تعرف في موسوعة على من الذي دعاءه مستجاب ، يقول المولى في كتابه الكريم (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، فالدعاء هي الوسيلة الأساسية التي يلجأ إليها العبد إذا كان يرغب في قضاء حاجته والتي تتعدد مثل قبول المغفرة والتوبة والهداية وسعة الرزق وتيسير الأحوال والشفاء من الأمراض وغيرها من الحاجات الأخرى، كما أن الدعاء وسيلة من وسائل التقرب إلى المولى عز وجل، وفي شهر رمضان يجتهد المسلمون في الدعاء إلى الله متمنين قبوله، ولكن هناك فئات وردت في السنة النبوية الشريفة بقبول دعائها والتي نوضحها لك في السطور التالية.
من الذي دعاءه مستجاب
دعوة المظلوم
- من أبرز الفئات التي وردت في السنة النبوية عن دعائها المستجاب المظلوم، إذ أنه روي الطبراني عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه :”اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تُحمَل على الغمام، يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرَنَّك ولو بعد حينٍ”.
- كما ورد عن أبو داود الطيالسي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تُحمَل على الغمام، يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرَنَّك ولو بعد حينٍ”.
- كما ورد عن مسلم بن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”اتق دعوةَ المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب”.
- فدعوة المظلوم مستجابة حتى وإذا مر وقت طويل عليها.
دعوة المسلم البار بوالديه
- من بين الفئات الأخرى التي يستجيب الله لدعائها البارين بوالديهم حيث أن بر الوالدين من بين الأمور التي أمر الله بها.
- ففي حديث أصحاب الغار، ورد عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:”فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبِقُ قبلهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي في طلب شيءٍ يومًا فلم أُرِحْ عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غَبوقهما، فوجدتهما نائمين، وكرهت أن أغبق (أشرب) قبلهما أهلًا أو مالًا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرِّجْ عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج منه”.
دعوة الوالدين الصالحين
فبجانب البارين بوالديهم فإن الوالد الصالح من تستجاب لهم دعوته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه:”ثلاثُ دعواتٍ مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”.
دعوة الصائم والمسافر
يقبل الله أيضًا دعوة الصائم الذي يلتزم بما أمر به الله، إلى جانب دعوة المسافر، وذلك وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”ثلاث دعواتٍ مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”.
دعوة الإمام الذي يحكم بالعدل
من بين الفئات الأخرى التي يستجيب الله لدعواتها الإمام الذي يحكم بالعدل بين الناس، حيث أنه ورد عن البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه:” ثلاثة لا يرُدُّ اللهُ دعاءهم: الذاكر الله كثيرًا، ودعوة المظلوم، والإمام المُقسِط”.
من الصحابي مستجاب الدعوة
- هناك أحد الصحابة الذي عُرف باستجابة الله لدعائه وهو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حيث عرُف بين الصحابة باستجابة الله لدعائه وقد قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم:”اللهم سدِّد رميته وأجب دعوته”.
- يعد واحدًا من بين العشرة المبشرين بالجنة، كما أنه يعد من أوائل الذين دخلوا في الإسلام، وقيل أنه ولد في عام 595م أو عام 599 م.
- كما يمثل واحدًا من أبرز صحابة الشوري الذين تم اختيارهم من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- كان يعد من أبرز من شاركوا في غزوة أحد وغزوة بدر وغزوة الحديبية.
- عُرف بمهارته في الرماية وكان أول من رمى السهام في سبيل الله.
- كان قائدًَا على جيوش المسلمين في معركة القادسية ضد الفرس، كما أنه كان له دور في الفتوحات الإسلامية بفارس.
- هو من أسس ولاية الكوفة بعد أن أمره ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك في عام 17 هـ.
- في سنة 55هـ توفي سعد بن وقاص رضي لله عنه، وقد تم دفنه في المدينة المنورة.
نصيحة الرسول لسعد حتى يكون مستجاب الدعوة
- ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه عندما نزلت الآية الكريمة رقم 168 في سورة البقرة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا)، قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم:”يا رسولَ اللهِ, ادعُ اللهَ أنْ يجعَلَني مُستَجابَ الدَّعوةِ”.
- فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :”يا سعدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ، والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ, إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ في جَوفِهِ ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعينَ يومًا, وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحْتٍ, فالنَّارُ أَوْلى به”، فكانت نصيحته له أن يكون طعامه حلالاً ويتجنب الطعام الحرام والذي يكون سبب من أسباب عدم تقبل الأعمال الصالحة من العبد.