‘);
}
نشأة أحمد بشير العيلة وتعليمه
أحمد بشير العيلة هو شاعر وأديب فلسطينيّ، ولد في مخيّم رفح في فلسطين في عام 1966 م في اليوم السابع من شهر حزيران، وهو بالأصل من قرية يبنا إحدى قرى الرملة. عاش في بنغازي الليبية منذ عام 1975 م حتى يومنا هذا بعد أن عاش في مصر، حيث انتقلت أسرته للعيش في مصر في عام 1967 م في النكسى فنزحت إليها وكان عمره آنذاك عاماً ونصف، وقد انتقل بعدها إلى ليبيا بعد أن حصل والده على منحة دراسية وبعثة للتدريس في ليبيا.
عاش الشاعر أغلب حياته في ليبيا، وقد حصل على تعليمه الجامعي من جامعة بنغازي قاريونس، وهو يَحمل شهادة الفيزياء من كليّة العلوم وقد تخرج منها في عام 1990 م، وهو مُتزوج وله طفلان، وقد زار فلسطين لآخر مرة في 15-4-2011 م، وقد رحبت له رابطة الأدباء الفلسطينيين ومَنحته عضوية في رابطتها، وقد بدأ كتابة الشعر في الخامسة عشر من عمره.
‘);
}
تجربة أحمد العيلة الأدبية
بدأت الحياة الأدبية عند الشاعر مُبكّرًا؛ حيث بدأ بكتابة الشعر منذ سن الخامسة عشر، وهي سن مبكرة تُوضّح الإحساس والشعور الفياض الذي كان يَملأ نفس الشاعر، وقد لعبت بلاد المَهجر والغربة التي عاشها الشاعر الدور الرئيس في أشعاره وأحاسيسه الجياشة التي نَبعت من فقدان الوطن والشوق إلى الأرض.
كانت المحطة الأبرز التي بدأ فيها الشعر هي بلاد ليبيا؛ حيث عاش فيها غالب حياته، فكانت الدواوين تَصدر من هنالك ما بين ظلامٍ مُخيّم على النفس وفُسحة الأمل التي يُنتَظر منها النور والفرج، وكانت فلسطين تَلعب الدور الأول في نفس الشاعر.
فهي الوطن الأول في حياة الشاعر، وبوجود هذه العناصر “الوطن الأول فلسطين والشوق إليها والغربة في بلاد المهجر والأحداث الجارية والعمل ضمن الصحافة من جانب والتعليم من جانب آخر” تَكوّنت لدى الشاعر تَجربة أدبية أفضت لنا بالعديد من الأعمال الإبداعية والدواوين الشعريّة والروايات.
أعمال أحمد العيلة الأدبية
تَميّز الشاعر أحمد العيلة بالعديد من الأعمال الأدبية، ومنها ما يأتي:[١]
- ديوان “بدأ النخيل” نشره عام 1990م في دمشق.
- ديوان الشعر “أوردة الباب المغلق”، نشره في ليبيا عام 2007م.
- ديوان “هموم الذي لا بلاد لأبنائه”، نشره في بنغازي عام 2012م.
- له الكثير من المقالات والقصائد المنشورة في الإعلام الليبي والفلسطيني خاصّة.
- ديوان “صديقي القرنفل”، وديوان “أوردة الباب المغلق”، وديوان “نداء إلى الله”، لكنّها لم تُطبع إلى الآن.
أعمال أحمد العيلة البحثية
للشاعر أحمد العيلة الكثير من الأعمال البحثية، ومن أبرزها ما يأتي:
- بحث بعنوان “العلم وأثره على اللغة الشعرية”، والذي نشره في مجلّة الفصول الأربعة.
- بحث بعنوان “الموضوعات البيئية في المناهج التعليميّة البيئيّة”.
- بحث بعنوان “إشكاليّة نقد النص الأدبيّ للأديب معمّر القذّافي”.
- بحث بعنوان “تاريخ المسرح الفلسطينيّ”.
- شارك الكاتب والشاعر في الكثير من الندوات الأدبيّة في ليبيا، منها: المؤتمر السادس عشر للكتّاب العرب، والذي عقد في طرابلس عام 1990م، وكذلك شارك في مهرجانات النهر الصناعي، والمدينة، وذلك في بنغازي.
الموسوعات التي ذكرت أحمد العيلة
تناولت العديد من المعاجم والموسوعات العربية اسم الشاعر واسم عائلته، وهي كما يأتي:[٢]
- البابطين الصادر عن مؤسسة البابطين الكويتية (الجزء الأول: صفحة 228).
- دليل كتاب فلسطين.
- أعلام فلسطين.
- أنثولوجيا فلسطين.
- الموسوعة الكبرى للشعراء العرب.
- شعراء فلسطين في القرن العشرين.
- ديوان الشعر الفلسطيني.
أقرت بعض قصائد الشاعر أحمد العيلة في مقررات النقد الأدبي في عدّة جامعات، ومنها ما يأتي:
- جامعة عين شمس في مصر.
- جامعة الأقصى في فلسطين.
- الجامعة الإسلامية في فلسطين.
- جامعة بنغازي (قاريونس سابقًا) في ليبيا.
كتبت عنه عدّة دراسات كاديمية حول أعماله الأدبية والشعرية، ومنها ما يأتي:[٢]
- دراسة جامعية عن الشاعر بعنوان (الصورة الشعرية عند أحمد بشير العيلة)
- عدة دراسات أكاديمية نقديّة نُشرت في دوريات الجامعة الإسلامية بغزة وجامعة الأقصى.
وظائف شغلها أحمد العيلة
عمل الشاعر في صحيفة قاريونس لثلاث سنوات بدأها عام 1989م كمُحرّر ثقافي في الصحيفة، وعمل كذلك في صحيفة النهر والمدينة وأخبار بنغازي، وعمل أيضًا مُعدًّا إذاعيًّا لبعض البرامج الإذاعيّة الليبيّة، ويعمل في الوقت ذاته أستاذ فيزياء منذ عام 1990م.
جوائز حصل عليها أحمد العيلة
حصل الشاعر على عدد من الجوائز، ومن أبرزها ما يأتي:[٢]
- ندوة ترحيب عن الشاعر أقامها مركز الصداقة الثقافي في صالة مركز التوثيق والدراسات.
- أمسية شعرية في وزارة الأسرى والمحررين بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني.
- أجرى لقاء أدبي في إذاعة الأقصى، برنامج من وحي القلم.
نماذج من شعر أحمد العيلة
فيما يأتي نماذج من قصائد أحمد العيلة التي نشرها:
- قصيدة: هو الضوء يفلت مني
- هو الضوء يفلت مني
- وينطفئ الأفق عن كبرياء
- دماء الخطوط تلاقت
- لتبدأ لوحة هذا الغروب
- فتنغرس الشمس فأسًا بكف الصحارى
- فيغتنم الأفق دمي
- ويختنق الآن وجهي
- فأنبت ليلًا.. ومنفى جديد
- أنا خيمة في الظلام
- وكل المنائر غاصت بوحل الطريق
- وقلبي وحيد
- يغرد بالضوء والانتماء
- صحارى وأحلام رمل لعشب وماء
- متى أتمرد زهرًا بطعن الجذور؟
- متى يتبلل صوتي
- لأصرخ بالمستحيل؟
- فها جثتي فوق كفي تبحث عن قبرها
- وها تلك روحي تهاجر تبحث عن فجرها
- هو الحزن ينتفض الآن بيني
- ويبدأ دمع المقاصل في الارتقاء
- يشق الدروب إلى قامتي
- فيجرفني في القلوب
- وأبدأ ثورة هذي الدماء
- هم الآن يلتحمون أمامي
- وتبدأ هجرتهم في دمي.. فأثور
- أمد جذوريَ عبر العصور
- فينبثق الرفض كاللاجئين
- فتخنقني الطائرات
- تمد مخالبها للمخيم
- فينشق صدريَ عن عشقهم
- أمد يدي
- أسد القذائف عنهم
- فتلتحم الشمس بينهما
- وأقاوم.[٣]
- قصيدة: ضباب
- وفي كلِّ صبح
- تُسْحَقُ الأمنيات قُبيل التوكُّل
- تُلْقىَ ضباباً أمام العيون
- هل كلما جاء ضوءٌ لوجهي
- تلاشىَ بلُغْمٍ قديم
- يلازمني مثل حظٍّ لئيم.
- طريقٌ تجمَّع للتوِّ قرب ضبابي
- وأضربَ عن رحلتي للمآذن
- أنامَ الدعاءُ على حافةٍ باردة
- ولم أرهُ بعدها؟
- أشُلَّ الفضاء؟
- بهذا الفضاءِ تنهّدَ جيل
- وأُدْمىَ
- كملحٍ تناثرَ في الجرح
- هم واقفون
- وسدٌّ أمام البلاد تنامىَ
- بأيدٍ من الإنس
- هذا التقاعس
- لا سوسَ يأكلُ عُكَّازَهُ
- لينفر مَسْخٌ من الإنس أرهقنا ألف عام
- ملحٌ من العَرَقِ البشريّ تعلَّق في الجوّ
- بعضُ القُرى أطلقُوه ضباباً
- ثم اختفوا خلفه بالقرون
- أين أُشاهد روحي
- وكل بَيَادِرِنَا ترتمي في الضباب
- أغلقتْ موسمًا كاملًا
- عبّأتِ الطينَ خوفَ انقشاع الفؤوس من الرئتين
- أنا ذاهبٌ عَبْرَهُ
- وأُدْرِكُ أَنِي أُضام
- وأنِي المفتّت بين العواصم
- لا طينَ يجرفني من ضياع
- ولا ماءَ ينشلني للنسيج
- أنا ذاهبٌ عَبْرَهُ
- تلاشيتُ من صرخات الثكالى
- من الخجل المتراكم فوقي
- لا ماء للوجه
- جفتْ وجوهُ الرجال
- قوامٌ يهزّ بأطرافه للُّزُوجة
- زمانٌ لزِج
- تحياتُهم فاترة
- أحاديثهم لا صفاءَ بها
- دخانٌ يلوكونه ثم يمضون
- ألا إنها القارعة
- قارعةٌ فاترةٌ مائعة
- عذابٌ أتاهم يناسب هذا البرود
- ويمنحهم لا شعورًا بليدا
- ألا إنها القارعة
- وبعضُ العذاب
- بأنْ لا تُحِس مساحتَك الشاسعة
- أنحنُ ضحايا الضباب المعاصر
- ضبابٌ على الفكر
- في الورد
- بين السطور اللواتي كُتِبْنَ لأشواقهن
- ضبابٌ على الروح
- في العظمِ
- بين العروقِ
- أنا أَتَضَبَّبُ يأكل معرفتي
- كيف أصافحكم والكفوفُ بُخار
- الفؤادُ خيال
- الكلامُ صَدَى
- أنا أتضبَّب
- لا وجهَ لي
- ولا طميَ يرضىَ بجذر فُتات
- أنا أتضبّب يا أغنيات البلاد
- أَغيثوا قوامي
- ضبابٌ تحلَّق حولي
- ينهشني كلَّ يوم
- صدأٌ فاتكٌ يعتريني
- أسَّاقط كالملح
- ثم أُرَشُّ ضبابًا على وجبة الأرض
- أذهبُ غَمّاً
- أملكُ كلَّ المساحة زُورًا
- لن تستدلّ الرسائلُ عني
- لا بيتَ لي
- عريشةُ حزني تمزقني
- اقطفوا أصدقائي عناقيد روحي
- وامنحوني غناءً حميمًا
- حميم.[٤]
- قصيدة: دالية للإمام الأخير
- نبيٌّ تَنَزَّلَ فيهِ الغناء
- فصارَ إمامَ الجروح الكثيرة
- صار إمام الحقول
- تَنَزَّلَ فيه الغناء
- وأنبتَ سنبلةً حول ليل القرى
- أضاءَتْ مئات البيوت بتقوَى النشيد
- تمايلَ شعبٌ بأكمله
- نبضُهُ الآن فِتْنَتُنا
- لافِتَةٌ في التقدم
- هتافٌ لمجموعةٍ تحتمي في النهار الأخير
- تحاول نبشَ السماء ليمتدّ سعفٌ
- أتاها على حين (غنوة)
- صليبُكَ عودُك
- جَرْجَرْتَهُ في طريق الألم
- يُدَنْدِنُ
- كِلاَ الجانبين شهودٌ على الدّنْدَنَاتِ الجريحة
- كِلاَ الجانبين استحالوا مشاعلَ إِذْ مَسَّهُم وَتَرٌ كالفرات
- كِلاَ الجانبين استحالوا بكاء ً
- على واقعٍ يتنافرُ والأمنيات
- كِلاَ الجانبين استضاءوا وضاءوا
- رَنَّةُ عُودٍ
- تُفَتِّحُهُمْ قُبْلَةً للجنود (الغَلاَبا)
- رنّة عُودٍ
- تُعَاوِدُ صُنْعَ الظهيرة
- صعيدٌ بكاملهِ يسمعك
- كأنكَ وحيٌ أتاهم على حين فأسٍ وحين حصاد
- صعيدٌ بكاملهِ
- يرقصُ الرملُ فيه
- مُسّ برنةِ عودٍ فأخصبْ
- وعادَ تلهّبْ
- صعيدٌ بكامله يسكبُ النخلَ على قامة الفقراء
- إذا ما تحمَّم بالأغنية
- صعيدٌ بكاملهِ هزَّنا إِذْ تَغَنَّى أمامَ جُرُوحَاتِنا
- يُجَوِّدُنا واحدًا واحدًا
- يُمَرِّرُ فوق مآذننا المتعَبات يديه
- فأُذِّنَ ذات ارتقاء
- حَيَّ على الرفض
- حَيَّ على الأرض
- فارتجَّ ماء
- نبيٌّ تنزّل فيه الغناء
- توزّع قلبي على (نُوتَةٍ) في يديه
- فأورقَ للفقراء خبيزَ حكايا
- وندىً
- على ماردٍ بارد الكفِّ بعد إصابته في النوافذ
- تمدّدَ خارطة
- يتحرك وردٌ بشطآنه عبرها
- إنه دعوةُ الطُّوب للالتحام
- دعوةُ الناس مدَّ الجذور على الأغنيات
- دعوتهم لاصطحاب السماء بأحلامهم
- واصطحاب القرار
- نبيٌّ تنزّل فيه الغناء
- فصار إمامَ الهموم
- إمام الغيوم الولودة
- إمام النجوم
- هنا (تِرْعَةٌ) شَرِبَتْ لحنَهُ ذات حزن
- فقامت تهزّ الركود وتمضي مظاهرةً للحقول
- تمرّغَ طميٌ من صوته فوقها
- فماذا سينمو بقلب الرجال بُعيد القطاف؟
- هنا يتدافع طلابُه لانكسار السجون
- هنا صوتُه
- أنا الآن داليةٌ نسيت نفسها فوق آخر مجموعةٍ من غِناه
- أنا الآن تونس وهي تناضلُ بالاستماع
- طرابلس حين بكىَ
- وأهرامه حين جاع
- أنا قامةٌ شَكَّلَتْهَا رُؤاه
- وحلم صباه
- أنا المتعاليِ بأحلامه فوقهم
- أنا المتوليِ زنازينَهم بالأغاني
- متى شاء هذا الضياء
- نبٌّي تنزّل فيه الغناءُ على أرض مصر
- توضّأ بغداد
- تيمّم قُدْسًا وصَلَّى
- على كل قاهرةٍ في البلاد
- النيلُ مات
- أين إمام المياه يُصلي بنا؟
- وأين يداهُ عيونُ تراتيلنا؟
- النيلُ مات
- نبيٌّ بكامله ينتهِي
- (نُوتَاتُةُ) في الصدور ودائع
- فمن ذا يحرِّف ضوءًا بهذا النشيج ِ
- وهذي الروائع.[٥]
المراجع
- ↑“صدور ديوان «لم يحدث بعد» لأحمد بشير العيلة”، الدستور، اطّلع عليه بتاريخ 2/1/2022. بتصرّف.
- ^أبت“أحمد بشير أحمد العيلة”، كتارا، اطّلع عليه بتاريخ 2/1/2022. بتصرّف.
- ↑“مرثية إلى (ناجي العلي)”، مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، اطّلع عليه بتاريخ 3/1/2022. بتصرّف.
- ↑“قصيدة ضباب”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/1/2022. بتصرّف.
- ↑“قصيدة دالية للإمام الأخير”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/1/2022. بتصرّف.