‘);
}
مفهوم الفلسفة عند سقراط
الارتكاز الأساسي لفلسفة سقراط يقوم على مقولته الشهيرة: “أنا أعرف أني لا أعرف” فأولى بدايات التفلسف هي أن يدرك المرء أنه يعرف القليل، لذلك فهو لا يتوقف عن البحث وطرح الأسئلة من أجل بلوغ المعرفة الحقيقية،[١] بناءً على ذلك، ففلسفة سقراط تتسم بالعقلانية، إذ يؤكد سقراط إمكانية وصول جميع الناس إلى الحقائق الفلسفية إذا استعملوا عقولهم، فعندما يبدأ الإنسان بالتفكير يجد أجوبته داخل نفسه.
إذن يرى سقراط أن المعرفة توجد داخل عقل الإنسان، كما اعتقد أن القدرة على التمييز بين الخير والشر تكمن في عقل الإنسان لا في المجتمع، أما السعادة فهي وفقًا لفلسفة سقراط من المستحيل أن توجد حين يتصرف المرء عكس قناعاته الشخصية.
‘);
}
آراء سقراط الفلسفية
تلخصت أهم آراء سقراط الفلسفية فيما يلي:[٢]
- آمن سقراط بالخلود، إذ اعتقد بعودة النفس بعد موت الجسد إلى صفاء طبيعتها.
- تتكون الطبيعة الإنسانية من حس وعقل، والعقل هو الذي يسيطر على الحس، وغاية الإنسان عقلية روحية تهدف إلى أن يصير الإنسان فكرًا خالصًا عن طريق التخلص من شواغل البدن
- استخدام المنهج الجدلي المعتمد على:
- التهكم: إذ يدعي سقراط الجهل لاستدراج محدثه للكلام.
- التوليد: أي توليد المعاني وتحديد الألفاظ لمنع التلاعب بها.
- استخدام المنهج الاستقرائي الذي يتدرج فيه الباحث من الجزيئات إلى الخصائص (الماهيات) المشتركة بينها، ثم تعريف الماهية من خلال ذكر صفاتها الجوهرية واستبعاد صفاتها العرضية، ومن الأمثلة على الجزئيا؛ محمد وفاطمة، أما الماهيات فالاختلاف في اللون والشكل والحجم والثقافة، ثم يجري تحديد الخصائص المشتركة كالنطق والتفكير اللذين يعدان من الصفات الجوهرية عند البشر، أما الصفات الأخرى كاللون والشكل فهي تعد صفات عرضية.
حياة سقراط الفلسفية
كانت حياة سقراط انعكاسًا واضحًا لفلسفته، إذ تلخص منهجه الحياتي الفلسفي في التجول في السوق والأماكن العامة مناقشًا جميع أنواع الناس، وكان شكل النقاش عند سقراط عبارة عن سؤال وجواب، فكان يسأل الناس عن مختلف الموضوعات، مثل الشجاعة والحب وعن أحوالهم عمومًا، كما كان ملحًا بالسؤال بغض النظر عما إذا كان الشخص المقابل يرغب في النقاش أم لا.
عُرِف سقراط بما كان يسببه من إرباك وحيرة وصدمة لشركائه في النقاش، وذلك بسبب انكشاف جهلهم، وقد ينشأ عن هذه الحالة نوع من الفضول المعرفي وإثارة للتفكير لدى المحاور، وهذا الفضول هو غاية سقراط من النقاش.
حاكى بعض الشباب الأثيني أسلوب سقراط الاستفهامي، مما كان سببًا في انزعاج بعض أكابر الأثينيين، الأمر الذي أدى إلى تقديم سقراط إلى محاكمة باتت التجسيد الأعظم لفلسفة سقراط.
الحكم بالإعدام كان من الممكن أن يُلغى لو أن سقراط تخلى عن آرائه الفلسفية وخضع لقوانين أثينا، إلا أنه رفض ذلك، وتجرع السم راضيًا، فالفلسفة منحت سقراط قناعات مكنته من امتلاك ثقة مبنية على العقل الذي هو منبع المعرفة وبالتالي الحكمة وفق الفلسفة السقراطية.
المراجع
- ↑جوستاين غاردر، عالم صوفي، صفحة 93- 98. بتصرّف.
- ↑حماد فلاح الغزالي، رجب مختار عطية، الفلسفة للسنة الثانية بمرحلة التعليم الثانوي، صفحة 12. بتصرّف.