‘);
}
قصيدة ودع هريرة إن الركب مرتحل
يقول الأعشى في الغزل:
وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ
-
-
- وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ
-
غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها
-
-
- تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ
-
كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها
-
-
- مَرُّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ
-
تَسمَعُ لِلحَليِ وَسواساً إِذا اِنصَرَفَت
-
-
- كَما اِستَعانَ بِريحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
-
لَيسَت كَمَن يَكرَهُ الجيرانُ طَلعَتَها
-
-
- وَلا تَراها لِسِرِّ الجارِ تَختَتِلُ
-
يَكادُ يَصرَعُها لَولا تَشَدُّدُها
-
-
- إِذا تَقومُ إِلى جاراتِها الكَسَلُ
-
إذا تُعالِجُ قِرناً ساعَةً فَتَرَت
‘);
}
-
-
- وَاِهتَزَّ مِنها ذَنوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ
-
مِلءُ الوِشاحِ وَصِفرُ الدَرعِ بَهكَنَةٌ
-
-
- إِذا تَأَتّى يَكادُ الخَصرُ يَنخَزِلُ
-
صَدَّت هُرَيرَةُ عَنّا ما تُكَلِّمُنا
-
-
- جَهلاً بِأُمِّ خُلَيدٍ حَبلَ مَن تَصِلُ
-
أَأَن رَأَت رَجُلاً أَعشى أَضَرَّ بِهِ
-
-
- رَيبُ المَنونِ وَدَهرٌ مُفنِدٌ خَبِلُ
-
نِعمَ الضَجيعُ غَداةَ الدَجنِ يَصرَعَها
-
-
- لِلَّذَةِ المَرءِ لا جافٍ وَلا تَفِلُ
-
هِركَولَةٌ فُنُقٌ دُرمٌ مَرافِقُها
-
-
- كَأَنَّ أَخمَصَها بِالشَوكِ مُنتَعِلُ
-
إِذا تَقومُ يَضوعُ المِسكُ أَصوِرَةً
-
-
- وَالزَنبَقُ الوَردُ مِن أَردانِها شَمِلُ
-
ما رَوضَةٌ مِن رِياضِ الحَزنِ مُعشَبَةٌ
-
-
- خَضراءُ جادَ عَلَيها مُسبِلٌ هَطِلُ
-
يُضاحِكُ الشَمسَ مِنها كَوكَبٌ شَرِقٌ
-
-
- مُؤَزَّرٌ بِعَميمِ النَبتِ مُكتَهِلُ
-
يَوماً بِأَطيَبَ مِنها نَشرَ رائِحَةٍ
-
-
- وَلا بِأَحسَنَ مِنها إِذ دَنا الأُصُلُ
-
عُلَّقتُها عَرَضاً وَعُلَّقَت رَجُلاً
-
-
- غَيري وَعُلَّقَ أُخرى غَيرَها الرَجُلُ
-
وَعَلَّقَتهُ فَتاةٌ ما يُحاوِلُها
-
-
- مِن أَهلِها مَيِّتٌ يَهذي بِها وَهِلُ
-
وَعُلِّقَتني أُخَيرى ما تُلائِمُني
-
-
- فَاِجتَمَعَ الحُبَّ حُبّاً كُلُّهُ تَبِلُ
-
فَكُلُّنا مُغرَمٌ يَهذي بِصاحِبِهِ
-
-
- ناءٍ وَدانٍ وَمَحبولٌ وَمُحتَبِلُ
-
قالَت هُرَيرَةُ لَمّا جِئتُ زائِرَها
-
-
- وَيلي عَلَيكَ وَوَيلي مِنكَ يا رَجُلُ
-
يا مَن يَرى عارِضاً قَد بِتُّ أَرقُبُهُ
-
-
- كَأَنَّما البَرقُ في حافاتِهِ الشُعَلُ
-
لَهُ رِدافٌ وَجَوزٌ مُفأَمٌ عَمِلٌ
-
-
- مُنَطَّقٌ بِسِجالِ الماءِ مُتَّصِلُ
-
لَم يُلهِني اللَهوُ عَنهُ حينَ أَرقُبُهُ
-
-
- وَلا اللَذاذَةُ مِن كَأسٍ وَلا الكَسَلُ
-
قصيدة قلب عقيلة أقوام ذوي حسب
يقول أبو وجزة السعدي:
قَلبٌ عَقيلَةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ
-
-
- يَرمي المَقانِبُ عَنها وَالأَراجيلُ
-
مِن كُلِّ بَيضاءَ مِخماصٍ لَها بَشَرٌ
-
-
- كَأَنَّهُ بِذَكيِّ المِسكِ مَغسولُ
-
فَالخَدُّ مِن ذَهَبٍ وَالثَغرُ من بَرَدٍ
-
-
- مُفَلَّجٌ واضِحُ الأَنيابِ مَصقولُ
-
كَأَنَّهُ حينَ يَستَسقي الضَجيعُ بِهِ
-
-
- بَعد الكَرى بِمدامِ الراحِ مَشمولُ
-
وَنَشرُها مِثلُ رَيّا رَوضَةٍ أُنُفٍ
-
-
- لَها بِفَيحان أَنوارٌ أَكاليلُ
-
فَهزَّ روقي رِماليٍّ كَأَنَّهُما
-
-
- عودا مَداوِس يَأصول وَيَأصولُ
-
صافي الأَديمِ هِجانٌ غَيرَ مَذبَحِهِ
-
-
- كَأَنَّهُ بِدَمِ المكنانِ مَمهولُ
-
عَزبُ المَراتِعِ نَظّارٌ أَطاعَ لَهُ
-
-
- مِن كُلِّ رابِيَةٍ مَكرٌ وَتَأويلُ
-
طَوراً وَطَوراً يَجوبُ العَفر من نَقَحٍ
-
-
- كَالسِند أَكبادُهُ هيمٌ هَراكيلُ
-
حَرفٌ مُلَيكيَّةٌ كَالفَحلِ تابَعَها
-
-
- في خِصبِ عامَينِ إِفراقٌ وَتَهميلُ
-
كَأَنَّما اِقورَّ مِن أَنساعِها لَهِقٌ
-
-
- مُزمَّعٌ بِسَوادِ اللَيلِ مَكمولُ
-
حَتّى إِذا ما دَنَت مِنهُ سَوابِقُها
-
-
- وَلِلّغامِ بِعطفَيه شَعاليلُ
-
قصيدة تذكرت ليلى والسنين الخواليا
يقول قيس بن الملوح:
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
-
-
- وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
-
وَيَومٍ كَظِلِّ الرّمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
-
-
- بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
-
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
-
-
- بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
-
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
-
-
- بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
-
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
-
-
- بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
-
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
-
-
- وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
-
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
-
-
- إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
-
خَليلَيَّ إِن تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
-
-
- خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
-
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً
-
-
- وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
-
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
-
-
- يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
-
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
-
-
- وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا
-
وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ
-
-
- تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا
-
فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها
-
-
- وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا
-
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ
-
-
- تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا
-
سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت
-
-
- بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا
-
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً
-
-
- وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا
-
وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً
-
-
- لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا
-
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي
-
-
- قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
-
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها
-
-
- فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا
-
وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ
-
-
- لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا
-
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت
-
-
- فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
-
فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ
-
-
- وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا
-
وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم
-
-
- مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا
-
وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل
-
-
- بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
-
فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها
-
-
- يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
-
فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ وَلا
-
-
- الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا
-
وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا
-
-
- سُهَيلٌ لِأَهلِ الشامِ إِلّا بَدا لِيا
-
وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ
-
-
- مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
-
وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها
-
-
- مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا
-
فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها
-
-
- عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا
-
فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها
-
-
- فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا
-
قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا
-
-
- وَبِالشَوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا
-
وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مالِكٍ
-
-
- أَشابَ فُوَيدي وَاِستَهامَ فُؤادَيا
-
أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ
-
-
- وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَيالِيا
-
وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني
-
-
- أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا
-
أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها
-
-
- بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
-
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها
-
-
- وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا
-
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها
-
-
- أَوَ اِشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
-
خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى
-
-
- فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا
-
لَعَمري لَقَد أَبكَيتِني يا حَمامَةَ ال
-
-
- عَقيقِ وَأَبكَيتِ العُيونَ البَواكِيا
-
خَليلَيَّ ما أَرجو مِنَ العَيشِ بَعدَما
-
-
- أَرى حاجَتي تُشرى وَلا تُشتَرى لِيا
-
وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّني
-
-
- سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى النّاسِ ما بِيا
-
فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبابَةٍ
-
-
- أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصافِيا
-
خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى
-
-
- خَليلَينِ إِلّا يَرجُوانِ تَلاقِيا
-
وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ أَن تَعرِضِ المُنى
-
-
- بِوَصلِكِ أَو أَن تَعرِضي في المُنى لِيا
-
يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ
-
-
- يَرومُ سُلوّاً قُلتُ أَنّى لِما بِيا
-
بِيَ اليَأسُ أَو داءُ الهُيامِ أَصابَني
-
-
- فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا
-
إِذا ما اِستَطالَ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ
-
-
- فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا
-
إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل
-
-
- بِخَيرٍ وَجَلَّت غَمرَةً عَن فُؤادِيا
-
فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي
-
-
- وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا
-
وَأَنتِ الَّتي ما مِن صَديقٍ وَلا عِداً
-
-
- يَرى نِضوَ ما أَبقَيتِ إِلّا رَثى لِيا
-
أَمَضروبَةٌ لَيلى عَلى أَن أَزورَها
-
-
- وَمُتَّخَذٌ ذَنباً لَها أَن تَرانِيا
-
إِذا سِرتُ في الأَرضِ الفَضاءِ رَأَيتُني
-
-
- أُصانِعُ رَحلي أَن يَميلَ حِيالِيا
-
يَميناً إِذا كانَت يَميناً وَإِن تَكُن
-
-
- شِمالاً يُنازِعنِ الهَوى عَن شِمالِيا
-
وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ
-
-
- لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا
-
هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً
-
-
- وَأَنِّيَ لا أُلفي لَها الدَهرَ راقَيا
-
إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتِ أَمامَنا
-
-
- كَفا لِمَطايانا بِذِكراكِ هادِيا
-
ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت
-
-
- لَها وَهَجٌ مُستَضرَمٌ في فُؤادِيا
-
أَلا أَيُّها الرَكبُ اليَمانونَ عَرَّجوا
-
-
- عَلَينا فَقَد أَمسى هَواناً يَمانِيا
-
أُسائِلُكُم هَل سالَ نَعمانُ بَعدَنا
-
-
- وَحُبَّ إِلَينا بَطنُ نَعمانَ وادِيا
-
أَلا يا حَمامَي بَطنِ نَعمانَ هِجتُما
-
-
- عَلَيَّ الهَوى لَمّا تَغَنَّيتُما لِيا
-
وَأَبكَيتُماني وَسطَ صَحبي وَلَم أَكُن
-
-
- أُبالي دُموعَ العَينِ لَو كُنتُ خالِيا
-
وَيا أَيُّها القُمرِيَّتانِ تَجاوَبا
-
-
- بِلَحنَيكُما ثُمَّ اِسجَعا عَلَّلانِيا
-
فَإِن أَنتُما اِسطَترَبتُما أَو أَرَدتُما
-
-
- لَحاقاً بِأَطلالِ الغَضى فَاِتبَعانِيا
-
أَلا لَيتَ شِعري ما لِلَيلى وَمالِيا
-
-
- وَما لِلصِبا مِن بَعدِ شَيبٍ عَلانِيا
-
أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى
-
-
- إِلى مَن تَشيها أَو بِمَن جِئتُ واشِيا
-
لَئِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ
-
-
- فَما ظَعَنَ الحُبُّ الَّذي في فُؤادِيا
-
فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى
-
-
- فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا
-
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها
-
-
- فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا
-
عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ
-
-
- وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا
-
خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا
-
-
- لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
-
وإن متّ من داء الصبابة فأبلغا
-
-
- شبيهة ضوء الشّمس منّي سلاميا.
-
قصيدة ألا ليت ريعان الشباب جديد
يقول جميل بن المعمر:
ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ
-
-
- ودهراً تولّى، يا بثينَ، يعودُ
-
فنبقى كما كنّا نكونُ، وأنتمُ
-
-
- قريبٌ وإذ ما تبذلينَ زهيدُ
-
وما أنسَ، مِن الأشياء، لا أنسَ قولها
-
-
- وقد قُرّبتْ نُضْوِي: أمصرَ تريدُ؟
-
ولا قولَها: لولا العيونُ التي ترى،
-
-
- لزُرتُكَ، فاعذُرْني، فدَتكَ جُدودُ
-
خليلي، ما ألقى من الوجدِ باطنٌ
-
-
- ودمعي بما أخفيَ، الغداة، شهيدُ
-
ألا قد أرى، واللهِ أنْ ربّ عبرةٍ
-
-
- إذا الدّار شطّتْ بيننا، ستَزيد
-
إذا قلتُ: ما بي يا بثينةُ قاتِلي،
-
-
- من الحبّ، قالت: ثابتٌ، ويزيدُ
-
وإن قلتُ: رديّ بعضَ عقلي أعشْ بهِ
-
-
- تولّتْ وقالتْ: ذاكَ منكَ بعيد!
-
فلا أنا مردودٌ بما جئتُ طالباً،
-
-
- ولا حبّها فيما يبيدُ يبيدُ
-
جزتكَ الجواري، يا بثينَ، سلامةً
-
-
- إذا ما خليلٌ بانَ وهو حميد
-
وقلتُ لها، بيني وبينكِ، فاعلمي
-
-
- من الله ميثاقٌ له وعُهود
-
وقد كان حُبّيكُمْ طريفاً وتالداً،
-
-
- وما الحبُّ إلاّ طارفٌ وتليدُ
-
وإنّ عَرُوضَ الوصلِ بيني وبينها،
-
-
- وإنْ سَهّلَتْهُ بالمنى، لكؤود
-
وأفنيتُ عُمري بانتظاريَ وَعدها،
-
-
- وأبليتُ فيها الدّهرَ وهو جديد
-
فليتَ وشاة النّاسِ، بيني وبينها
-
-
- يدوفُ لهم سُمّاً طماطمُ سُود
-
وليتهمُ، في كلّ مُمسًى وشارقٍ،
-
-
- تُضاعَفُ أكبالٌ لهم وقيود
-
ويحسَب نِسوانٌ من الجهلِ أنّني
-
-
- إذا جئتُ، إياهنَّ كنتُ أريدُ
-
فأقسمُ طرفي بينهنّ فيستوي
-
-
- وفي الصّدْرِ بَوْنٌ بينهنّ بعيدُ
-
ألا ليتَ شعري، هلَ أبيتنّ ليلةً
-
-
- بوادي القُرى؟ إني إذَنْ لَسعيد!
-
وهل أهبِطَنْ أرضاً تظَلُّ رياحُها
-
-
- لها بالثنايا القاوياتِ وئِيدُ؟
-
وهل ألقينْ سعدى من الدهرِ مرةً
-
-
- وما رثّ من حَبلِ الصّفاءِ جديدُ؟
-
وقد تلتقي الأشتاتُ بعدَ تفرقٍ
-
-
- وقد تُدرَكُ الحاجاتُ وهي بعِيد
-
وهل أزجرنْ حرفاً علاةً شملةً
-
-
- بخرقٍ تباريها سواهمُ قودُ
-
على ظهرِ مرهوبٍ، كأنّ نشوزَهُ،
-
-
- إذا جاز هُلاّكُ الطريق، رُقُود
-
سبتني بعيني جؤذرٍ وسطَ ربربٍ
-
-
- وصدرٌ كفاثورِ اللجينَ جيدُ
-
تزيفُ كما زافتْ إلى سلفاتها
-
-
- مُباهِية، طيَّ الوشاحِ، مَيود
-
إذا جئتُها، يوماً من الدهرِ، زائراً،
-
-
- تعرّضَ منفوضُ اليدينِ، صَدود
-
يصُدّ ويُغضي عن هواي، ويجتني
-
-
- ذنوباً عليها، إنّه لعَنود!
-
فأصرِمُها خَوفاً، كأنّي مُجانِبٌ،
-
-
- ويغفلُ عن مرةً فنعودُ
-
ومن يُعطَ في الدنيا قريناً كمِثلِها،
-
-
- فذلكَ في عيشِ الحياةِ رشيدُ
-
يموتُ الْهوى مني إذا ما لقِيتُها،
-
-
- ويحيا، إذا فرقتها، فيعودُ
-
يقولون: جاهِدْ يا جميلُ، بغَزوةٍ،
-
-
- وأيّ جهادٍ، غيرهنّ، أريدُ
-
لكلّ حديثِ بينهنّ بشاشةُ
-
-
- وكلُّ قتيلٍ عندهنّ شهيدُ
-
وأحسنُ أيامي، وأبهجُ عِيشَتي،
-
-
- إذا هِيجَ بي يوماً وهُنّ قُعود
-
تذكرتُ ليلى، فالفؤادُ عميدُ،
-
-
- وشطتْ نواها، فالمزارُ بعيدُ
-
علقتُ الهوى منها وليداً، فلم يزلْ
-
-
- إلى اليومِ ينمي حبه ويزيدُ
-
فما ذُكِرَ الخُلاّنُ إلاّ ذكرتُها،
-
-
- ولا البُخلُ إلاّ قلتُ سوف تجود
-
إذا فكرتْ قالت: قد أدركتُ ودهُ
-
-
- وما ضرّني بُخلي، فكيف أجود!
-
فلو تُكشَفُ الأحشاءُ صودِف تحتها،
-
-
- لبثنةَ حبُ طارفٌ وتليدُ
-
ألمْ تعلمي يا أمُ ذي الودعِ أنني
-
-
- أُضاحكُ ذِكراكُمْ، وأنتِ صَلود؟
-
فهلْ ألقينْ فرداً بثينةَ ليلةً
-
-
- تجودُ لنا من وُدّها ونجود؟
-
ومن كان في حبّي لبُثينة َ يَمتري،
-
-
- فبرقاءُ ذي ضالٍ عليّ شهيدُ.
-
قصيدة حبيبتي لديَّ شيءٌ كثيرْ
يقول نزار قباني:
- حبيبتي، لديَّ شيءٌ كثيرْ..
- أقولُهُ، لديَّ شيءٌ كثيرْ..
- من أينَ؟ يا غاليتي أَبتدي
- وكلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ
- يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي
- ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ
- هذي أغانيَّ وهذا أنا
- يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ
- غداً.. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ
- واشتاقَ مِصباحٌ وغنّى سرير..
- واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ
- وأوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ
- فلا تقولي: يا لهذا الفتى
- أخْبرَ عَنّي المنحنى والغديرْ
- واللّوزَ.. والتوليبَ حتى أنا
- تسيرُ بِيَ الدّنيا إذا ما أسيرْ
- وقالَ ما قالَ فلا نجمةٌ
- إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ
- غداً.. يراني الناسُ في شِعْرِهِ
- فَمَاً نَبيذِيّاً، وشَعْراً قَصيرْ
- دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي
- كَبيرَةً.. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ
- ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ
- لو لَمْ تكنْ عَيناكِ… ماذا تصيرْ؟.
قصيدة صالت علينا العيون السود واحربا
يقول سليمان الصولة:
صالت علينا العيون السود واحربا
-
-
- واستودعت من هواها في الحشى لهبا
-
وغالبت بقناة القد فانتصرت
-
-
- وردية لخد والدنيا لمن غلبا
-
بكرٌ لها حدقٌ ما مسها أرقٌ
-
-
- في خدها شفقٌ يستعبد الأدبا
-
هيفاء لينة الأعطاف ناعمة ال
-
-
- أطراف تعشقها الأشراف والنُقَبا
-
ما شانها بشرٌ بل زانها خفرٌ
-
-
- في طرفها حورٌ للعالمين سبا
-
لم أنس زورتها والعين ما سرحت
-
-
- والشهب ما برحت من جلمة الرُقَبا
-
تفتر عن دررٍ في خاتمٍ عطرٍ
-
-
- ينجيك من ضررٍ إن جادك الضربا
-
كالروض حين جلا نواره وحلا
-
-
- والصبح حين على جيش الدجى وثبا
-
وصار برقعها من نور طلعتها
-
-
- لون اللجين إذا ردَّيته الذهبا
-
كم سحرةٍ ظهرت منها وقد سفرت
-
-
- ليلاً وقد هدرت قمرية طربا
-
باتت تذكرني عهد الصبا وصبا
-
-
- باتي التي جلبت لي بعده الوصبا
-
تسعى بنافعةٍ للهم دافعةٍ
-
-
- حمراء ساطعةٍ من ذاقها عجبا
-
مرت بفي فأبت نفسي تعاودها
-
-
- واشتاقت الريق فازدادت له طلبا
-
واستضحكت ونأت عني وما سمحت
-
-
- بالري إذ لمحت رأسي قد اشتهبا
-
كأن ما بيدي قد كان في صغري
-
-
- من لؤلؤٍ وغدا بالشيب مخشلبا
-