‘);
}
التعريف بالحركة الوطنية المغربية
تعد الحركة الوطنية المغربية بمثابة امتداد طبيعي لمختلف حركات الجهاد التي كانت قد ظهرت في بلاد المغرب لمقاومة الغزو الإسباني والبرتغالي الذي كانت تشنه تلك القوات على سواحل البلاد، وقد ظهرت تلك الحركات في بداية الأمر في المساجد والزوايا وامتدت إلى كامل أنحاء البلاد.[١][٢]
بالتالي فالحركة الوطنية المغربية هي حركة اجتماعية سياسية تم تأسيسها في عام 1930م، من أجل السعي إلى مقاومة السلمية الحماية الفرنسية والإسبانية على دولة المغرب، ويبدو أن مطالبها كانت تتركز في ضرورة القيام بالإصلاحات داخل الدولة وبمساواة المواطنين المغربين مع الفرنسيين المتواجدين على الأراضي المغربية.[١]
‘);
}
ومع أن تلك المطالب التي طالبت بها الحركة الوطنية كانت جميعها مطالب مشروعة إلا أن السلطات الفرنسية رفضتها بالكامل، وهو الأمر الذي دفع بالحركة إلى إصدار وثيقة الاستقلال عام 1944م، والتي كانت بداية لظهور المقاومة المسلحة عام 1953م.[٣]
وعلى هذا الأساس فقد كانت الحركة الوطنية المغربية عبارةً عن تكتل فكري وسياسي ضم العديد من التيارات الفكرية والثقافية، التي تسعى إلى نيل الاستقلال، ويبدو أن كل واحد من تلك التيارات كان له رؤية مختلفة لما ينبغي أن يكون عليه النظام السياسي في المغرب بعد أن يتم الحصول على الاستقلال.[١]
الظروف التي صاحبت نشأة الحركة الوطنية المغربية
تجدر الإشارة إلى أن بواكر هذه الحركة كانت خلال عام 1925م، خاصة مع نهاية حرب الريف، ويبدو أن لثورة القائد عبد الكريم الخطابي ضد الإسبان أثر كبير في القضاء على الغزاة، ولكن استسلام الخطابي بعد تحالف الأسبان والفرنسين، ومن ثم نفيه إلى خارج البلاد كان له أثر كبير في نفوس الناس.
وعليه كان لا بد من وجود بديل آخر يكمل مسيرة النضال ضد المحتل، وعليه ظهرت الحركة الوطنية المغربية كبديل في تلك المرحلة ولكنها اختار بداية المقاومة السلمية وتجنبت أية أعمال مسلحة.
كما تجدر الإشارة إلى أن أول تنظيم سياسي ظهر في عام 1926م، أطلق عليه الرابطة الوطنية، وقد ضم هذا التنظيم زعماء من شمال وجنوب المغرب، وهذا إن دل على شيء فهو دليل على رفض الشعب أعمال السلطات الفرنسية والرامية إلى تقسيم البلاد.
ما هو الظهير الأمازيغي؟
الظهير الأمازيغي هو عبارة وثيقة قانون صدرت عن قوات الاحتلال الفرنسي في المغرب بتاريخ 16 أيار عام 1930م، وكانت تتضمن جعل قوات الاحتلال هي السلطة التي تسيطر على المناطق التي يسكنها الأمازيغ، في حين تظل المناطق العربية تحت سيطرة وإدارة السلطان المغربي وحكومته، وقد تم إنشاء المحاكم على أساس هذا التقسيم.
كما عمدت حكومة الاحتلال الفرنسي إلى إحلال قانون العقوبات الفرنسي محل قانون العقوبات المطبق في البلاد والمستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية، وبالتالي فهو قانون سعى بالفعل إلى تقسيم البلاد، إلى منطقتين الأولى منطقة عربية يتحدث أبناؤها باللغة العربية، ومنطقة أمازيغية يتحدث أبناؤها باللغة الأمازيغية فقط.
بالتالي فقد رأى الكثير من المؤرخين أن هذا الوقت كان البداية الفعلية للحركة الوطنية المغربية للرد على الظهير الأمازيغي، إذا إن قوات الاحتلال الفرنسية كانت تروج لثقافة التقسيم منذ عام 1921م، وهو الأمر الذي رفضه أبناء المغرب العربي وقاوموه بكل الطرق.
المفهوم الجديد للحركة الوطنية المغربية
يبدو أن الحركة الوطنية جاءت ببعض المفاهيم الإصلاحية الجديدة والتي يبدو أنها كانت تتوافق مع روح العصر وتستخدم أسلوبًا مغايرًا عما كان سائدًا في الماضي، إذا أكدت على ضرورة الدفاع عن الوطن وتحريره من الوجود الأجنبي، بكل أشكاله، كما أكدت على ضرورة القضاء على جميع الانحرافات الفكرية والأخلاقية والدينية والاجتماعية.
ويبدو أن المطالب التي جاءت بها الحركة الوطنية المغربية لم تلقى رواجًا لدى القوات الفرنسية، وبالمقابل فقد نمت هذه الحركة بشكل كبير وانتشرت في مختلف أنحاء البلاد، وهو الأمر الذي شهد انطلاق الحركة الوطنية للكفاح المسلح.
وتجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال بدأت بالتآمر على السلطان محمد بن يوسف بعد أن أعلن تبنيه لوثيقة الاستقلال التي أصدرها الوطنيون الأحرار، أيضًا فقد تأزمت العلاقات بينهما بعد رفضه لوثيقة الظهير الأمازيغي، فسعى الاحتلال بمساعدة بعض شيوخ القبائل إلى عزل السلطان محمد الخامس وهو الأمر الذي رفضه الوطنيون وعامة الشعب.
وبالتالي كان لا بد من تغير مسار الحركة الوطنية للكفاح المسلح الذي مر بمرحلتين، الأولى كانت عبارةً عن مجموعة من العمليات الفدائية واستهدفت جميع المتعاونين مع قوات الاحتلال، أما الثانية فقد استهدفت العمليات الفدائية القوات الفرنسية بذاتها، وهو الأمر الذي عجل بشكل كبير عملية إنهاء التواجد الفرنسي في البلاد ومن ثم نيل الاستقلال.
المراجع
- ^أبت“The Moroccan Nationalist Movement: Istiqlal, the Sultan, and the Country*”, cambridge. Edited.
- ↑“الحركة الوطنية المغربية”، كَشَّاف، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2022. بتصرّف.
- ↑“The Moroccan nationalist movement: from local to national networks”, tandfonline. Edited.