2022-05-10T17:23:49+00:00
mosoah
من هو القتات في الحديث لايدخل الجنة قتات
- عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
- وعن همام بن الحارث قال: كنا جلوسًا مع حذيفة في المسجد، فجاء رجلٌ حتى جلس إلينا، فقيل لحذيفة: إن هذا يرفع إلى السلطان أشياء، فقال حذيفة – إرادة أن يسمعه -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة قتاتٌ))، وفي رواية: ((لا يدخل الجنة نمَّامٌ)).
- والقتات في هذا الحديث بفتح القاف وتشديد التاء هو النمام، والنمام هو من يفسد العلاقات بين الناس بقيامه بنقل الكلام بينهم.
- ولا تقتصر صفة النم على الكلام فقط؛ بل تشمل أيضًا كل من ينقل إشارة أو فعل عن إنسان آخر.
- وهناك من قال أن النمام هو من يجلس مع قوم يتحدثون فينم عليهم، والقتات هو من يسمع حديث قوم دون علمهم ثم ينم عليهم.
- وفي هذا الحديث حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاتصاف بإحدى الصفات السيئة وهي النم على الناس، بل وبين عاقبة هذا الفعل بعدم دخول الجنة دون حساب، بل يعذبه الله أولًا على قدر ذنبه.
لا يدخل الجنة قَتَّاتٌ هل هو حديث صحيح
- نعم، فهو حديث مُتفق عليه.
تخريج حديث لا يدخل الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ
- هذا الحديث أخرجه مسلم حديث (105)، وأخرجه البخاري في “كتاب الأدب” “باب ما يكره من النميمة” حديث (5709)، وأخرجه أبو داود في “كتاب الأدب” “باب في القتَّات” حديث (4871)، وأخرجه الترمذي في “كتاب البر والصلة” “باب ما جاء في النمام” حديث (2026).
فوائد حديث لا يدخل الجنة قتات
هناك العديد من الدروس المستفادة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة قتات) وهي:
- في هذا الحديث دلالة على أن فعل النميمة من الكبائر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أنه مرّ على قبرين، قال: يُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبيرٍ، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنَّميمة“، كما أن الله عز وجل قال في سورة القلم: “هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ”، والمقصود بمشاء نميم من يسعى لإفساد العلاقات بين الناس بنقل الحديث بينهم.
- من خلال هذا الحديث نتعلم كيفية التعامل مع الشخص النمام، فعلينا عدم تصديقه لأنه فاسق، وتقديم النصح له بالتوقف عن هذا الفعل وشرح مدى قبحه، بغض هذا الشخص في الله لأنه بغيض عند الله، ألا نسيء الظن بالشخص الذي نم عليه النمام، ألا نتحدث بما حكى به النمام لأننا بذلك رضينا على أنفسنا ما نهناه عنه، وقال النووي: “وكل هذا المذكور في النميمة إذا لم يكن فيها مصلحة شرعية، فإذا دعت حاجة إليها فلا منع منها، وذلك كما إذا أخبره بأن إنسانًا يريد الفتك به أو بأهله أو بماله”.
- النميمة من أخطر الصفات التي تؤدي إلى قطع العلاقات وتفكيك المجتمع، وهي لا تنتج إلا من نفس حاقدة حاسدة، ولذلك فالنمام منبوذًا لكل من كره هذه الصفة السيئة.
- النمام هو أشر الناس، فقد روى الإمام أحمد عَمِن حَدِيثِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ غَنَمٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: “خِيَارُ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ، وَشِرَارُ عِبَادِ اللهِ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ”.
- هناك عدة عوامل أدت لانتشار النميمة بين الناس ومنها: الرغبة في إلحاق الضرر بمن يُنم عليه، حب النمام لمن يحكي له ولكن في الحقيقة من يحب إنسانًا حقًا فلا ينقل له السيء، استهواء النفس بالخوض في فضول الكلام وإهدار الوقت والفرح بذلك.
المراجع
- 1
- 2
- 3
Source: mosoah.com