
كشفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن تلقيها سيلا من الاتصالات لمنع وقوع حرب جديدة على خلفية التصعيد في القدس، في حين اقتحم مئات المستوطنين أحياء من مدينة الخليل غداة مسيرة الأعلام في القدس.
وأكد الناطق باسم الحركة فوزي برهوم أن سيل الاتصالات التي تلقتها حركته من قبل الوسطاء، جاءت محاولة لعدم تدهور الأوضاع إلى حالة حرب حقيقية بسبب مسيرة الأعلام.
وأشار إلى أن المقاومة لديها حساباتها في التعامل مع الاحتلال وتقدير المواقف المناسبة في عملية الردع، حسب تعبيره.
وبالتوازي مع ذلك، قالت حركة حماس إن المعركة مع الاحتلال مستمرة حتى حسم الصراع ودحره عن الأرض الفلسطينية.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن ما جرى في القدس والمسجد الأقصى لن يغفر، وأضاف -في تصريحات نقلها مستشاره الإعلامي- أن المقاومة ستواصل طريقها حتى اجتثاث الاحتلال من أرض فلسطين.
وأكد هنية أن المكتب السياسي للحركة يرفض أن يعطي تعهدا أو ضمانات لأي طرف لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع داخل فلسطين المحتلة.
اقتحامات في الخليل
وفي تطور آخر، اقتحم مئات المستوطنين -اليوم الاثنين- عدة أحياء في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، انطلاقا من مستوطنة كريات أربع، باتجاه المسجد الإبراهيمي.
ورفع المستوطنون الأعلام الإسرائيلية وهتفوا بالموت للعرب، تحت حماية قوات الاحتلال.
وتزامنت مسيرة المستوطنين مع إغلاق المحال التجارية وانتشار مكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي أعاقت عمل الصحفيين في ساحات الحرم الإبراهيمي.
في المقابل، نظم عشرات الفلسطينيين في مدينة الخليل وقفة احتجاجية على مسيرات الأعلام الإسرائيلية، التي ينظمها المستوطنون في القدس والخليل، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وأكدوا رفضهم سياسات الاحتلال ومستوطنيه بحقهم.
الخارجية الفلسطينية: بينيت يتفاخر بالإرهاب
سياسيا، قالت الخارجية الفلسطينية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يتفاخر بأن إسرائيل أصبحت دولة إرهاب وحاضنة له.
واعتبر بيان للوزارة أنّ ما شاهدناه أمس الأحد تأكيد جديد على أن دولة الاحتلال تتعامل مع الإرهاب اليهودي ومنظماته على أنه جزء من مكوناتها ومن منظومتها الرسمية.
ولفتت الخارجية إلى أنّ بينيت هنأ كل من شارك في ما تسمى “مسيرة الأعلام”، متفاخرا بهم وبأعمالهم وبتصرفاتهم العدوانية والهمجية.
وفي المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إن مسيرة الأعلام في القدس أمس الأحد تؤكد وحدة مدينة القدس والسيادة الإسرائيلية عليها.
وأضاف غانتس -في كلمة أمام أعضاء حزبه في الكنيست- أن الشرطة الإسرائيلية والشاباك عملا ضد من وصفهم بالإرهابيين المسلمين، وفق تعبيره.
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء من خلال عدوانها المتكرر على الأقصى والقدس ومحاولتها تغيير الواقع التاريخي للحرم القدسي.