‘);
}
خفّة اليد ونشأتها
هناك الكثير من الفنون التي نشأت في العصور القديمة وما زالت منتشرة حتّى يومنا هذا، ومن بين هذه الفنون التي لا يستطيع ممارستها إلّا أقليّة من الناس فنون خفّة اليد، وهي عبارة عن إحدى الفنون الوهميّة التي يعتمد فيها الشخص على إيهام جمهوره بالاعتماد على مجموعة من القدارت المتمثّلة في الخداع البصري، وقد وجد هذا النوع من الفنون من زمن الفراعنة، بحيث كان يمارس عشوائيّاً إلى أن تمّ اعتباره منظماً في القرن الثامن عشر للميلاد، ومن أبرز روّاده الفرنسي جان يوجين روبرت، وكان أوّل ظهور له في العام 1840م في باريس، وكرّرها في لندن في العام 1973م، وجاء من بعده هنري هوديني في الفترة ما بين عام 1874م و 1926م، وكان يعمل ضمن فريق منظّم يعتمد عليه في استخدام الأنفاق والمرايا على خشبة المسرح، إلى أن انتشر التلفاز وأصبح الأمر أكثر سهولة.
تعلّم خفّة اليد
تتمّ ممارستها بالاعتماد على إحدى الأمور التالية، أو أكثر من وسيلة مجتمعة معاً، وتتضمّن التالي:
‘);
}
- إظهار الأشياء من العدم: مثل إخراج حمامة من قبعة، أو قطعة نقود من جيبة، أو حقيبة فارغة.
- إخفاء الأشياء: مثل إخفاء الأرنب بعد إظهاره بمجرد التلويح له باليد.
- تحويل الأمور: تتمثّل بكثرة في أوراق اللعب، من خلال إظهار ورقة وإخفائها كلياً وإعادة إظهارها وكأنّ أحداً يعطيها للساحر أو يخفيها هو في مكانٍ ما، وهنا يكمن سرّ الخداع البصري.
- التحكم عن بعد: كالقيام بإرجاع الكرسي إلى الأرض بعد رفعه، أو دحرجة كرة القدم دون ملامستها.
- استرجاع الأمور لوضعها الأصلي: مثل تقطيع مجموعة من الأوراق أو الأسلاك ومن ثمّ إعادتها إلى وضعها الأصلي.
- غالباً يتمّ ممارسة مثل هذه الأمور لأغراض ترفيهيّة، مع التحفّظ على سرّ المهنة كما يقولون؛ حتّى لا يصبح بإمكان أي شخص القيام بها وبالتالي اقتحام مصدر رزق الآخرين الذين يحترفونها.
أمثلة على خفّة اليد
تتوالى الأمثلة التي تندرج ضمن هذا الفن، وسوف نتناول فيما يلي مثال بسيط يوضح الكيفية التي يقوم بها الساحر بزيادة عدد النقود التي يمتلكها، بالشكل التالي:
- يقوم بأخذ قطعة نقدية من أحد الجمهور.
- يحرّكها ويلفّها ويلعب بها حتّى تسقط منه قطعة معدنية أخرى من فئة أكبر.
- يعيدها إلى صاحبها مدّعياً أنّها زادت.
إنّ التفسير لهذه الخدعة هو دخول الساحر وهو يمتلك القطعة التي يدعي بأنّها تكاثرت بحيث يخفيها بين أصابعه، ويقوم بلفت انتباه الجمهور إلى ورقة معيّنة في يده الثانية؛ ليخفي أمر القطعة النقديّة، ثمّ يرفع يده بحيث يكون باطنها ظاهراً فارغاً، لتقسط القطعة من الجهة الثانية، وبالتحديد من بين إبهامه وأحد أصابعه الأخرى.