2022-03-20T06:12:56+00:00
mosoah
في هذا المقال نوضح إجابة سؤال يُعد الحلف بغير الله من أمثلة ؟ الحلف هو وسيلة يلجأ إليها الإنسان لإثبات صدقه في موضوع ما عندما يكذبه أحد أو عندما يشعر بضعف موقفه في هذا الموضوع، ولقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا نحلف سوى بالله عز وجل فقط، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا، فليحلف بالله، أو فليصمت”، وعلى الرغم من ذلك؛ فهناك الكثير من يلجأ للحلف بغير الله، مثل أن يحلف بشخص غالِ عنده، مثل الحلف برسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الحلف بالأب أو الأم أو الأبناء، أو الحلف بأشياء غالية ومقدسة مثل الكعبة، وهو ما نهانا عنه الله عز وجل ورسوله، ولكن ماذا يُصنف الحلف بغير الله؟ هذا ما سنوضحه من خلال السطور التالية على موسوعة.
الحلف بغير الله من أمثلة
- يُعد الحلف بغير الله من أمثلة الشرك الأصغر.
- فقد أخرج أبو داود والترمذي وأحمد عن سعد بن عبيدة قال: “سمع ابن عمر رجلًا يحلف: “لا والكعبة”، فقال له ابن عمر: “إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك)).
- كما قال عليه الصلاة والسلام: “من حلف بشيء دون الله فقد أشرك” أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر.
- فمن الأمور التي نهانا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الحلف بشيء مثل الحلف به أو الحلف بحياة إنسان، أو الحلف بشيء مادي، فالحلف لا يكون سوى بالله تعالى.
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد[1]، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون)).
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يحلِفُ بأبيه، فقال: (لا تحلِفوا بآبائِكُم، مَن حلفَ باللَّهِ فليصدُقْ، ومَن حُلِفَ لَه باللَّهِ فليرضَ، ومَن لم يرضَ باللَّهِ فليسَ منَ اللَّه) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
- كما حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق عند الحلف بالله، فكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: “لأن أحلف بالله كاذبًا، أحبُّ إليَّ من أن أحلف بغيره صادقًا”.
- ومما حثنا الله عز وجل عليه هو أن يكون الحلف به عند الحاجة فقط، فقد قال سبحانه وتعالى في سورة المائدة: “وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ“، فلا يجوز الحلف إلا لإثبات شيء أو لنفيه.
الحلف بغير الله شرك أكبر أم شرك أصغر
- الحلف بالله هو من أنواع الشرك الأصغر، إذ لم يعتقد الحالف بمساواة المحلوف به مع الخالق سبحانه وتعالى في عظمته وقدرته ومشيئته.
حكم الحلف بغير الله
- كما سبق وأن ذكرنا، فالحلف بغير الله يُعد من أنواع الشرك الأصغر.
- وذلك لأن في هذا النوع من الحلف اعتقادًا بتعظيم المحلوف به على ما يليق به من التعظيم.
- ويُعد الحلف بغير الله شركًا أكبر في حالة واحدة، إذا كان فيه اعتقادًا بتعظيم المحلوف به مثل تعظيم الله تبارك وتعالى، وأن من حلف به يمتلك التصرف في الكون، وله مشيئة تخرج عن مشيئة الله سبحانه وتعالى، أو أنه يستطيع أن ينفع أو يضر من دون الله، فيكون الحالف مشركًا مرتد عن الإسلام.
- ولذلك، فإن الحلف يجب أن يكون بالله فقط، فلا يجوز أن يحلف أحد بالنبي أو بحياة فلان أو بشرف فلان أو بالكعبة، وذلك لأن الهدف من اليمين تثبيت الشيء وتأكيده، ويكون ذلك من جهة يخاف منها الحالف إذا كان حلفانه كاذبًا، والله وحده هو من مدى صدق الحالف وكذبه وما هي حقيقة أمره.
- ولأن الله وحده هو من يستحق الحلف به، فإن من كان صادقًا في حلفانه فسيجازيه الله خيرًا على ذلك، أما من كان كاذبًا فيستحق العقاب من الله.
- وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحلف وخاصة الحلف الكذب عند البيع والشراء، لأنه يُغضب الله عز وجل، ويُذهب البركة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: :إياكم والحلف في البيع، فإنه ينفق، ثم يمحق“.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “احلِفوا بالله و بَرُّوا و اصدُقوا، فإنَّ اللهَ يحبُّ أن يُحلَفَ به”.
- فعند الحلف بالله يجوز قول والله، وعزة وجلالة الله، وقدرة الله، كما يجوز قول وكتاب الله، لأن كتاب الله فيه آياته التي هي كلامه عز وجل، وهذا الكلام من صفاته تبارك وتعالى.
من أمثلة الحلف بغير الله قول
- من أمثلة الحلف بغير الله الحلف بالأنبياء، وقول وحياة فلان، ورأس فلان، ورحمة فلان، أو الحلف بالكعبة، أو بأحد الأضرحة، أو بولي من أولياء الله الصالحين، أو الحلف بالطلاق، أو الحلف بشدة أو بمرض، أو بالشرف، أو بالنعمة أو بالماء أو بالسماء.
- ومن أمثلة الحلف بغير الله أيضًا قول وبالأمانة، وهو ما لا يجوز قوله، فعن بريدة بن الحصيبالأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمانة) رواه أبو داود وصححه الألباني.
الحلف بغير الله في القرآن
- أقسم الله عز وجل في عدة مواضع بالقرآن الكريم بأشياء من مخلوقاته هو، فلقد أقسم بالضحى والعصر والفجر وبمواقع النجوم وبالذاريات وبالصافات وبالمرسلات والتين والزيتون والنجم، وغير ذلك من مخلوقات الله سبحانه وتعالى.
- ولله سبحانه وتعالى فقط الحق في الحلف بأي شيء من مخلوقاته، وليس لأحد من خلقه هذا الحق، فالحلف يكون بالله أو بأسمائه وصفاته فقط.
- فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فإن الله يُقْسِم بما يقسم به من مخلوقاته لأنها آياته ومخلوقاته، فهي دليل على ربوبيته، وألوهيته ووحدانيته، وعلمه وقدرته، ومشيئته ورحمته، وحكمته وعظمته وعزته، فهو سبحانه يقسم بها لأن إقسامه بها تعظيم له سبحانه”.
كفارة الحلف بغير الله
- أما عن كفارة الحلف بغير الله؛ فقد اتفق أكثر العلماء على أن تلك اليمين لا تنعقد ولا يتم اعتبارها يمينًا، وبالتالي ليس هناك كفارة على من يحلف بغير الله، سوى أن يقول محركًا لسانه لا إله إلا الله وأن يستعيذ بالله من الشيطان وألا يكرر ذلك مرة أخرى.
- فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف منكم، فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعالَ أُقامِرْك، فليتصدق بشيء)).
- وقد خرج النسائي بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص أنه حلف باللات والعزى، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وانفث عن يسارك ثلاثًا، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد“.
- وقال ابن العربي: من حلف بها جاداً فهو كافر، ومن قالها جاهلاً أو ذاهلاً يقول: لا إله إلا الله، يكفر الله عنه، ويرد قلبه عن السهو إلى الذكر، ولسانه إلى الحق، وينفي عنه ما جرى به في اللغو.
- أي أن شرط قول لا إله إلا الله والاستعاذة بالله من الشيطان عند الحلف بغير الله، أن يكون الحالف قد حلف عن جهل أو يكون الحلف قد خرج كذلة لسان، وليس لأنه يرى أن ما يحلف به يتساوى في عظمته مع عظمة الله عز وجل.
المراجع
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
Source: mosoah.com