ما هو لباس التقوى وما هي أفضل الأعمال التي تؤدي إلى التقوى؟ التقوى هي عبارة عن سلوك إنساني ويتمثل في الفضائل والالتزام وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بضرورة التقوى في كافة المعاملات وفي أداء الواجبات المطلوبة من قبل الإنسان، يجب على الإنسان أن يتقى الله سبحانه وتعالى في المعاملات الدينية والدنيوية فهي أحد دعائم الإيمان، وسوف نتعرف أكثر على المقصود بلباس التقوى من خلال هذا المقال.
ما هي التقوى
التقوى هي سلوك وطاقة روحية بعد المجاهدة من قبل الإنسان تتحول إلى ملكة طبيعية في كافة تصرفاته، يأنس الفرد التقوى عندما يلتزم بطاعة الله والرسول الكريم في كافة الأمور والابتعاد عن المحرمات والمعاصي، كما أنها تحميك من الوقوع في دائرة المعاصي، وقد تم تعريف التقوى من قبل الإمام على بن ابي طالب كرم الله وجهه بأنها الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل، ويقصد بذلك طاعة الله في كافة أوامره والابتعاد عن المعاصي والعمل بكل ما جاء في كتاب الله الكريم من أجل الاستعداد ليوم القيامة، وقد سمي المتقين بهذا الاسم نظرًا لأنهم يتقوم ما لا يتقيه غيرهم.
ما هو لباس التقوى
قد وردت العديد من الاسئلة حول ما هو لباس التقوى وهو خشية الله والإيمان به والعمل الصالح وقد ورد لفظ (لباس التقوى) في قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}.
ذكر الله عز وجل في هذه الآية نوعين من اللباس الأول وهو المادي وهو ضروري من أجل كشف العورة، أما الثاني هو اللباس الكمالي الذي يتم اتخاذه من أجل الزينة مثل الريش، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بستر العورة وايضًا ارتداء لباس التقوى في كافة الأفعال فهو أفضل من اللباس الظاهر قوله سبحانه وتعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى.
، وقال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[الحجرات:13]. والتقوى جماعها: فعل الأوامر وترك النواهي. فمن أقبل على الله تعالى متدثرًا بدثار التقوى، فقد حاز خير لباس، وظفر بأعظم مطلوب.
أقوال المفسرين في معنى لباس التقوى
قد اختلف العديد من المفسرون حول معنى لباس التقوى وإليك بعض الأقوال التي جاءت في معنى لباس التقوى:
- قال عوف عن مَعْبَد الجُهني -رضي الله عنه- أنَّ لباس التقوى هو الحياء.
- وقد ورد عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن لباس التقوى هو السمت الحسن.
- أشار ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ لباس التقوى هو العمل الصالح.
- قال قتادة، وابن جريج، والسدي أن لباس التقوى هو الإيمان.
- أكدَّ الكلبي بأنَّ لباس التقوى هو العفاف.
- أما عروة بن الزبير -رضي الله عنه- فقال أنه خشية الله تعالى.
- وقال عكرمة بأنه ما يلبسه المتقون يوم القيامة.
- أما الماوردي فقد قال بأنه ما يُلبس لاتقاء الحر والبرد.
- قال البغوي أنَّ لباس التقوى هو الثياب الخشنة والصوف التي يلبسها أهل الورع.
- قال ابن جرير رحمه الله: وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ﴾ [الأعراف: 26] استشعار النفوس تقوى الله، في الانتهاء عمَّا نهى الله عنه من معاصيه، والعمل بما أمر به من طاعته، وذلك يجمع الإيمانَ، والعمل الصالح، والحياء، وخشية الله، والسَّمْتَ الحسن؛ لأن مَنِ اتَّقى الله كان به مؤمنًا، وبما أمره به عاملًا، ومنه خائفًا، وله مُراقبًا، ومن أن يُرَى عند ما يكرهه من عباده مُستحييًا، ومَنْ كان كذلك ظهرت آثارُ الخير فيه، فحسُن سَمْته وهَدْيه، ورُئِيَتْ عليه بهجة الإيمان ونوره.
ما هي الأعمال التي تؤدي إلى الورع
- الصيام: الصيام بصورته الصحيحة يعد من أفضل الأعمال التي تؤدي إلى التقوى والورع، لكن لا يعني ذلك الامتناع عن الطعام والشراب فقط بل عليك التوقف عن كافة الأعمال التي تؤدي إلى وقوعك في المعاصي والذنوب، وذلك لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
- العدل: يعد العدل من أقصر الطرق التي تؤدي إلى التقوى لقوله تعالى: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} لذلك عليك العدل وإعطاء كل ذي حق حقه.
- العفو: العفو عند المقدرة هو اقرب للتقوى لقوله سبحانه وتعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى.
- ترك الشهوات: ترك الشهوة واتباع الحلال وتحريه في كافة المعاملات يعد من أقصر الطرق التي تساعد في تحقيق التقوى.
- الحج: الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة وأحد الشعائر الواجب تعظيمها من تقوى القلوب هذا بالإضافة إلى صلاة الجماعة.
- الجهاد: الجهاد في سبيل الله ايضًا يعد باب من أبواب التقوى وباب من أبواب الجنة ايضًَا.