السنة الاستقلالية هي واحدة من أهم قضايا العصر الحالي حيث انقسم المسلمين ما بين من يتبعون الشريعة التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه ومنهم من يرفض أن يتبع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم -ويكتفون باستسقاء الأحكام الشرعية من القرآن الكريم فهل هذا حق وهل هو أمرًا صحيحًا هو ما سيقدمه لكم موقع موسوعة في هذا المقال.
السنة الاستقلالية هي
مصطلح يعتبر من وريد العصر الحالي ولم يكن يومًا مصطلحًا قديمًا وقد اطلقه العلماء ليشير إلى:
- أن تكون السنة منفردة في بعض أحكام الشرع ما لم تأتي في القرآن الكريم أو ما جاء جزء منها في آيات الكتاب الحكيم لكن زادت عليها لتكملها ولتقوم بتوضيحها وتيسيرها على جميع المسلمين.
- وفي الأساس ينبع الشرع الذي يجب أن يتبعه المسلمين من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تعتبر واحد من أصول الشرع وتأتي في المقام الثاني أي أنها الأصل الثاني للشرع.
- وهذا يدل على أم الأمر الذي لم يتم ذكر في القرآن الكريم يكون قد تم إيضاحه في السنة النبوية.
- وبرغم أن أهل السنة جميعهم يؤمنون بأحجية السنة النبوية كونها أصل من أصول التشريع ألا أن هناك بعض الناس الذي لا يؤمنوا بذلك وفي هذا حكم عدم تصديق ركن من أركان العقيدة وما يدعو له من تجنب السنة في الشرع هو أمر غير مقبول ولا صحة له في الأساس.
- وعلى هذا يجب أن يكون المسلم فردًا واعي بما يدور من حوله وأن يحذر من الذين يتعمقون في الدين فيلعبون في قواعده الأساسية ومن خلاله يؤثرون بالباطل على عقول الناس، لأن هناك علماء لهم تأثير كبير على الناس ينكرون السنة ويكتفون بالقرآن الكريم ولما كان القرآن هو كلام الله المنزل كانت السنة النبوية الأحكام التي أنزلها الله على نبيه من خلال الوحي أي كلهم في النهاية نتيجة لطريق واحد يجب أن نسير فيه ألا وهي الشريعة الإسلامية الكاملة.
- وعلى المسلم المؤمن بالله ورسوله بأن يتبع سنة النبي من بعد اتباع القرآن الكريم وما جاء بها من أحكام بل أن الإيمان بالسنة النبوية هي أمر مطلوب وضروري حتى لا يفسد إيمان المرء لأن من لا يتبع سنة النبي سيضل في الدنيا لأنه بالتأكيد لا يسير على الطريق الصحيح.
- وقد أمرنا المولى عز وجل في آيات القرآن التي تعتبر الأصل الأول في التشريع بأن نتبع سيدنا محمد النبي الأمي وقد قال الله تعالى بالآية 7 من سورة الحشر {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحكام وردت في السنة ولم ترد في القرآن
كان الإسلام ومازال يعاني من الذين يفترون على أحكامه وأصوله ويحاولون أن يشوهوا ما فيه من معاني وأحكام سواء كانت أحكام عقائدية أو تشريعية وفي هذا الشأن:
- هناك اتجاه ينكر السنة كأحد مصادر التشريع ولا يرجع إليها أبدًا في أي أمر كان مبررًا أن مصدر التشريع فقط هو القرآن الكريم وهذا ليس صحيحًا.
- بل ويزيد الضالين ضلالا ما يفسرون حجتهم بان السنة خالفت الكثير من أحكام الشريعة الواردة في القرآن وهذا ما ألا افتراء لا يجب اتباعه أو تصديقه.
- وقد استدل أهل هذا المذهب الأحكام التي جاءت في السنة النبوية ولم تأتي في القرآن الكريم والتي منها:
- تحريم الرضاعة: وقد أتى القرآن الكريم ليقوم بتحريم الأم والأخت في الرضاعة وجعل غيرهن حلال أي أن الأم المرضعة والأخت في الرضاعة هم المحرمين على الرجل لكن يحل له باقي الأنساب، وقد زاد في السنة النبوية أن الأم والأخت في الرضاعة محرمين ومعهم باقي النسب.
- تحريم الجمع بين الأختين: وهو الأمر الذي لا شك فيه فيحرم للرجل أن يتزوج من المرأة وأختها وقد أكد النبي في سنته على ذلك وأضاف عليهم أن المرأة يحرم عليها أن تتزوج من زوج خالتها وعمتها وهو الأمر الذي لم يوضح في آيات القرآن الكريم.
- لبس الحرير والزينة: فقد جاء في السنة النبوية أن النبي حرم على الرجال لبس الذهب أو أن يرتدوا الزينة لأن في ذلك تشبه بالنساء وقد يستدل أصحاب مذهب إنكار السنة أن آيات القرآن الكريم بأنه لا يجب على مسلم أن يحرم الزينة التي أعطاها الله لعباده.
- وهنا يجب جميعًا أن نعترف بأمرًا وهو حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه {إني لا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه}، لان الله سبحانه وتعالى هو من انفرد سبحانه بالتحريم في جميع الأمور على عباده بحكمته التي لا يشاركه فيها أحد.
- وهنا يجب أن نعرف أن الأحكام المذكورة أعلاه هي ليست تضاد ما بين القرآن وكلام النبي لأن في الأصل لا تعمل السنة على تفسير القرآن الكريم فقط بل أنها تعمل على توضيحه وتنفيذ أحكامه وما جاء به وهو الأمر الذي يفوق الكلمات لأن الأفعال دائمًا ما تكون أصعب من النظريات والكلمات الموجودة والموضوعة.
- من هنا نصل إلى الفكرة الأساسية وهي أن الله حرم في كتابه العزيز الأمور وعلى النبي أن يفسرها بالأحكام من خلال تطبيقها على حياة البشر الذين يختلفون فيما بينهم وأن لكل واحدًا منهم حالة خاصة لا تشبه غيره وهو ما يجعل هناك أراء وتنفيذ مختلف لكن لا ينشق عن الحكم الأصلي.
هل يجوز الاستغناء عن السنة النبوية والاقتصار علي القرآن الكريم
هناك من يطلقون على أنفسهم بالقرآنيين وهم الذين يمتنعون عن الأخذ بالسنة والاكتفاء بالقرآن الكريم بل وقد انتقضوا الفقهاء وأهل العلم وهو أمرًا ليس بصحيح لأن:
- لو أراد الله سبحانه وتعالى لنزل كتابه من عنده مفسرًا بالأحكام والآيات دون الحاجة للنبي حتى يقوم بتفسيرهم للعباد لكن الحكمة في ذلك أن السنة النبوية وما بها من أفعال تستطيع أن تفهم جميع حاجات البشر لا يمكن للآيات أن تشملها كلها وبالتالي سيكون هناك صعوبة في تطبيق تلك الأحكام.
- ومن هنا علينا أن نتعرف على أن وظائف السنة لا تفسر فقط القرآن الكريم بل هناك وظيفة منهم تعمل على تأييد وتأكيد الأحكام الأساسية التي لا يوجد فيها حالات مختلفة أو انقسام بين المسلمين.
- وبين وظيفة تفسير القرآن وتفسير الأحكام التي جاءت به ما بين تشمل التخصيص للمؤمن أو التعميم على المؤمنين ومن المقصود بالآيات وما يريد الله سبحانه وتعالى أن يعلمه العباد.
- وهناك الوظيفة التي تعمل على إكمال أحكام القرآن وتوضيح الأمور التي لم تذكرها الآيات وقد كان في ذلك أحكام كثيرة وردت في السنة ولم تأتي في القرآن مثل:
- المرأة الحائض عليها أن تقضي أيام الصيام لكن لا قضي الصلوات التي فاتت في أيام الحيض.
- لا يمكن أن يجمع الزوج بين الأختين وبين المرأة وعمتها أو المرأة وخالتها.
- الميراث الخاص بالأجداد.
أهمية السنة النبوية الكريمة ومنزلتها من القرآن الكريم
لو لم يكن الإنسان بحاجة إلى الهدى وإن عرف طريق الإيمان وحده ما كان نزل علينا الأنبياء ولا القرآن وكان الإنسان ليعبد الله وحده لكن وبرغم فطرة الإنسان على عبادة الله ألا أن النفس الأمارة بالسوء استطاعت دائمًا أن تغلبه:
- ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة والعظيمة للسنة النبوية التي من خلالها نستطيع أن:
- نفهم القرآن الكريم وما جاء به من قصص الأمم السابقة التي علينا أن نستفيد منها وبه الأحكام التي تسير حياة المسلم بها وغيرها من فقه العبادات.
- من خلال السنة النبوية يستطيع المسلم أن يكون على الخلق الحسن من خلال اتباع ما كان يقوم به النبي من أفعال.