجئين الذين هجّرتهم الإضرابات في مالي منذ 3 عقود.
ويرى أيوب أغ شمد أن ضمن أسباب جلب “داعش” لشمال مالي، أنه “بعد هزيمته في العراق وسوريا قرر إيجاد أرض خالية لتقوية صفوفه، ووجد في منطقة الصحراء وإقليم أزواد جغرافية مناسبة، حيث البعد عن الأنظار والثروة الحيوانية ومناجم الذهب”.