لماذا الغراب مكروه ؟
- الغراب من الطيور(فصيلة الغرابيات)،له أنواع وأشكال مختلفة ولكن يتميز باللون الأسود.
- صوت الغراب يكون عالي وله هيبة وصوت مميز.
- الغراب هو طائر مفيد لأنه يساعد الفلاح مثل الهدهد وأبو قردان هم جميعاً يتغذون على الحشرات والديدان الموجودة في تربة الأرض، وبالتالي فهو يحمي المحاصيل .
- ولكن رغم أهمية الغراب إلا أنه كان مكروه عند الجاهلية قديماً وكان معروف على أنه نذير للشؤم وعند سماع صوته المهيب يخافون ويتوقعون أن شيء سيئ سوف يحدث.
- هذا بسبب أن لونه أسود وصوته عالي وله هيبة مما يجعلهم يكرهوا صوته، ولكن هذه كانت من عادات وتقاليد الجاهلية.
نذير شؤم والنبي أمر بقتله
- وقام الإسلام بتحريم هذه العادات،وحرمها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- وقال : (مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ قالوا : يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ قال يقولُ ” اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ ، ولَا إلهَ غيرُكَ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- والطِّيرَةُ هنا معناها التَّطيُّرُ، ويستخدم معني التطير في الخير أو الشر ولكن غالباً تتدل هذه الكلمة على التشاؤم والشر والنفور، والحديث يحث على الاستسلام لقضاء الله وأن الله وحده هو الذي يعرف قدر كل شخص، وكل شخص يتبع المشركين في عادتهم ويؤمن بها فهو مشرك مثلهم، لأن الغيب بيد الله وحده، ومن تبعهم ويريد أن يتوب، عليه أن يتوكل على الله عز وجل ويقول: يا رب لن نرجو الخير إلا منك ،ولا إله إلا غيرك ولا يُعبَد سواك والمقادير كلها بيدك فلا يقدرها غيرك يا الله ،فهذه كفارة له.
أقسام الناس في الطيرة
هناك ثلاثة أقسام للناس من موقفهم من الطيرة
- فمنهم من يستجيب ويؤمن بما يقوله داعي التطير، ويتركهم كما هم على عاداتهم وتقاليدهم وشركهم، كما يقع هو أيضاً في الشرك مثلهم تماماً
- القسم الثاني منهم لا يتبع ولا يؤمن لما يقوله داعي التطير، ويتركه في شركه ،ويتأثر به ويكون قلقاً ومتوتراً، لذا يجب عليه أن يتوكل على الله حتى لا يقع في الشرك، وهذا النوع يكون أفضل من النوع الأول.
- أما القسم الأخير من الناس هم لا يتبعون داعي التطير ولا يؤمنوا لما يقوله ،هم متوكلون على الله وراضين بقضاء الله سبحانه وتعالى ،وهم أفضل وأعلاهم درجة عند الله.
فاحرص دائماً على أن تكون من ضمن هؤلاء الأشخاص في القسم الأخير المتوكلون على ربهم والذين وعدهم الله بالجنة من غير حساب ،حيث قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “يدخلُ مِن أمَّتي الجنَّةَ سبعونَ ألفًا بغيرِ حسابٍ همُ الَّذينَ لاَ يسترقونَ ولاَ يكتَوونَ، ولا يَتطيَّرونَ وعلى ربِّهم يتوَكَّلونَ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
علاج الطيرة وكفارتها
إذا كنت من الأشخاص الذين كانوا يتبعون ويستجيبوا للتطير وكنت على غفلة من أن هذه يجعلك تشرك بالله وتريد التوبة النصوحة إلى الله عز وجل، والاشخاص المسلمون الذين يريدون الابتعاد عن التطير والداعين للتطير، فعليك بأن تقوم بالآتي:
- التوكل على الله وتسليم الأمر لله.
- تدعي الله بأن يبعده عنها ويحميه منها ومن وسواس الشياطين.
- لا تستجيب ولا تتبع داعي التطير، والابتعاد عنهم.
- تنصح أصحابك وأقاربك بعدم الاستجابة لداعي التطير وأن تعرفهم أن هذا يعتبر شرك بالله.
- إذا رأيت أحد المتطيرون يقومون بفعل شيء، فابتعد عن فعل هذا الشيء.
- تجاهل داعي التطير.
- أن يدعي الله ويقول إنه لا إله إلا الله، وأن الله وحده هو من يعرف القدر المكتوب عليك، وأن الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل.
- احمي نفسك من المتطيرون، وقم بجمع الأحاديث والأدلة الشرعية التي تدل على حرمانية التطير، وأن المتطيرون هم مشركون بالله ومن يتبعهم فهم مشركين مثلهم، ويجب عليه الكفارة.
- والكفارة كما وضحها الرسول صلى الله عليه وسلم في: حيث قال: (مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ قالوا: يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ قال يقولُ” اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولَا إلهَ غيرُكَ) رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-.
حكم التطير إذا اعتقد تأثير الطيرة بنفسها دون تقدير الله تعالى
التطير في الجاهلية: في الجاهلية كانوا يتبعون حركة الطير وعلى أساس اتجاه حركة الطير يقوموا بشغلهم، كما كانوا يرمزون إلى بعض الطيور على أنهم رمز للتشاؤم أو أن شيء ما سيئ سوف يحدث.
أما عن حكم التطير في الإسلام فهناك مجموعة من الآراء مختلفة:
- حيث إذا اتبع الشخص داعي التطير واستجاب له دون تقدير الله تعالى، فهذا يعتبر شرك بالله وجهل بقدرة الله وان غير الله له قدرة في جلب الرزق أو منعه، فهذا شرك بالله وعقباته دخول النار كما قال رسولنا الحبيب المصطفى (من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ومن العادات القديمة التي كان يعتمد فيها الناس في الجاهلية على الطير: في السفر حيث كان الناس قبل أن يسافرون للتجارة أو لجلب طعام لهم كانوا يهيجوا الطيور بتحطيم عش الطيور، فإذا طارت الطيور يميناً فإنهم يتفاءلوا بالسفر ويسافرون، أما إذا طارت الطيور في اتجاه اليسار، فإنهم يتشاءمون من السفر ويرجعون عن السفر.
الفرق بين الفأل والتطير
- التطير: هو التشاؤم وعدم التوكل على الله، والاعتماد على الطيور وأشياء أخرى أنها هي قدره ،وضعف الإيمان والتجاهل لقدرة الله ،ومتابعة داعي التطير ولما يقوله ،التطير يعتبر شرك بالله تعالى ،فالله هو كاتب رزقك وهو المتحكم في قدرك ،حيث قال الله تعالى ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)صدق الله العظيم.
- وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:(لو اجتمعت الإنس والجن على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- فإن كل أمر بيد الله وحده وقدرك بيد الله ،والتطير هو اتخاذ شريك مع الله تعتقد أنه يحدد قدرك وهذا شرك بالله تعالى، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (الطيرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الفأل: ليس له أي علاقة بالتطير، فالتطير شرك وحرمه الله ورسوله فهو جهل للناس كما حرم الله عادات وتقاليد الجاهلية، بينما الفأل هو تفاءل وأمل للنفس وتعلق النفس يخالفها وتسليم أمرها لله وتوقع الأحسن والأفضل دائما، الفأل يجعل الإنسان عنده اجتهاد وعزم على الوصول لحلمه وعدم التشاؤم، وكان رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويحث عليه.
حافظ دائما على إيمانك بالله، ولا تجعل أي شيء أو شخص يؤثر على علاقتك بالله، وتوكل دائما على الله، وإذا كنت تتبع داعي التطير فيجب عليك أن تترك هذه المعتقدات الخاطئة وقل مثلما قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم (إنها لا ترد مسلمًا، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.