الدكتور عبدالمهدي القطامين
تجادلت طويلا مع صديق لي حول مركز الملك عبدالله الثاني في الوقت الحالي وبعد عودته من زيارته التاريخية للولايات المتحدة الامريكية صديقي اصر على ان الملك عبدالله الثاني هو الان في اقوى حالاته وانه رجل الشرق الأوسط القوي في هذه الآونة وربما لأربع سنوات قادمة مبررات صديقي التي شرحها فيها الكثير من المنطق وانا تعودت حقيقة ان اميل الى المنطق وابتعد ولو قليلا عن النقد الانطباعي او النقد الجماهيري المحبب لهم.
في السنوات الأربع الماضية ابان فترة حكم دونالد ترامب وسيطرته على البيت الأبيض عاش الملك عبدالله الثاني اقسى حالة يمكن ان يعيشها زعيم عربي في منطقة ملتهبة تأكلها الحروب من جهاتها الأربع فقد تزامنت الرغبة الامريكية مع الرغبة الإسرائيلية مع رغبة عربية لم تكن تاريخيا في الحسبان لسحب البساط من تحت اقدام الملك عبدالله الثاني في كل القضايا المؤثرة في المنطقة وتوجت بما يعرف باسم الدين الابراهيمي وهو كلام حق اريد به باطل وباطله انه سعى لتيسير عملية الارتماء في الحظن الصهيوني دون وازع من ضمير او من خلق او محرمات تاريخية ودون أي مقابل ثم بيت بليل مسألة سحب الوصاية الهاشمية عن المقدسات في القدس الشريف تزامن ذلك مع ارتفاع معاناة شديدة للشعب الأردني على الصعيد الاقتصادي وبات الناس في مهب الريح ما بين كماشة السياسة والاقتصاد فارتفع منسوب عدم الثقة الجماهيرية بمالات الدولة الأردنية وساهم في ذلك بلا شكل بث مارسه بعض الشباب المغتربين ممن اسموا نفسهم معارضة الخارج وهم حقيقة اقل من عدد أصابع اليد لكن بثهم عزف على وتر معاناة الناس فكانت الناس تتابعهم بمئات الاف المشاهدين الامر الذي شكل رأيا عاما مناوئا للحكم كاد ان يؤتي ثماره عبر عملية الفتنة التي خطط لها ان تتم في اللحظة الأولى من تسلم ترامب البيت الأبيض في فترة ولاية ثانية مدعومة بمال عربي ووضع اقتصادي مأزوم وعدم رضى شعبي مرده فقدان الثقة بين الناس والحكومات والنظام حتى في الكثير من الأحيان.
يقول صديقي المتحمس والذي اورثني جزءا من حماسه ان الملك صمد كل تلك الفترة القاسية ولم يتراجع قيد انملة فقد رفض بشكل قاطع نقل السفارة الإسرائيلية الى القدس الشريف عبر ” كلات ” ثلاث اطلقها من جنوبي المملكة اثناء زيارة له هناك ورفض بشكل قاطع ان يفاوض على مسألة الوصاية الهاشمية على القدس ورفض بشكل قاطع ان يكون المال بديلا لعودة اللاجئين في تصريح شهير له ان مائة مليار لن تجعله يفرط بالوطن ليكون وطنا بديلا.
يعلق احدهم بعد توقيع اتفاقية الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة الامريكية وبعد زيارة الملك التاريخية للإدارة الجديدة والدولة العميقة في أمريكا ويقول آن لابي الحسين ان يمد رجليه وانا أقول مثل ذاك لكنني ومن هذا المنبر الإعلامي أقول آن لابي الحسين ان يقلب بصره في ارجاء مملكته فقد ضاق الحال واشتد العسر وان اول ما ينجي هو ثورة بيضاء على الطبقة السياسية التي اكلت الأخضر واليابس والى التحالفات التي تمت وتتم بين السياسة والمال حيث يشكل تلاقحهما حمل سفاح وحشي يرى الناس بمنظار الأرقام وليس بمنظار البشر ثم ان الناس لا يعلقون كثيرا على تغيير قانون أحزاب او قانون انتخاب فقد اصبح لا ناقة لهم في ذاك ولا جمل امام اشتداد ضراوة العيش وقسوة لقمة الزاد الناس تريد الحياة الكريمة غير النكدة المنكدة التي يعيشون فمن غير المعقول ان تتبخر رواتب البشر لصالح شركة الكهرباء والمحروقات والماء ناهيك عن التزامات العيش الأخرى وهذه تحتاج الى التفاتة سريعة للواقع الاقتصادي فهل تفعلها يا أبا الحسين نأمل وننتظر فقد يبدل الله من حال الى حال.
كاتب اردني
Abdkatameen2011@hotmail.com
Source: Raialyoum.com