هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان لختمة إسلام ويب حيث يعتبر بابا الحيض وما يجوز أن تقوم به المرأة الحائض وما يجب أن تبتعد عنه أمرًا عليه الكثير من الأقاويل والتي ما زال هناك اختلاف عليها ليس ففقط من الناس بل ومن العلماء لذلك في هذا المقال يقدم لكم موقع موسوعة كل ما ذكر في هذه المسألة.
هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان لختمة إسلام ويب
الحيض هو تلك الفترة التي ينزل بها الطمث على النساء فتكون في حالة من الوهن العام نظرًا لما يمر به جسمها من عملية صعبة وخلل في الهرمونات وكان للإسلام بها رأفة فمنعها من كل أمرًا واجب على المسلم من أعمال العبادة حتى تكون في حالة من الراحة وفي هذا فإن:
- المرأة الحائض لا يجوز لها أن تمسك القرآن الكريم لأنها ليست في حالة طهارة وقد بين في هذا في آيات الذكر الحكيم بالآية 79 من سورة الواقعة {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}.
- ولما اتفق الجميع على أن المرأة الحائض لا يجوز أن تمس المصحف ألا بعد أن تتطهر ويرفع عنها الحيض، لكن الاختلاف كان هل يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف.
- وأقر العلماء أن للمرأة الحائض إمكانية في قراءة القرآن لكن دون أن تمس المصحف وهذا يعني أنه يمكنها أن تقرأ ما تيسر من حفظها في السر ولو جهرت بصوتها، أو أن تقرأ من المصحف لكن دون أن تمسه ويكون بينها وبينه حائل.
- ولما بتنا في عصر التكنولوجيا وبات الهاتف المحمول يشمل كل ما نريده وكل ما نبحث عنه في هذه الدنيا فيجوز للمرأة أن تقرأ القرآن من على الهاتف أو أن تأتي بالقرآن مسجلًا وتسمعه.
- ويجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن من الكتب الخاصة بالتفسير وذلك إن أرادت أن تتدبر منه في نهار رمضان لتأخذ البركة والثواب وهذا على مذهب المالكية.
حكم قراءة القرآن للحائض على المذاهب الأربعة
كان لحكم المذاهب الأربعة خلاف حول مسألة الحائض ومس المصحف وكان أكثر المذاهب ميسرًا للأمر هو المالكية.
- أجاز مذهب المالكية للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن أثناء فطرة الحيض من خلال الهاتف أو أن تقرأ ما تيسر لها من الحفظ وأن تستمع إلى القرآن المسجل وخلافه.
- بل وأجازت المالكية أن تمس المرأة الحائض المصحف لكن ليس بغرض القراءة بل بغرض الحفظ والتعلم فإن كانت المرأة تحفظ القرآن وتتعلم التجويد والقراءة فيمكنها أن تلمس المصحف وتتعامل به دون حائل ودون أن ترتدي أي شيء في يدها وذلك لأنها لا تنوي في سريرتها القرأة التي تلزمها بالتطهر.
- لكن ليست كل المذاهب تتيح للمرأة قراءة القرآن وهي على الحيض فهم يقولون لا تمس المصحف ولا تقرأ القرآن حتى وإن كان في سرها واستشهدوا بواحد من الأحاديث الضعيفة التي لم يثبت صحتها والذي يقول {لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن}.
- ولما كانت الجنابة واحدة من الأحداث الكبرى التي لابد التطهر منها كليًا ولما كان هناك مذاهب تتيح للحائض قراءة القرآن دون مس المصحف فإن من كانوا على جنابة لا يقرؤون القرآن ألا من بعد التطهر ومن هنا وضع بعض العلماء والمذاهب منزلة الحائض مع الجنابة كون الإثنين أحداث كبرى من عدم التطهر لذلك لابد أن يتطهر منهم المسلم حتى يستطيعوا مس المصحف وقراءة القرآن.
- لكن لم يقتنع بعض العلماء بهذا الرأي كون الجنابة مدتها قصيرة فيمكن للإنسان أن يقضي منها ما شاء ومن ثم أن يتطهر على الفور ويبدأ في قراءة القرآن بينما الحيض وحتى النفاس ليس كذلك لأن المرأة تستغرق أيام كثيرة حتى تستطيع أن تتطهر وفي ذلك لو كانت تعمل على قراءة القرآن فإنها قد تنسى ما تيسر من الحفظ وبالتالي لا نستطيع أن نقارن الجنابة والحائض مع بعضهم البعض لأنهم ليسوا في نفس الدرجة.
- وعلى هذا في عموم المذاهب فإن المرأة الحائض يمكنها أن تقرأ القرآن وأن تحفظ منه ما تشاء لكن دون أن تمس المصحف.
هل يجوز استعمال السبحة اثناء الحيض؟
لما كان القرآن الكريم كلام الله المنزل وهو واحد من العبادات التي يقوم بها المسلم ليغتنم الحسنات، فإن ذكر الله تعالى هو أيضًا من العبادات التي قد نستعين بالسبحة حتى تعيننا عليها وعلى هذا فإن:
- المرأة الحائض يمكنها أن تمسك السبحة وأن تبدأ في ذكر الله تعالى وأن تدعي بما تشاء منه سبحانه بعد التسبيح لأن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعوات عباده من بعد القيام بعمل صالح.
- وفي هذا الأمر لم يكن هناك أي خلاف بل اتفق عليه المذاهب الأربعة وقد اعتمدوا في حكمهم هذا على ما جاء في السنة النبوية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر النساء في الحيض أن يقوموا بكل ما يقوم به الحج فيما عدا الطواف ومن هذا نستدل أن يمكنهم ذكر الله تعالى والتسبيح ولا حرج في ذلك، بل ويقوم الحاج أيضًا بالدعاء وطلب ممن الله ما يشاء وهو ما يمكنها فعله ولا يوجد شيء فيه.
ما يحرم على الحائض
لم يترك الإسلام سواء من خلال القرآن الكريم أو السنة النبوية أمرًا ولم يفتي فيه المسلمين ويعلمهم كيف يتصرفون في شيء ما ولما كان الحيض أمرًا توجبه الفطرة على النساء فكان في ذلك أحكامًا كثيرًا فقد حرم على الحائض:
- الصلاة: وهي في الأساس الركن الثاني من أركان الإسلام ومن تركها فهو كافرًا، لكن حرم على المرأة الحائض الصلاة في وقت الطمث فحرمت عليها الفرائض والنوافل.
- وبعد أن يرفع عنها الحيض وتتطهر فيمكنها أن تعود للصلاة مرة أخرى ولا يفرض عليها أن تقضي الصلوات التي جاءت أيام الحيض بل ليس عليها في ذلك قضاء.
- لكن تقضي المرأة الحائض صلاة واحدة فقط فإن كانت قد تطهرت فوقت العصر فعليها أن تقضي الظهر، وإن تطهرت وقت العشاء فتقضي معها وقت المغرب.
- الصيام: حرم على المرأة الحائض الصيام ولا يمكنها أن تترك أكلها وشربها أثناء الحيض لأنها تكون في حلة من الضعف وتكون بحاجة إلى الغذاء بل وبعد رمضان وجب عليها قضاء الأيام التي لم تصم فيها بل ويجب أن تقضي تلك الأيام قبل حلول رمضان الذي يليه والأولى من أن تبدأ المرأة بعد رمضان أن تصوم نوافل أن تقضي ما عليها من فروض لأن الفرض عند الله أجره أعظم من النوافل.
- والمرأة الصائمة لكن نزل عليها الحيض قبل الإفطار ولو كان قبل غروب الشمس بدقيقة واحدة فهذا يبطل صومها وعليها قضاء اليوم، لكن إن شعرت كما لو أن الحيض سينزل عليها لكنه لم ينزل ألا بعد الإفطار فصيامها صحيح ولا عليها القضاء.
- وإن كانت المرأة حائض ورفع عنها الحيض في نهار رمضان فيمكنها أن تتطهر لكن اختلف الفقهاء هل عليها الإمساك حتى الإفطار أو يمكنها الأكل والشرب حتى المغرب لكن في كل الأحوال إذا رفع الطمث وإن لم تتطهر المرأة وأتى عليها الفجر فيمكنها أن تنوي الصيام لكن عليها أن تسرع في التطهر حتى تصلي.
- طواف الكعبة: لا يمكن للمرأة الحائض أن تطوف لأن النبي قد أمر النساء أن تقوم بكل ما يقوم به الحاج ألا الطواف، وهذا يعني أنه يمكنها أن تسعى بين الصفا والمروة وأن تقرف بعرفة لتدعوا الله وتسبحه.