‘);
}
قصة الخمر أمِّ الخبائث
جاء في الحديث عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنه قال: (اجتنِبوا أمَّ الخبائثِ)،[١]وقصة هذا الحديث هي أنّ هناك رجلاً متعبِّداً فقامت امرأة بإرسال جاريتها له، وطلبته للشهادة فذهب هذا الرجل مع الجارية وكانت تلك الجارية كلما دخلت من باب أغلقته، حتى وصلت لسيدتها.[٢]
وكان عند تلك المرأة غلام له، وآنية خمر، فقالت له لم أطلبك للشهادة فإما أن تخلو بي، أو أن تشرب الخمر، أو أن تقتل هذا الغلام؛ وإلا قمتُ بالصراخ واتهامك، فقال لها اسقني كأساً من الخمر، فقام بشربها، ثم طلب كأساً آخر فشربها، فما لبث حتى قتل الغلام وخلا بالمرأة.[٢]
وفي ختام هذه القصة يؤمر الناس باجتناب الخمر فيقول: (فاجتنِبوا الخمرَ؛ فإنَّه واللهِ لا يجتمعُ إيمانٌ وإدمانُ الخمرِ في صدرِ رجلٍ أبدًا، وليوشِكنَّ أحدُهما يُخرِجُ صاحبَه).[١][٢]
‘);
}
مراحل تحريم الخمر
حرّم الله -عزّ وجل- الخمر بالتدريج؛ فقد كان الصحابة يشربونها ويتاجرون بها، فنزل تحريمها على مراحل عدة نوضحها بما يأتي:[٣]
- ذمّ الخمر وبيان ما هو أفضل منها
وكان ذلك بقول الله -تعالى-: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا).[٤]
- بيان أنّ الإثم في شربها يفوق المنافع
وكان ذلك بقول الله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا).[٥]
- النهي عن الصلاة لمن كان شارباً للخمر
وكان ذلك بقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى).[٦]
- تحريم الخمر نهائياً
وكان ذلك بقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ).[٧]
أحاديث عن الخمر
جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تتحدث عن تحريم الخمر وعقوبته، نذكر منها ما يأتي:[٨]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرامٌ).[٩]
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (سَمِعْتُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- علَى مِنْبَرِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، يقولُ: أمَّا بَعْدُ، أيُّها النَّاسُ إنَّه نَزَلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ، وهْيَ مِن خَمْسَةٍ مِنْ: العِنَبِ والتَّمْرِ والعَسَلِ والحِنْطَةِ والشَّعِيرِ، والخَمْرُ ما خَامَرَ العَقْلَ).[١٠]
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا قَدِمَ مِن جَيْشَانَ، وَجَيْشَانُ مِنَ اليَمَنِ، فَسَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بأَرْضِهِمْ مِنَ الذُّرَةِ، يُقَالُ له: المِزْرُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إنَّ علَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَن يَشْرَبُ المُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِن طِينَةِ الخَبَالِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وَما طِينَةُ الخَبَالِ؟ قالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ).[١١]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لعن اللهُ الخمرَ، وشاربَها، وساقِيها، وبائِعَها، ومبتاعَها، وعاصِرَها، ومعتصِرَها، وحامِلَها، والمحمولةَ إليه).[١٢][١٣]
المراجع
- ^أبرواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:251، إسناده صحيح أو حسن أو ما يقاربهما.
- ^أبتعبد الله الخليفي، كتاب الصحيح المسند من آثار الصحابة في الزهد والرقائق والأخلاق والأدب، صفحة 266. بتصرّف.
- ↑موسى بن راشد العازمي (2011)، كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 550-555، جزء 3. بتصرّف.
- ↑سورة النحل، آية:67
- ↑سورة البقرة، آية:219
- ↑سورة النساء، آية:43
- ↑سورة المائدة، آية:90-91
- ↑مجموعة من المؤلفين (2013)، كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي، الرياض :دار الفضيلة للنشر والتوزيع، صفحة 663، جزء 9. بتصرّف.
- ↑رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2003 ، صحيح.
- ↑رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:4619 ، صحيح.
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2002، صحيح.
- ↑رواه الألباني، في صحيح أبي داود ، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3674، صحيح.
- ↑الملا على القاري (2003)، كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (الطبعة 1)، بيروت-لبنان:دار الفكر، صفحة 1902، جزء 5. بتصرّف.