دعم أمريكي لإسرائيل بقيمة 3.4 مليار دولار.. وتعهد بايدن بدعم تل أبيب عسكرياً بعد سيف القدس.. ماذا يعني كل ذلك

د. إبراهيم المدهون

ما زالت الولايات المتحدة الامريكية ترعى الاحتلال الإسرائيلي وتعتبره الولاية الأمريكية الــ 51، حيث تعتبر دولة الاحتلال نفسها قاعدة أمريكية متقدمة في قلب الشرق الأوسط، فحينما تواجه الاحتلال الإسرائيلي لا تواجه تل أبيب، بل تواجه على الحقيقة واشنطن وإمكاناتها في المنطقة.

لم تكن الطائرات الإسرائيلية، في معركة سيف القدس تقصف بل طائرات أمريكية F35، F16 والشبح، وأقامت الولايات المتحدة في عدوان 2014 جسرا جويا مع تل ابيب، من أجل إمدادها بالأسلحة والذخيرة، ولكن كل هذه الأسلحة ستكون وبالا على الاحتلال الإسرائيلي، لوجود إرادة فلسطينية صلبة وعنيدة.

رغم كل هذا الدعم الأمريكي المتواصل، وترسانة الأسلحة، قوات الاحتلال لم تقترب من غزة، وهُزمت أمام ثورة شعبنا الفلسطيني، ففي المعركة ابتعدت دبابات الاحتلال عن غزة 10 كيلو مترات، واستهاب الاحتلال من التقدم والاقتراب، ولم يعد الاحتلال يمتلك إلا سلاح الجو المدعوم من الولايات المتحدة، وهذا السلاح غير قادر على الحسم وفرض معادلة الردع والهيمنة كما كان في السابق، بل أصبح مجرد آلة للقتل والدمار، فقد تم تحييد كل قوى الجيش ما دون سلاح الطائرات.

يدرك الشعب الفلسطيني جيدا أنه في مرحلة تقدم رغم الدعم الأمريكي السخي للاحتلال وصفقات السلاح، فمنحنى قوة الاحتلال الإسرائيلي بدأ في الانحدار والتراجع، بينما منحنى الشعب الفلسطيني في صعود وتميز.

باعتقادي الولايات المتحدة الامريكية لا تمتلك أي رؤية سياسية جديدة في التعاطي مع القضية الفلسطينية، حيث يصب اهتمامها فقط على دعم الاحتلال الإسرائيلي ماليا وعسكريا، يمكن القول إنها قد فقدت قدرتها على حماية الاحتلال الإسرائيلي من التراجع الذي يعيشه. العديد من الاشكاليات الداخلية تتصاعد وتتزايد مع مرور الزمن، هناك فراغا أمنيا وعسكريا كشفته معركة سيف القدس.

أزاحت إدارة بايدن نتنياهو من المشهد، ومعنية بدعم حكومة بينت – لبيد الضعيفة، حتى التخلص نهائيا من نتنياهو، وقد تأتي صفقات السلاح الأمريكية في سياق دعم طرف على طرف، داخل الاحتلال الإسرائيلي، وليس لها أية صلة بمحافظتها على التزامها بتفوق الاحتلال الدائم في المنطقة.

كاتب ومحلل سياسي ومدير مؤسسة فيميد للإعلام

Source: Raialyoum.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *